مجزرة في أم درمان.. “القصف العشوائي” يحصد أرواح آلاف السودانيين ويدمر البنية التحتية
ضحايا القصف العشوائي
أعلنت ولاية الخرطوم السودانية في 10 ديسمبر/كانون الأول عن وقوع مجزرة بشرية في منطقة أم درمان نتيجة لما سمته “القصف العشوائي” على المدنيين من قِبَل قوات الدعم السريع.
وأفادت بوقوع 65 شهيدًا ومئات الجرحى، جراء قذيفة سقطت على محلية كرري، كما أكدت وفاة 22 شخصًا كانوا داخل حافلة مواصلات بموقف مواصلات الحارة 17 في أم درمان.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsواشنطن تعلن فرض عقوبات على قائد الجيش السوداني
الجيش يعلن مقتل المئات من الدعم السريع في ولاية شمال دارفور
موريتانيا تؤكد استعدادها للإسهام في دعم السودان
تدمير البنية التحتية
أوضح وزير الثقافة والإعلام في ولاية الخرطوم الطيب سعد الدين أن القصف العشوائي الذي تنفذه قوات الدعم السريع يستهدف الأماكن كلها، ويستهدف المواطنين في بيوتهم وفي الشوارع والأسواق، ما يتسبب في سقوط خسائر بشرية كبيرة جدًا في صفوف المواطنين، وأضرار في البنية التحتية للمدينة، بالإضافة للخوف والهلع الذي أصاب الناس.
وأوضح في تصريح خاص للجزيرة مباشر أن هذه إحدى وسائل “مليشيا الدعم السريع”، لبثّ الخوف وعدم الاستقرار وسط المواطنين وتهجيرهم عن ديارهم بغية ممارسة السلب والنهب.
وأشار إلى أن الولاية منعت التجمعات الجماهيرية، وأوصت المواطنين بالبقاء في المناطق الآمنة، لمنع وقوع الأضرار عليهم جراء القصف، مشيرًا إلى أن الناس يتوقعون القصف في أي لحظة.
ورغم عشوائية القصف في أغلب الأحيان، فقد أوضح سعد الدين أنه في أحيان أخرى يكون ممنهجًا ويستهدف بعض المناطق الحيوية، مثل محطات المياه، والمستشفيات، والمراكز الصحية، ومراكز ترخيص السيارات.
استهداف القطاع الصحي
قال الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة في ولاية الخرطوم الدكتور محمد إبراهيم، إن إجمالي عدد المستشفيات العاملة في الولاية ومحلياتها السبعة هي 32 مستشفى حكوميًا من أصل 54 مستشفى، و34 مستشفى خاصًا من أصل 81 مستشفى، بالإضافة إلى عدد من المراكز الصحية التي تقدم خدمات الرعاية الصحية الأولية.
وأضاف إبراهيم للجزيرة مباشر، أن مستشفى النو يعد أكثر المستشفيات التي استقبلت ضحايا القصف العشوائي، لكن المستشفى تعرض للقصف أكثر من 5 مرات منذ بدء الحرب في إبريل/نيسان 2023.
وأشار إلى أن القطاع الصحي في المنطقة قدّم 51 شهيدًا من استشاريين واختصاصيين وكوادر صحية مساندة جرت تصفيتهم أثناء تقديم خدماتهم في المستشفيات التي كانت تقدم الخدمة في المناطق التي شهدت وجودًا كثيفًا لقوات الدعم السريع.
وأكد أن ضحايا القصف العشوائي بلغوا أكثر من 33 ألف جريح منذ بداية الحرب، بينما بلغ عدد العمليات الجراحية التي أُجريت للمصابين 22 ألفًا، بين كبيرة ومتوسطة لاستخراج الأعيرة النارية والشظايا من الأجزاء المختلفة من الجسم.
بينما بلغ عدد الذين توفوا داخل المؤسسات الصحية أثناء تقديم الخدمات الصحية نحو 1600 حالة وفاة منذ بدء الحرب، أما الحالات التي وصلت متوفاة فقد بلغت، بحسب إبراهيم، أكثر من 3200 حالة.
التهجير القسري
وقالت آية غازي، للجزيرة مباشر، إن القصف العشوائي الذي تنفذه قوات الدعم السريع، يحدث في أي وقت ويكون الناس في أماكن العمل أو في السوق، بسبب وجود متعاونين معهم في أم درمان.
وروت أنها رأت بعينها الكثير من الجثث التي وصلت أشلاء إلى مستشفى “النو”، مؤكدة أن القصف يستهدف سوق صابرين بشكل شبه يومي خلال الأيام العشرة الماضية.
وقالت آية غازي إنهم يتعرضون لهذا النوع من القصف منذ بداية الحرب، ولكنه أصبح أكثر كثافة في الفترة الأخيرة، وتعتقد أن الهدف منه هو تهجير الأهالي من أم درمان ليتم نهب ممتلكاتهم بعد خروجهم.
وأوضحت أن قصف قوات الدعم السريع لأم درمان نتج عنه إغلاق بعض الأسواق في المدينة، الأمر الذي أسهم في زيادة أسعار السلع وانعدام الحركة في بعض الأسواق.
وأشارت إلى أن المناطق التي استهدفها القصف مؤخرًا هي منطقة الثورة 17، وسوق صابرين، ومربع 59، والشنقيطي، وأن عدد القذائف التي تسقط خلال اليوم الواحد قد تصل إلى 20 قذيفة في أحياء محلية كرري، وأن القصف على كرري هذه الأيام يشبه الأيام الأولى لاندلاع الحرب في السودان.