عفرين السورية.. أرض الزيتون والرمان

كان الاسم القديم لمنطقة عفرين هو “جبل كورمينج”، ثم أُطلق عليها اسم “كورداغ” خلال حكم الدولة العثمانية، ولكن مع الانتداب الفرنسي على شرق البحر المتوسط وسوريا، قُسمت إلى قسمين: الأول ظل تحت سلطة فرنسا في سوريا، في حين أُلحق الثاني بتركيا.

معنى كلمة عفرين

ذكر صاحب ديوان الحماسة أن كلمة “عفرين” على وزن فعلين، وهي من العفر، والعفر هو التراب، وفي أواخر العهد العثماني بُني جسر خشبي على نهر عفرين في عهد السلطان عبد الحميد الثاني بتخطيط رئيس مهندسي ولاية حلب قسطنطين مادريديس أفندي.

أين تقع منطقة عفرين؟

تقع مدينة عفرين على ضفتي نهر عفرين في أقصى شمال غربي سوريا، وهي محاذية لمدينة إعزاز من جهة الشرق، ولمدينة حلب التي تتبع لها من الناحية الإدارية من جهة الجنوب، وإلى الجنوب الغربي من محافظة إدلب، وهي منطقة حدودية محاذية لولاية هاتاي التركية.

مساحة منطقة عفرين

يبلغ عرض المنطقة من الشرق إلى الغرب 55 كيلومترا، وطولها من الشمال إلى الجنوب 75 كيلومترا، وتساوي مساحتها حوالي 3850 كيلومترا مربعا، تعادل 2% من مساحة سوريا.

وعفرين منطقة جبلية، يبلغ معدل الارتفاع فيها بين 700 و1269مترا، وأعلى قمة فيها الجبل الكبير، الذي يُعَد جزءا من سلسة جبال طوروس، ويمر منها نهر عفرين الذي يُعَد مصدرا مهما للمياه في المنطقة.

تأسيس مدينة عفرين

تأسست عفرين في مرحلة الاحتلال الفرنسي، بعد إعادة استحداث قضاء (كرد داغ) بموجب القرار في سبتمبر/أيلول 1922، وفي عام 1928 تم إنشاء أول مدرسة ابتدائية في عفرين، كما تم إنشاء مخفر، وأنشئت فيها بلدية، وأصبح لها ميزانية من مالية القضاء سنة 1929.

وتسمية (كرد داغ) عثمانية، وتعني (جبل الأكراد)، وكان القضاء تابعا لولاية حلب، وقد أصدر الرئيس فوزي سلو في ديسمبر/كانون الأول 1952 مرسوما بإعادة تسمية بعض المحافظات والأقضية باسم مراكزها، وتحوّل جبل الأكراد الذي تم إعادة تسميته نسبة إلى المركز الجديد، فبات (قضاء عفرين).

أسماء قرى منطقة عفرين

تضم عفرين نحو 350 قرية وبلدة صغيرة وكبيرة، من أهمها عفرين المدينة، بلبل، جنديريس، راجو، شران، الشيخ حديد، ومعبطلي.

بماذا تشتهر عفرين؟

تشتهر عفرين بوجود العديد من المواقع الأثرية مثل قلعة سمعان، وقلعة هوري، وتل عين داره، والجسور الرومانية على نهر عفرين، وجسر هره دره الذي بنته ألمانيا قبيل الحرب العالمية الأولى.

كما تمر سكة حديد قادمة من تركيا عبر منطقة عفرين وتصل إلى مدينة حلب، وقد بنتها تركيا قبيل الحرب العالمية الأولى.

كما تمتاز عفرين بتنوع تضاريسها بين الجبال والسهول، ويمر منها نهر عفرين، الذي يُعَد من أهم المصادر التي تمد الأراضي الزراعية السورية بالماء.

ونتيجة لطبيعتها الجبلية وغطائها النباتي الكثيف ووفرة المياه فيها، شكلت عفرين مكانا سياحيا مهما لسكان الشمال السوري، وبالتحديد سكان محافظتي حلب وإدلب، ومن أبرز معالمها السياحية بحيرة الميدانكي، ومصايف كفر جنة.

من هم سكان عفرين؟

وفق الإحصائيات الرسمية، فإن عدد سكان عفرين بلغ قبل الثورة السورية نحو 500 ألف نسمة، لكن هذا العدد تضاعف بعد عام 2011، لأن حوالي نصف مليون نازح من حلب وريفها استقروا في عفرين بوصفها منطقة ظلت آمنة نسبيا خلال الثورة.

ويتوزع السكان بين العرب والكرد، ولا توجد إحصائيات دقيقة عن نسبة العرب إلى الكرد، لكن مع نزوح نصف مليون نسمة من حلب والمناطق المجاورة فإن ذلك يجعل نسبة العرب في عفرين حاليا أكبر من الكرد، وفق بعض التقديرات.

أهم العشائر الكردية في عفرين

شكّل اليزيديون أحد أقدم مظاهر الوجود الكردي في منطقة كرداغ، ويعود وجودهم إلى أواخر العهد المملوكي وبداية العهد العثماني، كما حدثت هجرات كردية من مناطق عدة تقع حاليا ضمن جغرافية تركيا، وهي مناطق ديرسيم وملاطية وبحيرة وان ومنطقة بيره جك، وذلك في القرن الثامن عشر.

ومن أهم العشائر الكردية: عشيرة آمكان (تُعَد أقدم قبيلة كردية في منطقة جبل الأكراد)، عشيرة شكاك (جزء من عشيرة شكاك الكبيرة التي كانت تنتشر حول بحيرة تمتد حتى بحيرة أرومية على حدود أذربيجان)، عشيرة بيان، وعشيرة الشيخان.

أهم العشائر العربية في عفرين

من العشائر العربية التي ذكرتها الوثائق العثمانية: العميرات، الحديديين، البطوشي، المجادمة، الدمالخة، العجيل، البو بنا، البوعاصي، الجيس، وبني زيد.

النشاط الاقتصادي في عفرين

يعتمد النشاط الزراعي في منطقة عفرين على الزيتون، إذ تضم نحو 20 مليون شجرة، كانت تُنتج نحو 270 ألف طن من الزيتون. وتعادل مزارع الزيتون في عفرين نحو 20% من مزارع الزيتون في عموم سوريا.

كما تضم نحو 30 ألف شجرة رمان، إضافة إلى محاصيل أخرى مثل العنب والكرز والبطيخ والخيار.

وتشتهر المنطقة بإنتاج زيت الزيتون والحمضيات والكروم، وتضم معامل ومنشآت صناعية كبيرة، مثل معاصر الزيتون ومعامل البيرين والفحم، ومصانع الملابس التي انتقل بعضها من مدينة حلب.

الأهمية الاستراتيجية لمنطقة عفرين

تحتل عفرين أهمية استراتيجية عند الأكراد نظرا لأنها تشكل الجسر الجغرافي للوصول إلى البحر المتوسط، لكنها تُشكل خطا أحمر بالنسبة لتركيا، التي تؤكد أنها لن تسمح بإقامة كيان كردي على حدودها الجنوبية مع سوريا.