جماعة أنصار الله الحوثي.. مسيرة الصعود السياسي والعسكري
جماعة أنصار الله الحوثي، حركة سياسية دينية مسلحة تتخذ من صعدة في اليمن مركزا رئيسيا لها، وعرفت باسم “الحوثيين” نسبة إلى مؤسسها حسين الحوثي، الذي قُتل على يد القوات اليمنية عام 2004، خاضت العديد من المواجهات المسلحة ضد نظام الرئيس الراحل على عبد الله صالح، وشاركت في الثورة ضده، وتتحكم منذ 2014 في العاصمة اليمينة صنعاء.
متى نشأت جماعة أنصار الله؟
في عام 1986، أنشأ حسين الحوثي “اتحاد الشباب” لتدريس المذهب الزيدي، وبعد وحدة اليمن عام 1990، وفتح المجال أمام التعددية الحزبية، تحول «الاتحاد» إلى حزب سياسي يمثل الطائفة الزيدية وعرف باسم «حزب الحق”، وفي عام 1992، أسس محمد بدر الدين الحوثي «منتدى الشباب المؤمن»، في محاولة لنشر «الفكر الزيدي»، من خلال أنشطة ثقافية وفكرية.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsشاهد: لحظة اصطدام زورق مسيّر أطلقه الحوثيون بسفينة بريطانية وتفجيرها
شاهد: حرائق وإصابات في تل أبيب جراء صواريخ أطلقها حزب الله
بعد إعلان ماسك.. كيف تفاعل اليمنيون مع إطلاق “ستارلينك” لخدماتها في بلادهم؟
وفي 1997، حول حسين بدر الدين الحوثي، المنتدى إلى حركة سياسية تحت اسم «تنظيم الشباب المؤمن» أو «أنصار الله»، وهو ما تسبب في انشقاق أحد كبار علماء الطائفة «مجيد الدين المؤيدي».
جماعة أنصار الله والمرجعية الفكرية
يُفضل قياديو الجماعة إطلاق اسم “أنصار الله” عليها حتى لا يرتبط اسمها بتنظيم عائلي، ويقدمون الجماعة على أنها حالة فكرية ودينية، وحالة إحياء واستنهاض تاريخية لا تمثل الزيدية إلا خلفيتها الثقافية والاجتماعية، ولا تُمثل الجماعة، من وجهة نظرهم، “تجمعًا يُعبر عن مطالب حقوقية أو مظالم مرتبطة بالهوية الزيدية”.
وتصنف بعض المصادر الجماعة بأنها شيعية اثني عشرية، وتقول إن مرشدها الروحي بدر الدين الحوثي، ومؤسسها حسين الحوثي، تأثرا بهذا المذهب بعد استقرارهما في إيران في التسعينيات من القرن العشرين، وهو ما ينفيه الحوثيون ويؤكدون تمسكهم بالمذهب الزيدي.
ما هي مطالب جماعة أنصار الله الحوثية؟
يعتقد الحوثيون، بأنهم الأحق بحكم اليمن، التي ظل يحكمها أئمة «الزيدية» منذ خروج العثمانيين عام 1918، وحتى عام 1962، وقد شارك الجيش المصري في حرب اليمن بين عامي (1962-1970)، ودعم المشير عبد الله السلال، بعد انقلابه على الإمام محمد البدر حميد الدين.
وانتهت المعارك بانتصار الجمهوريين في فبراير 1968، وإعلان الجمهورية اليمنية الديمقراطية عام 1970.
وقد شاركت الجماعة في الثورة اليمنية ضد نظام الرئيس الراحل علي عبد الله صالح عام 2011، ووقعت على وثيقة الحوار الوطني في يناير 2014، والتي نصت على «نزع سلاح كل الجماعات المسلحة ومن بينها الحوثيون».
إلا أن الحوثيين في 9 يوليو/ تموز 2014 أعلنوا سيطرتهم على مدينة عمران الشمالية (معقل بني الأحمر)، بعد قتال عنيف مع القوات الحكومية.
وفي 25 أغسطس/ آب 2014، أرسل عبد الملك الحوثي، زعيم الجماعة قائمة مطالبها للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، في مقدمتها: إقالة الحكومة الحالية والاتفاق على تشكيل الحكومة الجديدة، الشراكة في القرار السياسي، إغلاق منابع الفساد في الدولة، إلزام المؤسسات الإعلامية بالكف عن التحريض والحياد.
ولم يتوقف التصعيد بين الطرفين، حيث تمكنت الجماعة من السيطرة على العاصمة اليمنية «صنعاء»، واستولوا على مقر الحكومة ومقار وزارة الدفاع والقيادة العامة للجيش والفرقتين السادسة والرابعة، ومقر البنك المركزي وإذاعة صنعاء ووزارة الإعلام والتليفزيون الرسمي ووزارة الصحة.
جماعة أنصار الله وحكومة عبد ربه منصور هادي
في سبتمبر 2014، وقّع الحوثيون والرئاسة اليمنية اتفاقا لوقف القتال وتشكيل حكومة “شراكة وطنية”، يشارك فيها الحوثيون، وبعد توقيع الاتفاق رفض الحوثيون الملحق الأمني بالاتفاق، وتصاعدت المواجهات العسكرية بين الطرفين.
وفي 20 يناير/ كانون الثاني 2015، سيطر مسلحو الحركة على القصر الرئاسي الذي يبعد نحو 5 كيلومترات عن منزل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ثم تمكنت من السيطرة على معسكر لواء الصواريخ غربي العاصمة صنعاء دون مقاومة.
وتم تشكيل “التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن” والذي بدأ عملياته العسكرية ضد الحوثيين في مارس 2015.
أهم شخصيات جماعة أنصار الله الحوثية
بدر الدين الحوثي، ولد في مدينة ضحيان عام 1926، ويعتبر الأب الروحي للجماعة ومرجعها الأول، تولى قيادة الجماعة لفترة بعد وفاة زعيمها حسين الحوثي، قبل أن يسلم الزعامة لابنه عبد الملك الحوثي، وتوفي في نوفمبر/تشرين الثاني 2010.
حسين الحوثي، ولد عام 1956، في محافظة صعدة، كان عضوا في مجلس النواب عن دائرة مران بصعدة بين 1993 و1997 ممثلا عن حزب الحق، وبعد استقالته من المجلس تفرّغ لنشر أفكاره ومعتقداته من خلال الدروس والمحاضرات، وقيادة تنظيم “الشباب المؤمن” قبل أن يؤسس جماعة “أنصار الله”، وقُتل سنة 2004 خلال المواجهة بين الجماعة والحكومة اليمنية.
أما عبد الملك الحوثي، القائد الحالي للجماعة، فقد وُلد في صعدة عام 1979، وتلقى تعليمه في المدارس الدينية الزيدية، وتولى قيادة الجماعة بتزكية من والده.
الهيكل التنظيمي لجماعة أنصار الله الحوثية
يقوم على عدة هيئات تنفيذية ترتبط مباشرة بالقيادة العليا، أولها المجلس السياسي، ويقوم على إدارة وتنظيم العلاقات مع المكونات والتنظيمات والأحزاب السياسية والهيئات الدبلوماسية والمنظمات الإقليمية، وإعداد مقترحات الخطط وتقديم التقارير والدراسات والتحليلات السياسية.
ثم المجلس التنفيذي، ويضم عدد من الدوائر واللجان المرتبطة بالقطاعات الجماهيرية، ومنها الدائرة الثقافية والتربوية والدائرة الاجتماعية والهيئة الإعلامية وهيئة المرأة وشؤون المحافظات.
الهيئة الثالثة هي هيئة العمل الحكومي، وتقوم بالإشراف على كتلة أنصار الله في الهيئات التنفيذية والتشريعية.
وبعد أن هيمنت جماعة أنصار الله على الحكم في صنعاء، حافظت على مؤسسات الدولة القائمة، وأنشأوا عدداً من المؤسسات الجديدة مثل الهيئة العامة للزكاة، والهيئة العامة للأوقاف، والمجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي، ليقوم بإدارة المنظمات غير الحكومية والمساعدات الإنسانية.
تصنيف جماعة أنصار الله منظمة إرهابية
في يناير/ كانون الثاني 2020، صنفت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الحوثيين “منظمة إرهابية” وفرضت عقوبات على 3 من قادتها (عبد الملك الحوثي، عبد الخالق الحوثي، عبد الله يحيى الحاكم).
وفي فبراير/ شباط 2021، قامت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بإلغاء القرار.
وفي مارس/آذار 2022 صنفت الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب الحوثيين جماعة إرهابية، وأدرجتهم ضمن قائمة الكيانات الإرهابية على القائمة السوداء العربية لمنفذي ومدبري وممولي الأعمال الإرهابية.
وفي يناير 2024، أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أن واشنطن أعادت إدراج جماعة الحوثي في اليمن “منظمة إرهابية عالمية”، وربطت ذلك بالهجمات التي قامت بها الجماعة ضد السفن الإسرائيلية ردا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
جماعة أنصار الله وحرب غزة 2023
توعدت الجماعة في بيان رسمي أصدرته في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 باستهداف أي سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر، وفي 19 نوفمبر/تشرين الثاني، سيطر الحوثيون على السفينة غالاكسي ليدر، وفي 25 من الشهر ذاته، هاجموا سفينة كلاندار المملوكة لشركة زيم الإسرائيلية.
وفي الثالث من ديسمبر/كانون الأول 2024، أعلنت الجماعة استهداف سفينتين “إسرائيليتين” في باب المندب بالبحر الأحمر، ووسعت عملياتهم العسكرية البحرية في التاسع من ديسمبر حيث توعدت بمنعِ مرور جميع السفن المتجهة إلى إسرائيل من أي جنسية كانت.
وفي 19 يوليو/ تموز 2024، أعلنت الجماعة تنفيذ عملية عسكرية استهدفت تل أبيب، بطائرة مسيرة تحمل اسم “يافا”، ما أدى إلى مقتل إسرائيلي وإصابة 10 آخرين.