قمة إنسانية عالمية تضع خريطة طريق لإنقاذ غزة وإعادة إعمارها (شاهد)
انطلقت في مدينة إسطنبول التركية، يوم الجمعة الماضي، قمة “غزة – اليوم التالي” بتنظيم مشترك بين وقف الديّانة التركي ومؤسسة الخير العالمية، بمشاركة منظمات من 40 دولة حول العالم.
وهدفت القمة، التي استمرت ليومين، إلى تنسيق جهود الإغاثة وإعادة الإعمار في قطاع غزة، الذي يتعرض منذ أكثر من 14 شهرًا لإبادة جماعية ترتكبها إسرائيل.
وسعت القمة إلى تقييم الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية، وتحديد الاحتياجات الإنسانية العاجلة، ووضع خطط للتعافي قصيرة وطويلة الأمد تُركز على استعادة الروح الاجتماعية والثقافية لسكان القطاع، وفق تصريحات السفير داتو كو جعفر، الأمين العام لمجموعة الهداية.
رسائل تضامن ودعوات للإنقاذ
وافتتح المؤتمر بكلمة رئيس مجلس أمناء مؤسسة الخير، إمام قاسم أحمد رشيد، الذي أكد على أهمية مضاعفة الجهود لدعم سكان غزة. وقال “نحتاج للتجييش والعمل لدعم إخواننا في غزة، فالأعداء يريدون نسفها والقضاء عليها”.
وأضاف أن المؤتمر يهدف إلى وضع خريطة طريق لإعادة إحياء القطاع، مشيرًا إلى جمع 100 مليون دولار لدعم الفلسطينيين، وإرسال 666 شاحنة مساعدات، مع التخطيط لإرسال شحنات إضافية حتى شهر رمضان المقبل.
طفل من غزة ينقل مأساة شعبه
وألقى الطفل الناجي من الحرب في غزة، شهاب الدين أبو معمر، كلمة مؤثرة تحدث فيها عن فقدانه لأفراد عائلته خلال القصف الإسرائيلي، واصفًا المأساة التي عاشها قائلاً “في 29 ديسمبر/كانون الأول استشهدت أمي، واكتشفت أن كل حزن العالم ولد في هذه اللحظة”.
ودعا الطفل إلى ضرورة إيصال صوته إلى العالم، مطالبًا بلقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لنقل رسالة أطفال غزة.
جهود مستمرة لمواجهة الأزمة
وفي كلمة مسجّلة، أكّدت وزيرة التنمية الاجتماعية الفلسطينية سماح عبد الرحيم حمد، أن قطاع غزة ما زال يعاني من الانتهاكات والظلم المستمر، داعية إلى إعداد خطط طوارئ لحماية الأطفال والنساء.
كما شدد الدكتور حسين الشبلي، الأمين العام للمؤسسة الخيرية الهاشمية الأردنية، على ضرورة بناء تحالفات إنسانية لإرسال المساعدات، مشيرًا إلى توقيع 240 اتفاقية دولية لدعم غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يتعرض قطاع غزة لواحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، مع أكثر من 149 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى 10 آلاف مفقود، ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال والمسنين.
وأكد المشاركون في القمة أن هذه الجهود تمثل خطوة محورية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني وإعادة بناء غزة.