“أكلنا الطعام مغمسا بالدم”.. معتقل سوري يروي أهوال تجربته في سجن صيدنايا (فيديو)

روى المعتقل السوري المحرَّر عبد الله الحمود للجزيرة مباشر أهوال تجربته في سجن صيدنايا سيئ السمعة، قبل إطلاق سراحه مع آلاف آخرين من السجون السورية عقب سقوط نظام بشار الأسد في 8 من ديسمبر/كانون الأول الجاري.

الحمود سُجن لمدة 10 سنوات، بدأها في فرع 261 في حمص، مرورا بصيدنايا، قبل أن يُنقل إلى سجن حماة المركزي ويُحرَّر منه.

وقال الحمود، ابن محافظة إدلب، الذي اعتُقل من قِبل الأمن العسكري لتشابه الأسماء عند عودته من لبنان عام 2014 “من خلق الدنيا للآن، ما مر علينا مثل اللي موجود بسجن صيدنايا، يعني سمعنا بغوانتنامو وأبو غريب، بس عندهم رفاهية لا توصف مقارنة فيه”.

وعن أولى تجاربه، حينما نُقل إلى صيدنايا بعد 7 أشهر قضاها في فرع 261 في حمص، قال الحمود “كان إلي دور بالتحويل على صيدنايا في إبريل (نيسان) 2015، فور وصولنا طلعنا على الصالة وبصمنا على أوراق ما بنعرف شو هي، وتوزعنا على 50 منفردة (زنزانة انفرادية) تسع لـ17 شخص، وبيحطوا فيها 35 واحد”.

“حطينا الجثث على جنب”

عن التعذيب الجماعي في السجن، قال الحمود “إجت كتيبة كاملة معاهم بواري (أنابيب) حديد وجنازير علينا، وطبعًا إحنا ما بنشوف أشكال ووجوه، وكل واحد ضُرب 17 ضربة على العمود الفقري، وبعدها 12 واحد مات، ومصابين كثير منهم من فقد النطق والبصر، حطينا الجثث على جنب لأنهم ما بيشيلوها إلا باليوم الثاني”.

إهانات أهالي السجناء

أشار الحمود إلى أن “نسبة 1% اللي بيرجعوا من الزيارات بسلام، ففي رفيق إلنا في مرة راح زار أهله وهو راجع ما فوتوه على المهجع، وبرّا الباب نسمع صوت ضرب وصراخ أكثر من ربع ساعة، وقال له الضابط بلهجة ساخرة: هلا زرت وانبسطت وشفت أمك؟ هاي آخر مرة تشوفها، وطبعا مات”.

ومن بين الحكايات المؤلمة التي عاشها الحمود، قال إنه في حمامات السجناء التي لا يذهبون إليها إلا نادرًا، قام السجانون بسكب الماء المغلي على معتقل اسمه يوسف، مما أدى إلى وفاته لاحقًا بعد تشوهات كبيرة أصابت جسده.

طعام بدماء السجناء

قال الحمود “جابوا لنا أكل كيلو رز لـ36 واحد، وخلوا سجين يفوت الرز، وبعدها قالوا له: خليك على الباب، حطوا له رأسه على حافة الباب وكبسوا وجهه 4 مرات، فالدم فورًا طلع من كل مكان، ونزل على الرز اللي أكلناه بعد شوي لأن هناك الجوع كافر”.

السراديب السرية في صيدنايا

عن وجود غرف وسراديب سرية في سجن صيدنايا، قال الحمود “الوهم اللي مفكرته العالم إنو راح يخبوا مئات الآلاف ما في منها، لأنهم لو بدهم يجمعوا الأعداد ما كانوا موتوا العالم، فهم يموتونهم لأنهم بدهم يخلصوا منهم، أنا قدّرت حينها إن هناك 50 إلى 75 جثة يطلعوا يوميًّا من صيدنايا، حتى إذا في مريض من السجناء يكمّل عليه الدكتور”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان