حاكمة ميشيغان غريتشن ويتمر.. هل تكون نائبة أم رئيسة في البيت الأبيض؟

غريتشن ويتمر محامية ديمقراطية ليبرالية، اكتسبت عام 2013 شهرة وطنية واسعة بعد إلقائها خطابًا خلال مناقشة قانون الإجهاض، ذكرت فيه ما عانته من اعتداء جنسي، وبرز اسمها بعدما كلفها الديمقراطيون بإلقاء رد الحزب على “خطاب حالة الاتحاد” الذي ألقاه ترامب في يناير/كانون الثاني عام 2020.
غريتشن ويتمر العائلة والتعليم
ولدت غريتشن إستر ويتمر، في 23 أغسطس/آب 1971، في مدينة لانسينغ عاصمة ولاية ميشيغان، ونشأت فيها، وتخرجت في مدرسة فورست هيلز الثانوية بالقرب من مدينة غراند رابيدز بغرب الولاية، ثم أكملت دراستها الجامعية في كلية الحقوق بجامعة ميشيغان الحكومية (ميشيغان ستيت) في إيست لانسينغ، وحصلت منها على الدكتوراة في القانون.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsتغطية خاصة بمناسبة تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
شاهد: ترامب يؤدي اليمين الدستورية رئيسا للولايات المتحدة
ترامب يعيّن منتج برنامجه لتلفزيون الواقع “مارك بورنيت” مبعوثا خاصا إلى بريطانيا
وهي الابنة الكبرى من ثلاثة إخوة لوالديها المحاميين ريتشارد ويتمير وشارون ريسيغ، وبعد طلاق الوالدين وهي في العاشرة من عمرها، انتقلت هي وإخوتها مع والدتهم إلى غراند رابيدز.
وقد شغل والدها منصب مدير وزارة التجارة بالولاية في عهد الحاكم ويليام ميليكين، كما كان الرئيس والمدير التنفيذي لفرع شركة «بلو كروس بلو شيلد» للتأمين الصحي في ميشيغان بين عامي 1988 و2006، أما والدتها فعملت مساعدة للمدعي العام في ولاية ميتشيغان، فرانك كيلي.
وويتمر أم لبنتين من زوجها الأول غاري شروزبري، وبعد انفصالهما تزوجت مرة أخرى عام 2011 طبيب الأسنان مارك بي مالوري، وهو أب لثلاثة أطفال من زواجه السابق. ويعيش الزوجان حاليًّا في مقر الحاكم بمدينة لانسينغ، مع ابنتيها وأبنائه الثلاثة.
رحلة ويتمر بين مجلسي النواب والشيوخ
فشلت ويتمر في انتخابات مجلس نواب الولاية في التسعينيات، لكن تم انتخابها عام 2000، وخدمت في مجلس نواب الولاية من 2001 إلى 2006 وفي مجلس شيوخ الولاية من 2006 إلى 2015.
وقد عملت في اللجان التالية: لجنة الأعمال الحكومية، ولجنة السلطة القضائية، ولجنة السياسة الصحية، واللجنة الزراعية، ولجنة المجلس التشريعي، ولجنة مجلس محافظي الوكالة المالية في مجلس الشيوخ.
وفي عام 2011، اختارها الديمقراطيون بالإجماع لتكون زعيمة الحزب الديمقراطي في مجلس شيوخ الولاية؛ مما جعلها أول امرأة تقود كتلة حزبية فيه، ولم تتمكن ويتمر من الترشح لانتخابات عام 2014، بسبب قيود مدة الولاية.
ويتمر.. 6 سنوات في حكم ميشيغان
انتخبت غريتشن ويتمر حاكمة لولاية ميشيغان للمرة الأولى في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2018، بعد سنوات من خدمتها في الهيئة التشريعية (البرلمان) في الولاية، وأصبحت منذ ذلك الحين صوتًا رائدًا في الحزب الديمقراطي.
وبعد فوزها بمنصب الحاكم للمرة الأولى، كان على رأس أولوياتها الوعد بإصلاح الطرق السيئة، وقال مكتبها إن ميشيغان تسير على المسار الصحيح لإصلاح أكثر من 16 ألف ميل من الطرق و1200 جسر.
وعن إنجازاتها في المجال الاقتصادي، تستشهد ويتمر بإعلان شركة «جنرال موتورز» لصناعة السيارات عن استثمار 7 مليارات دولار في أربع منشآت داخل الولاية لإنتاج السيارات الكهربائية والبطاريات.
ويتمر في مواجهة كوفيد ورفض الجمهوريين

في عام 2020، تعزز صعود ويتمر بعد الحملة التي شنها الجمهوريون ضد سياسة الإغلاق الصارمة التي اعتمدتها في ميشيغان أثناء جائحة «كوفيد – 19»، وصمودها في وجه الاحتجاجات العنيفة التي نظمها متطرفون يمينيون بيض حاولوا اقتحام مقرها عام 2020.
وتعرضت ويتمر لانتقادات، بسبب مخالفتها الشروط الصحية التي كانت قد وضعتها إبان فترة الجائحة، بعدما سافرت بالطائرة إلى ولاية فلوريدا وعادت من دون أن تلتزم بحجر صحي لمدة 7 أيام.
كما تم تصويرها مع مجموعة كبيرة من الأشخاص من دون أقنعة، ودون تباعد، في مطعم بمدينة «إيست لانسينغ»، في انتهاك لإرشادات التباعد الاجتماعي، وقدمت اعتذارها عن ذلك.
ورغم هجوم الجمهوريين عليها، أظهر استطلاع رأي أجرته غرفة «ديترويت» الإقليمية في منتصف إبريل/نيسان 2020، أن 57% من سكان ميشيغان وافقوا على تعامل ويتمر مع الجائحة، بما في ذلك تمديد فترة الإغلاق، رغم الاحتجاجات.
رهان بايدن على ويتمر

ذكرت تقارير عدة، أن الرئيس جو بايدن، وضعها على قائمة المرشحات لمنصب نائب الرئيس، خلال حملته الانتخابية عام 2020، إلى جانب كمالا هاريس وإليزابيت وارين وسوزان رايس، لكن ويتمر أعلنت أنها لا ترغب في هذا المنصب الآن، وشجعت بايدن على اختيار هاريس.
وفي أوائل يناير/كانون الثاني 2021، رشحها بايدن ضمن نواب الرئيس المرشحين للجنة الوطنية الديمقراطية، لتنتخبها اللجنة مع بقية قائمة المرشحين في 20 يناير من دون معارضة. ونُظر إليها على أنها تتمتع بفرص قوية للحصول على منصب في إدارة بايدن.
ويتمر وهيمنة الديمقراطيين على ميشيغان

في انتخابات 2022، اكتسبت ولاية ميشيغان أهمية خاصة بعدما حاول الجمهوريون تحويلها إلى ولاية حمراء، منذ أن فاز فيها ترامب في انتخابات الرئاسة عام 2016.
لكن الناخبين جددوا انتخاب ويتمر، لأربع سنوات أخرى، وتغلبت على منافستها الجمهورية اليمينية تيودر ديكسون، المدعومة من ترامب.
وهذا الفوز زاد من عداء ترامب لها، وخاصة بعد أن أدت دورًا كبيرًا في تحفيز النساء والناخبين الديمقراطيين والمستقلين، وبعض الجمهوريين، على تكثيف المشاركة في التصويت 2022، بعد أن نجحت في تحويل قضية الإجهاض إلى قضية رئيسية في حملة إعادة انتخابها.
ورفعت دعاوى قضائية عدة في محاكم الولاية لمنع العمل بقانون عام 1931 الذي يحظر الإجهاض، من أن يصبح ساري المفعول، بعدما حاول مجلس نواب الولاية الذي كان الجمهوريون يسيطرون عليه تفعيله مجددًا.
وهو ما انعكس في أرقام التأييد التي حصلت عليها من النساء، حيث حصلت على أكثر من 67% من أصواتهن في انتخابات 2022.
وفي 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وفي خطابها أمام أنصارها في مدينة ديترويت، كبرى مدن الولاية، قالت ويتمر إن “قيادة هذه الولاية لمدة أربع سنوات أخرى، امتياز أشعر بالامتنان والحماس اتجاهه بشكل لا يصدق”. وأضافت: “سنعمل دائمًا مع أي شخص يريد حقًّا حل مشكلة ما، لأنه لا يوجد شيء أكثر أهمية من شعب هذه الولاية بالنسبة لنا”.
أهمية ويتمر وأهمية ميشيغان
يزيد من أهمية ويتمر أهمية ولاية ميشيغان في ذاتها، فمَن يخسر ميشيغان وولاية ويسكونسن أو بنسلفانيا قد يخسر الانتخابات، بحسبة عدد هيئة الناخبين عن كل ولاية.
والولايات الثلاث من الولايات المتأرجحة؛ لذلك كان ترامب في بنسلفانيا، عندما وقعت محاولة اغتياله، وعقد الحزب الجمهوري مؤتمره العام في ولاية ويسكونسن.
ومن ناحية ثانية، ينظر كثيرون إلى ويتمر على أنها مارغريت تاتشر الولايات المتحدة، أي أنها امرأة حديدية قوية ومحبوبة داخل المجتمع النسائي في الولايات المتحدة، والنساء في الانتخابات القادمة هن نقطة ضعف ترامب الكبرى.
ويتمر وثأرها مع دونالد ترامب

أدى نجاح ويتمر في زيادة هامش انتصارها في مقاطعة ماكومب، وهي مقاطعة ساحلية في الجزء الشرقي من الولاية شهدت منافسة حادة، كان ترامب قد فاز بها عامي 2016 و2020، حيث فازت فيها بنسبة 5% في انتخابات 2022، مقارنة بـ3.5% عام 2018؛ أدى ذلك إلى اعتباره انتصارًا خاصًّا على ترامب؛ مما دفعه إلى زيادة الهجوم عليها.
وبين ويتمر وترامب ثأر قديم؛ ففي عام 2020، كتب ترامب على “تويتر” أنه مطلوب “تحرير ميشيغان”، وخلال فترة رئاسته للولايات المتحدة، كان يتجنب ذكر اسمها، ويقول “امرأة من ميشيغان”.
وذكرت ويتمر أن ترامب حرَّض أنصاره عليها، وكانت هناك دعوات إلى اختطافها من قِبَل متطرفين في الحزب الجمهوري، واتهمته بأنه “مغتصِب”.
كما اتهمت ترامب في أكتوبر 2020، “بإضفاء شرعية” على أعمال “إرهابيي الداخل”، خصوصا عبر رفضه إدانة أنصار تفوق البيض، وقالت ويتمر “عندما يجتمع قادتنا مع الإرهابيين المحليين ويشجعونهم ويؤيدونهم فإنهم يضفون صفة الشرعية على أفعالهم وهم متواطئون.. لسنا أعداء بعضنا لبعض”.
ولم يبد ترامب أي تعاطف مع ويتمر بعد محاولة استهدافها، وكتب “بدلا من أن تشكرني” على عمل مكتب التحقيقات الفيدرالي “تصفني بأنني من مؤيدي تفوق البيض”. وأضاف “لا أتسامح مع أي عنف كبير، والدفاع عن كل الأمريكيين وحتى الذين يعارضونني أو يهاجمونني هو ما أفعله بصفتي رئيسكم”.