كتائب الشهيد عز الدين القسام.. من التأسيس إلى الطوفان
كتائب الشهيد عز الدين القسام هي الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي أُسّست حركة تحرر وطني، تقوم على المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين بهدف تحريرها.
الخلفية والتأسيس
كانت البدايات الأولى لتأسيس كتائب القسام في عام 1986، وذلك قبل الإعلان عن انطلاقة حركة حماس، ومارست عملياتها تحت مسميات مختلفة حتى عام 1992، حيث أُعلِن عن اسم “كتائب الشهيد عز الدين القسام” في أول بيان صدر باسم الكتائب بتاريخ 1-1-1992.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsقوات “الفجر” تطلق رشقتين صاروخيتين على مواقع إسرائيلية
هذا ما قاله شقيق منفذ عملية معبر اللنبي عن الشهيد ماهر الجازي
سموتريتش: إحباط إقامة دولة فلسطينية مهمة حياتي
وأخذت الكتائب اسمها من الشيخ عز الدين القسام، الذي وُلد في بلدة جبلة السورية عام 1882، وشارك في الثورة التي اشتعلت في سوريا ضد المحتل البريطاني، وعمل على تكوين خلايا ثورية لمجاهدة الإنجليز والعصابات الصهيونية، وكان نتيجة ذلك أن قامت عمليات بطولية ضد المحتل الإنجليزي، كما قام الشهيد عز الدين القسام بقيادة ثورة في جنين، انتهت باستشهاده في نوفمبر/تشرين الثاني 1936.
نطاق عمل الكتائب
تعمل كتائب القسام في نطاق حدود دولة فلسطين التاريخية، التي تمتد من بلدة رأس الناقورة شمالا إلى بلدة أم الرشراش جنوبا، ومن نهر الأردن شرقا إلى البحر الأبيض المتوسط غربا، والتي تبلغ مساحتها 27 ألف كيلومتر مربع، وعاصمتها مدينة القدس، التي تم احتلالها وإعلان قيام دولة الكيان على أراضيها عام 1948.
الأهداف والغايات الأساسية
تهدف كتائب القسام، وفق موقعها الرسمي، إلى تحرير كل فلسطين من الاحتلال الصهيوني الذي يحتلها منذ عام 1948، والسعي نحو نيل حقوق الشعب الفلسطيني التي سلبها الاحتلال، استنادا إلى كون الكتائب جزءا من حركة ذات مشروع تحرر وطني، تعمل بكل طاقتها من أجل تعبئة وقيادة الشعب الفلسطيني وحشد موارده وقواه وإمكاناته، وحشد واستنهاض الأمتين العربية والإسلامية في مسيرة الجهاد في سبيل الله لتحرير فلسطين.
الأيديولوجية والمبادئ التي تحكم كتائب القسام
ترى كتائب القسام أن الجهاد والمقاومة هي الوسيلة الأنجع لاسترداد الحقوق ولتحرير الأرض، لذلك تقاوم الاحتلال بكل وسائل المقاومة المشروعة وفق الحق الطبيعي الذي تمنحه الشرائع السماوية والقوانين الأرضية المنصفة.
وتنطلق الحركة من ثوابت عدة، عبّرت عنها بالقول “تحرير فلسطين هو هدفنا، والمقاومة وسيلتنا، والقدس عاصمتنا، واللاجئون هم أهلنا وشعبنا وعودتهم حق وواجب، والأسرى هم أبطال فلسطين وشموع الحرية وتحريرهم هو رأس أولوياتنا مهما كلفنا ذلك من ثمن”.
وتؤكد الكتائب أن المقاومة انطلقت ردّا على الاحتلال، وأن العدو لا يفهم إلا لغة القوة ولا يردعه إلا المقاومة، مع الأخذ في الاعتبار أن المعركة سجال، والمواجهة طويلة، وذلك في إطار عدد من المنطلقات الشرعية، في مقدمتها:
- الإيمان بالله والالتزام بالإسلام منهج حياة.
- دفع الظلم والدفاع عن الحقوق والأموال والأعراض والأوطان واجب عيني على كل مسلم، والجهاد ذروة سنام الإسلام، وجهاد الدفع أوجب من جهاد الطلب.
- استنفاد الجهد واستفراغ الطاقة في الجهاد ضد العدو واجب يفرضه الإسلام، والأخذ بالأسباب أمر شرعي.
- المعركة مع الصهاينة لأنهم احتلوا فلسطين وليس ليهوديتهم.
