جرّاح تركي وخبيرة مصارعة ومُعادٍ للصين.. ترامب يستكمل ترشيحات إدارته المثيرة للجدل

أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عددا من الأسماء المرشحة لتكون ضمن فريقه الرئاسي في ولايته الثانية التي ستبدأ في 20 من يناير/كانون الثاني 2025، بعد فوزه في انتخابات الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

جرّاح تركي مديرا للتأمين الصحي

اختار ترامب، الثلاثاء، الجرّاح محمد أوز، صاحب البرنامج التلفزيوني “عرض الدكتور أوز”، ليكون مديرا لبرنامج التأمين الصحي العمومي.

وقال ترامب في بيان “الولايات المتحدة غارقة في أزمة صحة عامة، وما من طبيب أفضل أكثر من الدكتور أوز لكي يعيد إلى أمريكا صحتها”، مؤكدا أن هذا التعيين “سيؤدي أيضا إلى تقليل الهدر والاحتيال في الوكالة الحكومية الأكثر كلفة في بلادنا”.

من هو محمد أوز؟

وُلد أوز عام 1960، ويبلغ من العمر 64 عاما، لأبوين مهاجرَين تركيَّين، حقق نجاحا باهرا في عالم التلفزيون لدرجة أنه حاز نجمة على “ممشى المشاهير” في هوليوود.

وُلد في كليفلاند بولاية أوهايو، وبعد تخرّجه من المدرسة الثانوية في ولاية ديلاوير، تم قبوله في جامعة هارفارد، كما خدم في الجيش التركي من أجل الحفاظ على الجنسية المزدوجة.

ويملك الدكتور أوز أكثر من 20 عاما من الخبرة جرّاحا للقلب والصدر في مركز “بريسبيتيريان كولومبيا” الطبي في نيويورك، وكان أيضا أستاذا في كلية الطب بجامعة كولومبيا.

في عام 2007، كان أوز ناشطا سياسيا ومؤيدا للحزب الجمهوري في نيوجيرسي لسنوات، وتبرع للجمهوريَّين جون ماكين وبيل فريست، كما دعم حملة إعادة انتخاب الرئيس جورج دبليو بوش في عام 2004.

وفي عام 2018، عُيّن أوز في مجلس الرئيس للرياضة واللياقة البدنية والتغذية من قِبل الرئيس دونالد ترامب، لكنه فشل في دخول عالم السياسة من بوابة الانتخابات بعد أن ترشح في 2022 بدعم من ترامب لعضوية مجلس الشيوخ عن ولاية بنسلفانيا.

ويدين الدكتور أوز بشهرته إلى الأيقونة التلفزيونية الأمريكية أوبرا وينفري التي استضافته في برنامجها بوصفه خبيرا في مطلع العقد الأول من القرن الحالي.

لكن توصياته الصحية التي تتخللها أحيانا عبارات مثل “سحر” و”معجزة”، أثارت انتقادات من زملاء له، كما اتهمه آخرون بالترويج لعلاجات أو مكملات غذائية غير فعالة وربما خطرة، ولا سيما نصائحه المتعلقة بكوفيد.

وتعليقا على اختياره أوز وهيغسيث، قال النائب الديمقراطي جيم هايمز “نحن بصدد أن نصبح أول برنامج لتلفزيون الواقع في العالم لديه أسلحة نووية”.

خبيرة مصارعة وزيرة للتعليم

كما اختار ترامب ليندا ماكمان، الرئيسة السابقة لاتحاد المصارعة العالمية الترفيهية “دبليو دبليو إيه” (WWA)، لتولّي وزارة التعليم التي يعتزم إلغاءها.

وقال ترامب عن ماكمان “هي مدافعة شرسة عن حقوق الوالدِين”، مضيفا “سنعيد التعليم إلى الولايات المتحدة، وليندا ستقود هذا الجهد”.

ورأى ترامب أنه “بصفتها وزيرة للتعليم ستكافح ليندا بلا كلل” من أجل منح كل ولاية أمريكية مزيدا من الحريات التعليمية و”تمكين الآباء من اتخاذ أفضل القرارات التعليمية لعائلاتهم”.

