عباس عراقجي.. تعرف على وزير الخارجية الإيراني الجديد
وافقت لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، على تعيين أمين المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، عباس عراقجي، وزيرًا للخارجية، ضمن التركيبة الحكومية التي اقترحها الرئيس مسعود بزشكيان.
وقال عراقجي أمام مجلس الشورى في كلمة له بعد منحه الثقة، إن السياسة الخارجية التي سيتبعها ستكون مبنية على “عدم الخوف من قوى الهيمنة ودعم محور المقاومة والقضية الفلسطينية”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsنتنياهو: نخوض حربا ستغير الشرق الأوسط ونريد مزيدا من اتفاقات السلام مع الدول العربية (فيديو)
خبيران لرويترز: صور أقمار صناعية تُظهر ضرب إسرائيل موقعا نوويا سابقا في إيران
“35 سيناريو”.. كيف سترد إيران على أي هجوم إسرائيلي على أراضيها؟ (فيديو)
وأكد عراقجي أن السياسة الخارجية لإيران في الحكومة الحالية “يجب أن تكون نشطةً ومؤثرة في مواجهة الأحداث الإقليمية والعالمية”، وفي الوقت نفسه “ستواصل بقوة سياسة حسن الجوار”، مشيرًا إلى أن “أولوياتها في العلاقات الدولية (ستكون) في الصين وروسيا والقوى الجديدة الصعود في إفريقيا وأمريكا اللاتينية وشرقي آسيا”.
أما في الدول الأوروبية فإن “سياسة طهران ستكون إدارة العداء، لا إنهاءه، إذا لم تنهِ أوروبا سياساتها الخاطئة والمعادية لإيران”.
من هو عباس عراقجي؟
ولد عباس عراقجي عام 1962، لعائلة ثرية تعمل في تجارة السجاد الإيراني الشهير داخل إيران وخارجها، وزوجته هي السيدة بهاره عبد الله، وهي ابنة رجل أعمال بارز.
حصل على درجة البكالوريوس في العلاقات الدولية من كلية العلاقات الدولية في إيران ودرجة الماجستير في العلوم السياسية من الجامعة الإسلامية الحرة في طهران، ودكتوراه في الفكر السياسي من جامعة كينت البريطانية.
انضم عراقجي إلى الحرس الثوري الإيراني خلال الحرب الإيرانية العراقية، وشارك في جبهة القتال حتى انتهاء الحرب في 1988، ثم اتجه بعدها إلى العمل الدبلوماسي حيث انضم إلى وزارة الخارجية عام 1989.
وبجانب مسيرته السياسية، كان لعراقجي العديد من الإسهامات الفكرية والأوراق والدراسات المنشورة في عدد من الدوريات العلمية الإيرانية والأجنبية باللغات الإنجليزية والفارسية، كما عمل عضوًا في هيئة التدريس بكلية العلاقات الدولية في جامعة طهران، ومحاضرًا زائرًا في جامعة طوكيو.
مسيرة عراقجي في العمل الدبلوماسي
كانت بداية عراقجي في وزارة الخارجية مسؤولًا بقسم الشؤون الدولية (1989 إلى 1991)، ثم نائبًا لمدير إدارة المنظمات الإسلامية والإقليمية (1991 إلى 1993) وخلال نفس الفترة كان رئيسًا لبعثة إيران لدى منظمة التعاون الإسلامي بجدة (1992)، ثم انتقل للعمل مديرًا لمركز دراسات الخليج (الفارسي)، ثم مديرًا بمعهد الدراسات الدولية والسياسية (1997 إلى 1998)، وبعدها مديرًا عامًّا للمعهد نفسه (1998 إلى 1999).
عراقجي من فنلندا إلى اليابان
عُيِّن عراقجي سفيرًا لإيران لدى هلسنكي وسفيرًا معتمدًا لدى إستونيا (1999 إلى 2003)، وبعد انتهاء فترته وعودته إلى مقر الوزارة عُيِّن مديرًا للإدارة الأولى لأوروبا الغربية (من 2003 إلى 2004)، ثم مديرًا لمدرسة العلاقات الدولية (من 2004 إلى 2005)، ثم نائب وزير الخارجية للشؤون الدولية والقانونية (2005 إلى 2007).
جرى تعيين عراقجي سفيرًا لإيران لدى اليابان (2007 إلى 2011)، ثم نائب وزير شؤون آسيا والمحيط الهادئ والكومنولث (آسيا الوسطى) (2011 إلى 2013)، ونائبًا لوزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية (2013)، قبل أن يصبح المتحدث باسم الوزارة عام 2013، لمدة 4 أشهر في الحكومة العاشرة.
وفي عهد وزير الخارجية الأسبق محمد جواد ظريف (2013 إلى 2021)، شغل عراقجي مناصب عديدة مثل نائب الوزير للشؤون القانونية والدولية ونائب الوزير للشؤون السياسية.
وبعد التغيير في هيكل وزارة الخارجية، شغل عراقجي منصب المساعد السياسي لوزير الخارجية (يناير/كانون الثاني 2017 إلى سبتمبر/أيلول 2021)، ومنذ 2021 وحتى اختياره وزيرًا للخارجية ظل مستشارًا أول لوزير الخارجية، وعضوًا في جمعية الدبلوماسية الوطنية وأمينًا للمجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية لإيران.
عراقجي ودوره في الملف النووي
شارك عراقجي في وفد إيران للمفاوضات النووية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والدول الغربية، في عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، وكان مقربا من سعيد جليلي، الذي تولى إدارة المفاوضات النووية الإيرانية بعد علي لاريجاني.
وجرى تعيينه مساعدًا لوزير الخارجية في حكومة حسن روحاني، من قبل محمد جواد ظريف، وأصبح عضوًا في فريق التفاوض النووي الإيراني في 11 أكتوبر/تشرين الأول 2013.
وشارك في جميع المفاوضات الثنائية التي أجرتها إيران مع مجموعة (5+1)، وفي 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2013، أعلن نجاح التوصل إلى اتفاق مبدئي بشأن البرنامج النووي الإيراني من خلال تسجيل رسالة بعنوان الدخان الأبيض يتصاعد من محادثات جنيف”.
كما حضر بصفته كبير المفاوضين في صلب المفاوضات حتى انتهائها وتحقيق خطة العمل الشاملة المشتركة المعروفة باسم الاتفاق النووي التي تم توقيعها 2015، وكان الرجل الثاني لإيران في المحادثات بعد جواد ظريف.
ومع بدء مفاوضات إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة بعد انسحاب الولايات المتحدة منها، تم اختيار عراقجي رئيسًا لفريق التفاوض وتوجه إلى عاصمة النمسا فيينا في إبريل/نيسان 2021، للتشاور مع مساعدي ومديري الشؤون السياسية في وزارة خارجية كل من ألمانيا وفرنسا وإنجلترا وروسيا والصين ومسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي.
ملامح سياسة عراقجي الخارجية
حدد وزير الخارجية عباس عراقجي ملامح أجندته للعمل خلال الفترة المقبلة، وقال إنه سيبدأ التحرك لرفع العقوبات وحماية مصالح البلاد الوطنية، وإنه سيتخذ “موقفا مشرفا لرفع العقوبات”، من خلال مفاوضات هادفة، والتفاعل مع الفرص المتاحة لإيران في أوروبا، ودعم الإيرانيين في الخارج بما يتوافق مع المصالح الوطنية.
وأعرب عن تصميمه على مواصلة مسار وزير الخارجية الراحل أمير عبد اللهيان في توسيع العلاقات مع الدول الإقليمية، واستخدام قدرات منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة البريكس للوصول إلى إفريقيا وأمريكا اللاتينية وشرق آسيا.
كما أكد استمرار السياسة الخارجية الإيرانية في دعم واستكمال دورها مع “محور المقاومة”، وتعهد بحماية البرنامج النووي وإنجازاته.