“وين نروح.. ما في مأوى ثان”.. البرد والمطر يحولان حياة النازحين في غزة جحيمًا (فيديو)
مع حلول الشتاء، تتفاقم مآسي النازحين الغزيين الذين يعيشون في خيام لا تقي من البرد ولا تحمي من الغرق في مياه الأمطار، حيث يعاني مئات الآلاف منهم في إيجاد مأوى مريح لهم مع المنخفضات الجوية المتوقعة.
ورصدت الجزيرة مباشر معاناة النازحين في خان يونس جنوبي قطاع غزة، الذين اهترأت خيامهم بسبب الأمطار ويجدون صعوبة في توفير وشراء الملابس الشتوية التي تدفئهم ولو قليلا من البرد القارس.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsجيش الاحتلال يقتل أسرتين من 25 شخصا بمجزرة جديدة في بيت حانون
تفاصيل مقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة 18 في معركة مع المقاومة بجباليا
المقاومة الفلسطينية تواصل التصدي لجيش الاحتلال وتقصف مواقع له في غزة (فيديو)
“الواحد بدو يعيط”
شادية الحلو، أشارت وهي تمسك بطفلها، إلى أنها حاولت بقدر الإمكان إنقاذ الوضع في خيمتها لكن الأمطار مزقتها، وأصبح الماء ينزل من سقفها، وفتحات في جوانبها، وهو ما زاد برودة الأجواء فيها.
وأضافت شادية: “يعني الواحد بدو يعيط.. برد ومطر وغير الثغور في الشادر، الليلة بالذات كان البرد مش طبيعي، صحيت والله الولد ثلج رجليه وقعدت أدفئه في إيدي وحضني”.
“ما في مأوى ثاني”
فيما قالت النازحة، تهاني سدرة، بنبرة قهر تعبر عن صدمتها باهتراء خيمتها التي تقطن فيها مع أسرتها: “رحت على التكية مع ابني وغرقت من المطر وأنا هناك، أجيت لقيت كل الخيمة واقعة والخشب طاير ومكسر والملابس مبهدلة، ومش عارفين وين نروح إحنا أصلا.. ما في مأوى ثان”.
من جهته، قال زوجها محمد سدرة عن مصيرهم بعد خسارتهم للمأوى الوحيد: “مصيرنا؟ بدنا ننام بالشارع الليلة.. ما فيش حاجة إلي، هي الخشب كله تكسر، أنا لو عشاني بدبر حالي بس الأطفال زي هذول سقعانين وفراشنا كلها مياه.. غرقنا غرق”.
“إحنا بنحبش الشتا”
وتقف الطفلة، حبيبة طومان، وهي حافية أمام خيمتها، قائلة عن مرارة الشتاء في الحرب: “الحين إحنا بنحبش الشتا، قبل كنا ببيوتنا والآن لا على الرمل، ولما تشتي بقينا نغرق وما في أواعي نلبسهم ولما نمرض ما في علاج وأدوية”.
وفي ظل تزايد أعداد النازحين ونقص الخيام المناسبة والملابس الشتوية، وصف منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، الوضع في غزة مع حلول الشتاء بأنه “كارثي”، قائلا إنها من بين أسوا الظروف التي شهدوها خلال الحرب بأكملها وإن التحسن غير متوقع.