نيكولاس مادورو.. رئيس فنزويلا والابن الروحي لهوغو تشافيز

في التاسع والعشرين من يوليو/تموز 2024، أعلن المجلس الوطني الانتخابي في فنزويلا فوز الرئيس نيكولاس مادورو بولاية رئاسية ثالثة بعد حصوله على نسبة 51.2% من أصوات الناخبين، في مقابل 44.2% حصل عليها مرشح المعارضة إدموندو غونزاليس أوروتيا في الانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد 28 من يوليو.
فمن هو مادورو، الذي يحكم فنزويلا منذ 2013، وريثا لزعيم البلاد هوغو تشافيز الذي حكمها بين عامي 2009 و2013؟
اقرأ أيضا
list of 4 itemsسوريا.. وزير الداخلية الأسبق محمد الشعار يسلّم نفسه للسلطات (فيديو)
زوجة محمد الضيف وأبناؤه يكشفون للجزيرة مباشر أسرارا من حياته العائلية (فيديو)
“وللحرية الحمراء بحرٌ”.. تفاعل لافت مع مجاراة “فتاة النرد” لبيت شعر ردده السنوار (شاهد)
نيكولاس مادورو.. النشأة والتكوين السياسي
وُلد الرئيس الفنزويلي في 23 من نوفمبر/تشرين الثاني عام 1962 في عائلة يسارية، وكان أبوه أحد قادة الاتحادات العمالية، وقد بدأ حياته السياسية رئيسا لاتحاد الطلبة في مدرسة خوسيه أفالوس الثانوية بمدينة الفالا على مشارف العاصمة كاراكاس.
لكنه لم يتخرج من المدرسة الثانوية، وانضم إلى الحزب الاشتراكي، وعمل سائقا للحافلات في شركة مترو كاراكاس، وأسَّس أول نقابة للعمال في شركة الحافلات.
وفي عام 1983، عمل مادورو حارسا شخصيا للمرشح الرئاسي خوسيه فيسنتي رانخيل، ثم انضم إلى حركة الجمهورية الخامسة، الجناح المدني لحركة التمرد العسكري التي قادها تشافيز، وقاد مادورو حملة لإطلاق سراح تشافيز من سجنه بعد فشل الانقلاب الذي قاده في عام 1992.
وبعد صعود تشافيز إلى السلطة عام 1998، كان مادورو ضمن الفريق الذي صاغ الدستور الجديد ثم عمل نائبا في “الجمعية الوطنية” حتى عام 2000، ثم انتقل إلى رئاسة السلطة التشريعية.
وتعرّف مادورو على الكثير من أعضاء حركة أنصار تشافيز، وكان من بينهم زوجته سيليا فلوريس المحامية البارزة، عندما كانت عضوا في الفريق القانوني الذي تولى الدفاع عن تشافيز حتى الإفراج عنه عام 1994، وكانت أول امرأة في فنزويلا تُنتَخب رئيسة للجمعية الوطنية خلفا لزوجها بين عامَي 2006 و2011، كما شغلت منصب النائب العام في البلاد.
مادورو الابن الروحي لهوغو تشافيز

أكثر المحللين السياسيين يَعُدون نيكولاس مادورو “الابن الروحي” لزعيم اليسار الراديكالي هوغو تشافيز، وأنه ما كان سيصبح رئيسا للبلاد لولا وصية تشافيز خلال مرضه بجعله خليفة له.
وكان تشافيز قد كشف في 8 من ديسمبر/كانون الأول 2012 أن السرطان عاوده، وقال إن مادورو هو المخول دستوريا بتسيير أمور الرئاسة حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة إذا لم يستطع القيام بمهامه، بل إنه طلب من الشعب انتخاب مادورو رئيسا للبلاد.
وخلال عامَي 2005 و2006، تولى مادورو رئاسة الجمعية الوطنية (البرلمان)، بعد انتخابه للمرة الأولى نائبا عام 1999 تحت راية حركة الجمهورية الخامسة التي أسّسها تشافيز مع وصوله إلى السلطة في العام نفسه.
عيَّنه تشافيز وزيرا للخارجية عام 2006، وخلال عمله وصف مادورو وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس في قمة إقليمية عام 2007 بأنها منافقة، ووصف سجن غوانتانامو بأنه تُمارَس فيه فظائع لم تُرتكب منذ عهد هتلر.
ثم عيَّنه تشافيز نائبا للرئيس في أعقاب فوزه في الانتخابات الرئاسية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2012، وقال تشافيز عند تعيينه نائبا للرئيس “انظروا إلى أين وصل نيكولاس؟ سائق الحافلة نيكولاس. كان سائق حافلة، كم كانوا يسخرون منه”.
وتولى أمور البلاد عندما سافر تشافيز الي كوبا لإجراء عملية لاستئصال السرطان، وهو الذي خرج ليعلن نبأ وفاه تشافيز وترأس الجنازة، وألقى مادورو باللوم على الولايات المتحدة في وفاة تشافيز، وقال إنه قُتل بمؤامرة أمريكية.
وافتعل مادورو مشكلة دبلوماسية مع الولايات المتحدة بعد وفاه تشافيز مباشرة، وقام بطرد دبلوماسيين أمريكيين بعد أن اتهمهم بتسميم تشافيز والتسبب في موته. وردّت الولايات المتحدة بطرد دبلوماسيين فنزويليين، وقللت من اتهامات مادورو ووصفتها بأنها “سخيفة”.
مادورو وأفكاره السياسية

تكوين مادورو النفسي والثقافي والسياسي ينطلق من الدعوة إلى الاشتراكية بثقة وقناعة كبيرة، ويرتبط بعلاقات قوية مع دولة كوبا، حيث تدرب على تنظيم الاتحادات العمالية فيها في مرحلة الشباب، وهو صديق قديم لكاسترو.
وعندما تولى منصب وزير الخارجية، كان له دور فعال في تعزيز العلاقات مع دول مثل إيران وسوريا، والتوسط في محادثات السلام في كولومبيا بقدراته التفاوضية.
الولاية الأولى.. فوز مادورو في انتخابات 2013
في انتخابات إبريل/نيسان 2013، حصل مادورو على 50.66% من الأصوات مقابل 49.07% لخصمه الحاكم أنريكي كابريليس، وفسر هذا الفوز الضعيف بأنه “عملية دولية لضرب الديمقراطية في فنزويلا”، وألقي باللوم على المؤامرات الخارجية، لكنه قال إن انتخابه يعني أن تشافيز لم يُقهر ولا يزال ينتصر في المعارك.
وخلال ولايته الأولى تمكنت المعارضة من استعادة سيطرتها على البرلمان، ووحدت جهودها لإزاحته من منصبه، ورغم أن بعض معارضيه وصفوه بأنه نسخة بائسة من تشافيز، فلم تتمكن المعارضة أو خصومه داخل حزبه من الإطاحة به.
وعلى الرغم من أنه يفتقر إلى الكاريزما وقوة الشخصية التي تمتع بها سلفه هوغو تشافيز، فإنه كان يتمتع بالعديد من القدرات القيادية التي اكتسبها من النقابات العمالية، لذلك أعيد انتخابه لولاية ثانية عام 2018.
الولاية الثانية.. فوز مادورو في انتخابات 2018
في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 20 مايو/أيار 2018، فاز مادورو بفترة رئاسية ثانية، ووفقا للمجلس الوطني للانتخابات في فنزويلا، فقد حصل على 68% من الأصوات، بينما حصل منافسه هنري فالكون على 21% فقط، وشهدت الانتخابات مقاطعة من تيارات عدة من المعارضة.
محاولة اغتيال مادورو 2018

في الخامس من أغسطس/آب 2018، تعرّض الرئيس نيكولاس مادورو لمحاولة اغتيال عندما كان يلقي خطابا أثناء احتفال عسكري بمناسبة الذكرى الحادية والثمانين لتأسيس الجيش الفنزويلي “الحرس الوطني”.
وقال وزير الإعلام الفنزويلي خورخي رودريغيز إن ما حدث كان بسبب انفجار طائرتين مسيَّرتين تحملان متفجرات بالقرب من المنصة الرئيسية.
وأفاد وزير الداخلية نيستور ريفرول باعتقال ستة أشخاص لضلوعهم في “محاولة اغتيال” الرئيس نيكولاس مادورو. وقال الوزير إن المعتقلين كانوا جزءا من جماعة حمّلت طائرتين مسيَّرتين بالمتفجرات، وأطلقتهما أثناء احتفال عسكري في العاصمة كاراكاس.
وأعلن وزير الدفاع فلاديمير بادرينو لوبيز تأييده وولاءه غير المشروط للرئيس مادورو، وقال “نحن مصممون على الدفاع عن وطننا ودستورنا وديمقراطيتنا ومؤسساتنا”.
وبعد نجاته من محاولة الاغتيال، خرج مادورو في خطاب قائلا إن الحادث قد قوّى من عزيمته وإصراره. وأضاف “أنا بخير وعلى قيد الحياة، وبعد ما حدث اليوم أصبحت أكثر إصرارا مما مضى على مواصلة طريق الثورة”. وتابع “العدالة! العقاب الشديد! ولن تكون هناك رحمة”.
المعارضة ترفض نتائج انتخابات 2023
بعد إعلان المجلس الوطني الانتخابي في فنزويلا فوز الرئيس نيكولاس مادورو بولاية ثالثة يوم 29 من يوليو 2024، أعلن ائتلاف المعارضة فوزه بعد ما وصفها بحملة انتخابية شابتها اتهامات بالترهيب السياسي ومخاوف من التزوير. وأصر ائتلاف المعارضة على أنه حصد 70% من الأصوات، رافضا الأرقام الصادرة عن المجلس الانتخابي.