ماكمان (76 عاما) سيدة أعمال، سبق لها أن شغلت منصب وزيرة شؤون الشركات الصغيرة في ولاية ترامب الأولى، بين عامي 2017 و2019.

وتُعَد ماكمان أحد أركان الحلقة الضيقة لترامب الذي اختارها أيضا لتكون أحد قادة فريقه الانتقالي الذي سيتولى السلطة من الديمقراطيين.

وتصف ترامب بأنه “صديق”، وهي مانحة رئيسية للحزب الجمهوري، وقد أسهمت ماليا في دعم ترشيح ترامب للسباق الرئاسي منذ 2016، أولا في الانتخابات التمهيدية الحزبية ومن ثم في الانتخابات الوطنية.

وماكمان متزوجة من فينس ماكمان، وريث اتحاد المصارعة العالمية الترفيهية “دبليو دبليو إيه”، وهو شركة عملاقة تأسست في خمسينيات القرن العشرين، قبل أن تصبح ماكمان رئيستها عام 1993، ومديرتها العامة في 1997، حتى استقالت عام 2009.

مُعادٍ للصين وزيرا للتجارة

أيضا اختار ترامب هاورد لوتنيك، المدير الشريك لفريقه المكلف بتنسيق عملية انتقال السلطة، في خطوة يُتوقع أن تعكس تشددا أكبر لدى الإدارة المقبلة حيال الصين.

وسيتولى لوتنيك وفق ترامب “مسؤولية إضافية مباشرة عن مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة”، الهيئة المعنية بفرض الرسوم الجمركية.

وتشغل الرسوم الجمركية حيزا أساسيا من جدول الأعمال الاقتصادي لترامب، وقد تعهّد بفرض رسوم شاملة على كل الواردات عند تسلُّمه سدة الرئاسة.

ولوتنيك هو الرئيس التنفيذي لشركة الخدمات المالية “كانتور فيتزجيرالد” وحليف لترامب، وكان يُعَد المرشح الأوفر حظا لمنصب وزير الخزانة.

لكن ترامب اختار تكليفه بدلا من ذلك حقيبة التجارة، وهي وزارة محصورة النطاق مقارنة بوزارة الخزانة، تعمل على تعزيز الصناعة الأمريكية، وتضطلع بدور رئيسي في سياسة دعم قطاع أشباه الموصلات في الولايات المتحدة وتقليل الاعتماد على آسيا.

وأعرب لوتنيك خلال الحملة الانتخابية عن تأييده فرض رسوم جمركية تصل نسبتها إلى 60% على السلع الصينية، إلى جانب رسوم بنسبة 10% على جميع الواردات من كل دول العالم.

مدير مكتب التحقيقات الفدرالي

يُجري ترامب مقابلات مع مرشحين لمنصب مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي).

وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي حُذف لاحقا، وفي معرض دفاعه عن نفسه أمام الانتقادات التي وُجهت إليه بسبب غيابه عن تصويت مجلس الشيوخ، قال نائب الرئيس القادم جيه دي فانس “كنت في اجتماع مع الرئيس ترامب لإجراء مقابلات مع العديد من المرشحين لمناصب في حكومتنا، بما في ذلك منصب مدير مكتب التحقيقات الفدرالي”.

وأضاف على منصة إكس “أميل إلى الاعتقاد بأن وجود مدير لمكتب التحقيقات الفدرالي يفكك الدولة العميقة أكثر أهمية من خسارة الجمهوريين للتصويت بواقع 49 – 46 بدلا من 49 – 45”.

يُذكر أن مدة ولاية مدير مكتب التحقيقات الفدرالي 10 سنوات، لكن تغيير راي سيكون متوقعا بالنظر إلى انتقادات ترامب المستمرة منذ مدة طويلة للرجل الذي عيَّنه بنفسه عندما كان رئيسا قبل 7 سنوات.

ففي الصيف الماضي، لجأ ترامب إلى وسائل التواصل الاجتماعي لدعوة راي إلى الاستقالة بعد أن بدا أن الأخير يشهد على سلامة بايدن العقلية.