- فلسطين أرض إسلامية، ولا يجوز الإقرار للمعتدي بأي حق فيها، ولا التنازل عنها.
الهيكل التنظيمي
تتبع كتائب القسام نظام الأقاليم والألوية، فكل إقليم أو لواء له قائد مسؤول عنه ويتابع شؤونه، حيث يتم تقسيم قطاع غزة إلى خمسة أقاليم هي: لواء الشمال، لواء غزة، لواء الوسطى، لواء خان يونس، ولواء رفح.
مع التقسيم الهيكلي إلى عدد من الوحدات التخصصية، من بينها وحدة النخبة، وحدة الدروع، وحدة الهندسة، وحدة الدفاع الجوي، وحدة المدفعية، وحدة القناصة، وحدة الاستشهاديين، وحدة الإسناد، وحدة الإشارة، وحدة التعبئة والتوجيه، وحدة التصنيع، وحدة الكمائن، وحدة الصواريخ، وحدة السايبر، وحدة المسيَّرات، والكوماندوز البحري.
وحدة الظل في القسام
بدأ عمل الوحدة مع أسر الجندي الصهيوني جلعاد شاليط في عملية “الوهم المتبدد” عام 2006، وتتولى مهمة تأمين أسرى العدو الذين يقعون في أسر الكتائب، وتُوّج عمل الوحدة بصفقة وفاء الأحرار القسامية التي استطاعت إخراج 1050 أسيرا من سجون الاحتلال في أكتوبر/تشرين الأول وديسمبر/كانون الأول عام 2011.
عملية اتخاذ القرار داخل الكتائب
تؤكد كتائب القسام أن علاقتها بالقيادة السياسية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) هي علاقة تكامل تنظيمي وانفصال ميداني، حيث إنها جزء من هيكل وجسد حركة حماس، تشارك فيها في صنع القرار والتوجيه وفق أنظمتها الداخلية، وتنفصل عن القيادة السياسية في الجوانب العملية المختصة بالعمل العسكري.
تطور القدرات العسكرية
مرت مراحل تطور سلاح القسام بالعديد من المراحل، وقد شكلت انتفاضة الأقصى منعطفا مهمّا في تاريخ المقاومة الفلسطينية، وبدأت أسلحة وتكتيكات جديدة تدخل على خط المعركة وتحقق نجاحات مهمة، تُوجت بالانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005.
ففي قطاع الصواريخ، بدأت كتائب القسام بصواريخ بدائية الصنع من طراز قسام 1-2-3، وكانت مديات الصواريخ لا تزيد على 10 كيلومترات، وتطورت لتدخل لاحقا أجيال جديدة من الصواريخ، أبرزها المقادمة والرنتيسي والجعبري والسجيل والعطار وأبو شمالة بمديات تتجاوز 160 كيلومترا، إضافة إلى صاروخ العياش الذي وصل مداه إلى 250 كيلومترا.
وعززت الكتائب قدراتها في الأسلحة المضادة الدروع، ومنها قذائف البنا والياسين والبتار وبعض قذائف (RPG) وقذائف P29 والتاندوم، والصواريخ الموجَّهة من طراز كورنيت وفونيكس وكونكورس وغيرها.
وفي قفزة نوعية، أنتجت كتائب القسام عددا من طائراتها المسيَّرة من نوع أبابيل لأول مرة في تاريخ الصراع مع إسرائيل عام 2014، وخلال معركة سيف القدس دخلت الخدمة طائرات شهاب الانتحارية وطائرة الزواري للاستطلاع والمراقبة.
وفي عام 2022، كشفت كتائب القسام عن سلاح السايبر الذي شكَّل نقلة نوعية في الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، كما أعلنت عن أبرز عمليات السلاح وما حققه من اختراقات وإنجازات منذ تأسيسه عام 2014 على يد الشهيد القائد جمعة الطحلة.
الكتائب والمرحلية في إدارة الصراع
تتبنى الكتائب ما تقول عنه المرحلية في إدارة الصراع مع الاحتلال، وترى أنه في طريق الجهاد والمقاومة لتحرير فلسطين يمكن أن تقبل بالتحرير المرحلي لأجزاء من فلسطين وما يترتب عليه هذا التحرير، ويمكن أن تقبل بتهدئة أو هدنة مرحلية مؤقتة ومشروطة للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني، لكن دون التفريط بأي من الحقوق والثوابت.