آفي شتاينبرغ يتنازل عن جنسيته الإسرائيلية ويضع خريطة طريق لتحرير فلسطين
كاتب يهودي بارز
نشر الكاتب والناشط اليهودي آفي شتاينبرغ مقالًا في موقع “الحقيقة” أعل فيه تخليه عن جنسيته الإسرائيلية، التي يعتبرها أداة للإبادة الجماعية، ووضع خطة بديلة لتحرير فلسطين.
يقول شتاينبرغ المقيم في الولايات المتحدة “لقد دخلت إلى قنصلية إسرائيلية وقدمت أوراقًا للتنازل رسميًّا عن جنسيتي. كانت الليلة السابقة قد شهدت سلسلة مروعة بشكل خاص من الهجمات الجوية التي شنتها إسرائيل على مخيمات اللاجئين في غزة“.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsمؤسسات فلسطينية تصدر توجيهات وتحذيرات عشية وقف إطلاق النار في غزة
بزعم محاولته تنفيذ عملية طعن.. الاحتلال يعتقل شابا عند حاجز قلنديا العسكري
سموتريتش: اتفاق وقف إطلاق النار كارثي وخطر على أمننا القومي (فيديو)
وتابع “بينما كان الفلسطينيون لا يزالون يعدون الجثث أو في كثير من الحالات يجمعون ما تبقى من أحبائهم، سألتني المرأة التي كانت تجلس أمامي في الطابور أمام القنصلية بمرح عن سبب مجيئي إلى هنا اليوم”.
وأوضح أن العلماء والصحفيين ورجال القانون في جميع أنحاء العالم يحتفظون بجرد مفصل لجميع الطرق التي ترقى بها جرائم إسرائيل منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية.
لكن القصة تمتد إلى ما هو أبعد من أهوال العام الماضي، فقد كانت المواطَنة، جزءًا أساسيًّا من عملية إبادة جماعية طويلة الأمد، وفق رأي شتاينبرغ.
قانون العودة وقانون الجنسية
قانون العودة اليهودي عام 1950، منح الجنسية لأي يهودي في العالم، ثم تم تعديله بقانون الجنسية لعام 1952، الذي ألغى أي وضع جنسية قائم يحمله الفلسطينيون، وإعادة تشكيل المواطَنة على غرار التفوق اليهودي.
مفاجأة كاتب يهودي أمريكي.. تخلى عن الجنسية الإسرائيلية بسبب "حملة الإبادة الجماعية" ضد الفلسطينيين..
فعل ذلك رغم أنه يصنّف نفسه كاتبا يهوديا ملتزما..
هو الكاتب ورسام الكاريكاتير المعروف (آفي شتاينبرغ).
كتب يقول (حسب "هآرتس") إن "قانون الجنسية الإسرائيلي مبني على أسوأ أنواع… pic.twitter.com/cjPWM3gFRN
— ياسر الزعاترة (@YZaatreh) December 31, 2024
شتاينبرغ وتجربته الشخصية
يقول شتاينبرغ “بعد 19 عاما من صدور قانون الجنسية عام 1952، انتقل والداي من الولايات المتحدة إلى القدس المحتلة وحصلا على الجنسية والحقوق الكاملة بموجب قانون العودة”.
وتابع “انتقلا إلى حي في القدس تعرض للتطهير العرقي، واحتلا منزلا بنته وسكنه عائلة فلسطينية طُردت من مجتمعها إلى الأردن، ثم مُنعت بعنف من العودة تحت تهديد السلاح، وبواسطة أوراق الجنسية التي كانت عائلتي تحملها في أيديهم”.
وزاد “كان والدي في الجيش الإسرائيلي الذي خرج منه هو والعديد من أصدقائه بعد الغزو الوحشي للبنان في عام 1982، من دعاة السلام الليبراليين. لكنهم سعوا إلى السلام لليهود الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية، ولكن بالنسبة للفلسطينيين فإن السلام يعني الاستسلام الكامل والاحتلال الدائم والمنفى”.
التخلي عن الجنسية
وحول قراره بالتخلي عن الجنسية الإسرائيلية، قال الكاتب “إنني لا أعتبر قراري بالتخلي عن هذه الجنسية بمثابة جهد لقلب وضع قانوني بقدر ما هو اعتراف بأن هذا الوضع لم يكن له أي شرعية منذ البداية”.
وتابع “إن قانون الجنسية الإسرائيلي مبني على أسوأ أنواع الجرائم العنيفة التي نعرفها، وعلى سلسلة متزايدة من الأكاذيب التي تهدف إلى تبييض تلك الجرائم”.
