إيلون ماسك.. مسيرة من التحولات
وُلد إيلون ماسك في 28 من يونيو/حزيران 1971، في مدينة بريتوريا بجنوب إفريقيا، ويحمل الجنسيتين الأمريكية والكندية، اختارته مجلة فوربس في ديسمبر/كانون الأول 2016 ليكون رقم 21 ضمن قائمة أكثر الشخصيات تأثيرا في العالم، ونشرت مجلة تايم قائمتها عن عام 2023، وجاء ماسك رقم 3 عالميًّا ضمن فئة سمّتها المجلة “الجبابرة”.
في سبتمبر/أيلول 2023، صدر كتاب والتر آيزاكسون (الرئيس التنفيذي السابق لشبكة سي إن إن) عن السيرة الذاتية لإيلون ماسك، وفي مقدمة كتابه يقول أيزاكسون “إن مشروع كتابة سيرة ماسك الذاتية أثار لديه أسئلة كبيرة مثل: هل يجب أن تكون ‘نصف مجنون’ لتكون مبتكرا أو عبقريا؟ وكيف يمكنك منع عقل لامع من الخروج عن السيطرة؟”.
التربية والتقلبات الشخصية
يرى آيزاكسون أن تقلبات ماسك تعود بشكل أساسي إلى مرحلة طفولته، حيث نشأ وسط العنف في جنوب إفريقيا، وكانت علاقته صعبة مع والده، وجعلته يشعر وكأنه غريب وتطارده الحاجة إلى إثبات نفسه بشكل دائم.
وذكر أن “ثمة أشخاصا بعينهم، يحتلون زاوية شيطانية في دماغ ماسك، ويثيرون غضبا باردا لديه، والده هو الأول بينهم”.
أما والدة ماسك، ماي هالدمان، فقد كانت من بين المتأهلات إلى التصفيات النهائية في مسابقة ملكة جمال جنوب إفريقيا، ونشرت مذكراتها بعنوان “امرأة تضع خطة: نصيحة لحياة من المغامرة والجمال والنجاح” عام 2019.
وأشار إلى أن ماسك تعرّض للضرب في كثير من الأحيان، ووبّخه والده كثيرا، ولكن عندما كان في العاشرة من عمره، بعد سنوات قليلة من طلاق والديه، اختار العيش معه.
وهذه النشأة جعلت من شخصية ماسك معقدة، تفتقد القدرة على التواصل على المستوى الإنساني مع الأشخاص من حوله، ولا سيما زوجاته وأطفاله، ومن يعملون في شركاته.
ماسك وشراء تويتر
اشترى ماسك شركة تويتر في أكتوبر/تشرين الأول 2022 مقابل 44 مليار دولار، بعد عرض مفاجئ للشركة، ثم تردد واضح في متابعة الصفقة.
وعندما قرر ماسك شراء تويتر، قال “كل ما في الأمر أنني لا أستطيع الجلوس من دون فعل شيء”، وأضاف “ما لم يوضع حد لفيروس العقل اليقظ، الذي هو في الأساس مناهض للعلم ومضاد للجدارة ومُعادٍ للإنسان بشكل عام، فلن تصبح الحضارة أبدا متعددة الكواكب”.
وعن تويتر قال ماسك “في البداية، اعتقدت أنه لا يتناسب مع مهامي الكبيرة الأساسية، لكنني توصلت إلى الاعتقاد أنه يمكن أن يكون جزءا من مهمة الحفاظ على الحضارة، وشراء المزيد من الوقت حتى يصبح مجتمعنا متعدد الكواكب”.
إيلون ماسك سياسيا
سياسيا، يقول ماسك عن نفسه إنه “نصف ديمقراطي، نصف جمهوري، أنا في مكان ما في المنتصف، ليبرالي من الناحية الاجتماعية، محافظ من الناحية المالية”.
ويَعُد ماسك نفسه من الأمريكيين المتعصبين، إذ يرى أن “الولايات المتحدة هي أعظم دولة وُجدت على سطح الأرض، وأعظم قوة لصالح أفضل بلد، ولن تكون هناك ديمقراطية في العالم إن لم تكن هناك الولايات المتحدة”.
لكنه في المقابل يرى أنه من غير الصحيح أن نقول “إن الولايات المتحدة مثالية، فهي ليست كذلك. فهناك الكثير من الأشياء الأنانية والسيئة التي قامت وتقوم وستقوم بها الولايات المتحدة”.
ماسك وتحولات الموقف من دونالد ترامب
في عام 2016، أصبح ماسك عضوا في اللجنة الاستشارية للمرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب، ضمن مبادرة وظائف التصنيع، لكنه استقال بعد أقل من عام، اعتراضا على قرار ترامب سحب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ.
واعترف ماسك في أكثر من مناسبة بأنه ليس من المعجبين بالرئيس السابق دونالد ترامب، وقال لكاتب سيرته الذاتية “لست من محبي ترامب. إنه مدمّر”.
وذكر آيزاكسون أن ماسك يضمر “ازدراء عميقا” للرئيس السابق “الذي رآه رجلا محتالا”، وبدا “مجنونا نوعا ما” حسب قول ماسك.
لكن بعد محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرّض لها ترامب، السبت الماضي، أعلن ماسك مباشرة تأييده لترامب، ثم أعلن عن تخصيص نحو 45 مليون دولار شهريا للجنة العمل السياسي العليا الجديدة المؤيدة لترامب.
شركات ماسك طموح لا يتوقف
إيلون ماسك مؤسس مشارك وقيادي رائد في شركتي تسلا وسبيس إكس وغيرهما، ويترأس مهام جميع تصميمات المنتجات وعمليات الهندسة والتصنيع الشامل للمركبات الكهربائية التي تنتجها شركة Tesla، وكذلك منتجات البطاريات ومنتجات الطاقة الشمسية.
وهو أيضا الرئيس التنفيذي لشركة نيورا لينك Neuralink، التي تطور واجهات ذات نطاق ترددي عالٍ بين الدماغ والآلة لربط الدماغ البشري بأجهزة الكمبيوتر، ويترجمها إلى أوامر للأجهزة الخارجية، في حين تسعى شركته الأخرى (سبيس إكس) إلى جعل المجتمع البشري “متعدد الكواكب”.
كما أسّس شركة The Boring Company، التي تجمع بين تقنية تدشين الأنفاق السريعة والميسورة التكلفة ونظام النقل العام الكهربائي بالكامل، بهدف التخفيف من شدة الازدحام المروري في المدن وإتاحة إمكانية السفر لمسافات طويلة بسرعات عالية.
وشارك ماسك في تأسيس “باي بال” وبيعه، وهو نظام لعمليات الدفع عبر الإنترنت الرائد في العالم، إضافة إلى Zip2، وهي واحدة من أولى خدمات خرائط وتحديد الاتجاهات عبر الإنترنت.