شاهد: طفل في غزة يشرب مياه الأمطار من على الأرض (فيديو)
أهالي وأطفال غزة يسيرون لساعات بحثا عن قطرات المياه
تجمُّع صغير لمياه راكمتها الأمطار في شارع طيني شمالي قطاع غزة، بات مصدر الشرب الوحيد لأسرة الفلسطيني تامر كسكين مع المجاعة والنقص الحاد بمياه الشرب جرّاء الحرب الإسرائيلية المدمرة على القطاع المتواصلة منذ 123 يومًا.
ينحني الطفل عبد السلام على الأرض ليرتشف مياه الأمطار التي تجمعت في بركة طينية، ليروي عطشه القاتل جرّاء الحصار والدمار الذي يفرضه الاحتلال على شمالي قطاع غزة.
وقال والده إنه لولا أن منّ الله عليهم بالأمطار في الشتاء لماتوا من العطش، مضيفًا أن الله أنزل لهم هذه المياه “رحمة من عنده”.
وأضاف “أجمع مياه المطر من الشارع ثم أقوم بتصفيتها” لكي يشربوا منها بعدما أنهكهم العطش وكاد يهلكهم بعد نزوحهم من منزلهم في حي المخابرات الذي دمرت الآليات العسكرية الإسرائيلية منازله وبنيته التحتية.
وفي مشهد تنفطر له القلوب، التقطت عدسة الأناضول الطفل “تامر” نجل “عبد السلام” وهو يجلس على ركبتيه ويحني رأسه أمام تجمُّع المياه الصغير أمام بيته المدمر، قبل أن تغوص يداه الصغيرتان برفق شديد فيه ويخرجهما تحملان كمية قليلة من المياه المختلطة بالأتربة بنية اللون، ليرتشفها سريعًا قبل أن تتساقط قطراتها.
ماء البحر وتجمعات الأمطار بالشارع نجاة من الهلاك عطشًا
في لحظة عطش شديد عاشها هذا الطفل البريء -شأنه كشأن مئات الآلاف من أطفال القطاع- لم يجد أمامه سوى تجمُّع لمياه الأمطار ليروي عطشه، والحسرة تعتصره على دمار بيته وضياع ذكريات طفولته وغموض يكتنف مستقبله.
ويقول “أسير منذ ساعة كاملة من مخيم جباليا الذي نزحنا إليه وصولًا إلى منطقة المخابرات، لنتفقد منزلنا بعد أن انسحبت القوات الإسرائيلية من المنطقة قبل أيام”.
ومع تعمُّد جيش الاحتلال الإسرائيلي تدمير كل مصادر المياه، بات أهل غزة اليوم يشربون ماء البحر، بعد تنقيته وتحليته بوسائل بدائية مع انقطاع الوقود، ليصبح الصراع من أجل قطرات الماء شأنه شأن صراع البقاء مع وحشية الإبادة الجماعية للاحتلال.