وأضاف أن مظهر البيروقراطية، ومظاهر الحكم القانوني، وأختام وزارة الداخلية، لا تشهد على شيء، إلا على الجهود التي تبذلها هذه الدولة لإخفاء عدم قانونيتها الأساسية، مردفًا “هذه وثائق مزورة، والأهم من ذلك، أداة حادة تُستخدم لتهجير الناس الأحياء الفعليين والأسر وسكان الأرض الأصليين بالكامل”.
واستطرد “لقد استخدمت الدولة اليهودية وجودي وميلادي وهويتي، وهويات العديد من الآخرين، كسلاح، والجدار الذي يمنع الفلسطينيين من العودة إلى ديارهم يتألف من أوراق الهوية بقدر ما يتألف من ألواح خرسانية. ويتعين علينا أن نزيل هذه الألواح الخرسانية، ونمزق الأوراق المزيفة، ونعطل السرديات التي تجعل هذه الهياكل القائمة على القمع والظلم تبدو مشروعة أو، لا قدر الله، حتمية”.
وقال “إن جنسيتي الفردية ليست سوى لبنة واحدة في هذا الجدار، وهي لبنة يجب إزالتها فعليًّا”.
أعلن الكاتب الإسرائيلي المولد آفي شتاينبرغ هذا الأسبوع أنه يتخلى رسميًا عن جنسيته الإسرائيلية، مشيرًا إلى "قوانينها العنصرية التي تم تحديدها على أساس عرقي" باعتبارها السبب المباشر لقراره.#عبدالرحمن_يوسف_القرضاوي#نتنياهو pic.twitter.com/gse6mw1iOH
— Mohamed Mahmoud Almatani – محمد محمود المطعني (@KemitNews) December 30, 2024
البديل لإسرائيل
وحول البديل لإسرائيل، قال “يمكننا أن نفكر في عدد قليل من الدول الأوروبية التي تدين لليهود المضطهدين بالأرض والتعويضات. فالشعب الفلسطيني لم يدِن لليهود بأي شيء على الإطلاق بسبب الجرائم التي ارتكبتها معاداة السامية الأوروبية، ولا يزالون مدينين لليهود اليوم”.
وأضاف أن “الاستعمار الصهيوني لا يمكن إصلاحه أو تحريره، إن هويته الوجودية كما عبرت عنها قوانين المواطنة والتي يكررها مواطنوها علنًا، ترقى إلى الالتزام بالإبادة الجماعية”.
تحرير فلسطين
وقال شتاينبرغ إن الدعوات إلى فرض حظر على الأسلحة، والمقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات، هي مطالب منطقية. ولكنها ليست رؤية سياسية “يجب إنهاء الاستعمار، إنه المسار والهدف، ويتعين علينا جميعًا أن نوجه تنظيمنا وفقًا لذلك”.
وأضاف “هناك واقع مختلف بدأ يتشكل بالفعل بفضل حركة واسعة النطاق ونشطة ومتفائلة من الناس من مختلف أنحاء العالم الذين يدركون أن المستقبل الأخلاقي الوحيد هو فلسطين الحرة المحررة من الهيمنة الاستعمارية”.
وتابع أن “الطريق إلى ذلك هو من خلال حركة تحرير محلية مدعومة عالميًّا، يقودها فلسطينيون، وهي الحركة التي يحدد الفلسطينيون سياساتها وتكتيكاتها”.
وقال موضّحًا ذلك “سوف يتحقق هذا التحرير من خلال مجموعة متنوعة من التكتيكات، مهما كانت الظروف التي تتطلبها، بما في ذلك المقاومة المسلحة، وهو حق معترف به عالميًّا لأي شعب محتل”.
الكاتب الإسرائيلي آفي شتاينبرغ يتخلى عن جنسيته احتجاجًا على الإبادة في #غزة واحتلال #فلسطين#مدونة_العرب pic.twitter.com/CoHWP7rVuw
— مدونة العرب (@AlarabBlog) December 30, 2024
طريق النضال من داخل فلسطين المحتلة
واستعرض الكاتب عددًا من الإجراءات التي يمكن للمقيمين في “إسرائيل” القيام بها، ومنها:
- انضم إلى حركة مقاومة التجنيد وحوّلها إلى شيء ذي أسنان، ناضل من أجل إلغاء الاستعمار وإحداث ثورة في حركة العمال وتحويلها إلى رافعة للسلطة المناهضة للدولة كما ينبغي أن تكون.
- انضم إلى المقاومة التي يقودها الفلسطينيون.
- إذا لم تتمكن من القيام بهذه الأشياء، فارحل وقاوم من الخارج.
- اتخذ خطوات مادية لتفكيك هذا البناء الاستعماري، لتعطيل السردية التي تقول إن هذا أمر طبيعي، وأن هذا هو المستقبل.
وختم مقاله بالتأكيد “هذا ليس مستقبلنا.. ستتحرر فلسطين.. عندما نلتزم بممارسات التحرير”.