ليزي غرينوود.. ناشطة بريطانية تواصل إضرابها عن الطعام لليوم الـ19 تضامنا مع فلسطين (فيديو)
في مختلف مناطق بريطانيا، لا تزال أصوات الاحتجاجات تتعالى، حيث يعبّر كثيرون عن رفضهم لمواصلة الحكومة البريطانية دعمها الدائم لإسرائيل.
وتبرز الناشطة البريطانية ليزي غرينوود من بين تلك الأصوات، إذ أطلقت احتجاجًا فرديًّا قويًّا عبر إضراب عن الطعام دخل يومه التاسع عشر؛ من أجل إيصال رسالتها إلى الحكومة البريطانية.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsالاحتلال يرتكب مجزرة جديدة في بيت لاهيا ويقصف مبنى به 30 نازحا (فيديو)
شهداء في هجمات إسرائيلية على مناطق متفرقة من قطاع غزة
تركيا تعلق على دخول القوات الإسرائيلية إلى الأراضي السورية
ليزي (28 عامًا) شاركت في الدفاع عن القضية الفلسطينية بعد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 وما تلاها من حرب إبادة بحق سكان غزة.
تقول ليزي للجزيرة مباشر “أمضيت حياتي كلها مثل معظم البريطانيين وأنا أُخبَر بأن الأمر معقد، ولا يوجد حل، ولا علاقة لي به”، وأضافت “نشطتُ بشكل فعلي بعد أحداث السابع من أكتوبر، لأن ذلك فتح عينيَّ حقًّا على كل ما حدث ويحدث”.
وتابعت ليزي “لقد مر عام من الإبادة، وعام من الاحتجاجات، وعام من العرائض والضغوط، لكن الحكومة البريطانية ترفض الاستماع لنا، لذلك قررت أنه إذا لم يبق لي شيء ثمين أناضل به سوى جسدي وصحتي، فسأستخدمهما للدفاع عن فلسطين”.
وأوضحت ليزي أن هدفها الأساسي هو اتخاذ إجراء يُبرز هذه المسؤولية، ويحث الناس على التفكير مليًّا، متسائلة “لماذا ترى حياتك وراحتك أكثر أهمية من حياة مئات أو آلاف الأشخاص في فلسطين ولبنان؟”.
بريطانيا متواطئة
تؤكد الناشطة البريطانية أنه لا ينبغي لأحد أن يقبل بهذا الوضع ببساطة، بل يجب عليه أن يتحرك، ويقاوم ويرفض، موضحة أن “بريطانيا متواطئة بشكل كبير مع إسرائيل في المجازر التي تُرتكب بحق الفلسطينيين، والمسؤولية تقع على عاتق كل بريطاني في إيقاف هذا الدعم”.
وتضيف أن هدفها الآخر هو إيقاظ ضمير الشعب البريطاني لمسؤوليته الأخلاقية، إذ تقول “أريد أن تصل هذه الرسالة إلى الأشخاص الذين لا يعرفون أو رفضوا الاعتراف بأن أموالنا وأسلحتنا تُستخدم لتدمير هوية ومنازل شعب آخر. أريد أن ألهم أشخاصًا لم يكونوا مشاركين من قبل في هذه الحركة”.
“حياتي ليست أهم من حياة الفلسطينيين”
ترفض ليزي إيقاف إضرابها عن الطعام، حتى إن أدى ذلك إلى تدهور حالتها الصحية بشكل أكبر، فهي ترى أن واجبها يتطلب منها الاستمرار حتى يتحرك الشعب البريطاني ويتخذ موقفًا حاسمًا.
وتدرك الناشطة قلق عائلتها وأصدقائها والمجتمع بشأن صحتها واستمرار الإضراب، وتقدّر خوفهم من فقدان شخص آخر، لكنها تظل متمسكة بنضالها، موضحة “أريدهم حقًّا أن يدركوا هذه النقطة: لماذا تُعَد حياتي أهم من حياة المئات بل الآلاف من الأبرياء في فلسطين ولبنان؟”.
سقوط الأقنعة
ترى ليزي أن روح المملكة المتحدة وهويتها الوطنية يعاد تشكيلها اليوم، قائلة “هذا التعريف قبيح للغاية”، موضحة أن “هويتنا الوطنية أصبحت مرتبطة بأفعال مروعة مثل قتل الأطفال والتجويع والإبادة الجماعية”.
تتحدث ليزي عن شيء أعمق من مجرد قضية فلسطين، إذ ترى أن “السياسة الغربية قد سقط قناعها وانكشفت حقيقتها”، معتقدة أن “لهذا السقوط تداعيات بعيدة المدى، إذ يؤدي إلى خلق عالم بلا روح وبلا أمل، عالم يسوده اليأس والعنف، مما يجعل غالبية الناس عاجزين عن الشعور بالانتماء إليه”.
واستطردت “الشعب بات يعرف الحقيقة. لقد اكتفى الناس من الأكاذيب، وفقدوا الثقة في السياسة الغربية”، مشيرة إلى أن “هذا الانهيار قد يكون من الصعب، وربما المستحيل، إصلاحه في المستقبل”.