“كأنه فيلم نهاية العالم”.. شهادات جنود إسرائيليين عائدين من غزة

بكاء جنديين إسرائيليين خلال جنازة زميل لهما قضى في الهجوم الأخير (رويترز)
بكاء جنديين إسرائيليين خلال جنازة زميل لهما قتل بهجوم في قطاع غزة (رويترز)

“إنه كفيلم سينمائي لنهاية العالم.. صمت تام بين الركام”.. “رأيت جميع الجنود يبكون وشعرت بالذنب لأنني لم أستطع البكاء”.. شهادات عكست الأثر النفسي لجنود الاحتلال الإسرائيلي العائدين من الحرب المستمرة في غزة منذ 122 يوما وراح ضحيتها أكثر من 27 ألف شهيد أغلبهم من النساء والأطفال.

ورصد موقع صحيفة “يديعوت أحرونوت” شهادات لجنود احتياط في جيش الاحتلال عائدين من غزة خلال مشاركتهم في ورشة للتأهيل النفسي، لمعالجة الآثار المترتبة على التجارب القتالية والانخراط مجددا في الحياة المدنية.

وذكرت الصحيفة أن أسبوعا مر على عودة هؤلاء الجنود، لكن الخوف لا يزال يلازمهم بعد تجربة قاسية شاركوا خلالها ضمن القوات الاحتياطية بكتيبة الدوريات التابعة للفرقة 55 التي ما زالت تعمل في خان يونس بجنوب قطاع غزة.

جلسات تأهيل نفسية للجنود العائدين من القتال

وخلال إحدى الجلسات التي تعقد دوريا مدة 4 ساعات للوقوف على الحالة النفسية، يجيب الجنود عن عدد من الأسئلة حول مدى “الشعور بالذنب”، و”عدم النوم مع الأحذية على القدمين”، و”العدوانية”، و”إيقاف العقل”، و”الانفعال”، و”اليقظة”.

وتحدث “يديديا إيزنثال” (32 عامًا) وهو جندي احتياطي في فوج “أوريف” التابع للفرقة، عن الفارق الكبير بين أداء الجيش حاليا وخلال الحروب السابقة، من خلال تجربة والده الذي خاض حرب أكتوبر.

وروى بمرارة كيف أن رفاقه في الفرقة تعرضوا لحوادث مروعة منذ اليوم الأول لدخولهم إلى غزة. وقال “تعرضنا لإطلاق نار من القناصة، وكانت الرصاصات تطير فوق رؤوسنا.. عالجنا جرحى فريق آخر سقط في قنبلة مضادة للدبابات، وكان هناك قتيل أيضًا، وتعرضنا لإطلاق النار أثناء العملية. ستستغرق العودة إلى الوطن وقتًا”.

وقال يوني أسراف (39 عامًا) وهو جندي احتياطي في فوج الدوريات التابع لفرقة مشاة، “داخل قطاع غزة، يسود الظلام التام في الليل.. كأنه فيلم لنهاية العالم.. قطاع غزة تحول إلى مدينة أشباح وفجأة تخرج من هناك وترى الواقع في إسرائيل، إنها الحياة الطبيعية”.

بالنسبة لإيدان أهارون (24 عامًا) الجندي بفرقة الهندسة المشاركة في معارك خان يونس، كانت هذه المرة الأولى التي يخدم فيها ضمن قوات الاحتياط، ويسترجع هول ما حصل له قائلا “شعرت بالخوف على حياتي خاصة بعدما سقط ثلاثة جنود من الكتيبة. رأيت جميع الجنود يبكون، وشعرت بالذنب لأنني لم أستطع البكاء”. واختتم عبارته متسائلا عن حالته النفسية: “قبل الحرب، انفصلت عن صديقتي وبكيت كالطفل الصغير. لكن لم أبك في غزة؟”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان