أطفال غزة بعد 11 شهرًا من الحرب.. يُتم ومرض وغياب عن الدراسة

أطفال غزة، معاناة مستمرة جراء العدوان الإسرائيلي (الفرنسية)

يعيش الأطفال في قطاع غزة واقعا مريرًا جراء الحرب التي تشنّها قوات الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ السابع أكتوبر/تشرين الأول 2023؛ إذ قتلت هذه الحرب آلافًا منهم، وأصابت عشرات الآلاف بجروح أو بحروق، بعضها أدى إلى إعاقات دائمة، ومنهم من فقد كل أفراد أسرته، بجانب معاناة النزوح اليومي منذ بداية العدوان.

كما واجه الأطفال ظروفا نفسية صعبة للغاية جراء المشاهد التي رأوها لجثامين شهداء ومصابين ارتقوا خلال قصف إسرائيلي للمناطق المختلفة، فضلا عن خوفهم من أصوات القصف العنيف المتواصل على مدار الساعة.

وخلال أشهر الحرب، تحمل الأطفال مسؤوليات وهمومًا أكبر من أعمارهم، فأصبحوا يوفرون أساسيات الحياة لعائلاتهم، التي فقدت معيليها، كالمياه والطعام، ولجأت أعداد كبيرة منهم إلى العمل من أجل توفير لقمة العيش.

أطفال ينتظرون دورهم للحصول على الطعام عند تكية شمالي غزة

الأطفال والعام الدراسي الجديد

في الوقت الذي يتجهز فيه أطفال العالم لاستقبال العام الدراسي الجديد، تبقى عيون أطفال غزة موجهة إلى السماء خوفا من سقوط الصواريخ الإسرائيلية فوق رؤوسهم، أو تهجيرهم قسريًّا من أماكن يعيشون فيها نازحين.

وتُغيّب الحرب أطفال غزة قسريًّا عن مقاعد الدراسة والتحصيل العلمي بعد أن تحولت المدارس إلى مراكز إيواء تضم مئات آلاف النازحين الذين لا مكان لهم سوى الصفوف الدراسية، في وقت دُمرت فيه نحو 121 مدرسة وجامعة بشكل كلي و333 مدرسة وجامعة بشكل جزئي، وفق إحصائيات حكومية.

الأونروا والعودة التدريجية للتعليم

ذكرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أنها بدأت في 1 أغسطس/آب الجاري عودة تدريجية إلى أنشطة التعليم غير الرسمية بجنوب ووسط القطاع.

وقالت مديرة الإعلام في الأونروا إيناس حمدان، إن “هذه العودة جزء من مسار طويل في العملية التعليمية، وإن الأونروا ستركز خلال هذه الفترة على الأنشطة الرياضية والفنون والدراما والألعاب، وبعض الأنشطة التعليمية”.

وأضافت: “الأونروا تحاول من خلال هذه الأنشطة التي تُقدم من خلال طاقم متخصص من المرشدين النفسيين والمدرسين أن تساعد الأطفال الذين عاشوا وقاسوا ما لا يجب أن يشهده طفل في العالم، على استعادة ولو جزء من طفولتهم التي سلبتها أكثر من 321 يوما من الحرب الطاحنة”.

تحديات هائلة وأخطار مستمرة

وذكرت إيناس أن “تقارير صادرة عن الأونروا أظهرت أن معظم الأطفال يعانون من صدمات واضطرابات نفسية أو إصابات بالغة ومنهم من فقد أحد والديه أو كلاهما وبالتأكيد هذه ستترك آثارا نفسية عميقة ستحتاج إلى فترة طويلة للعلاج وصولا إلى التعافي”.

وأوضحت أن “كل هذه الظروف العصيبة التي مر بها الأطفال تركت آثارا سلبية على تحصيلهم الأكاديمي وصحتهم العقلية والنفسية، ولذلك لا يزال طريق التعافي طويلا، وتعويض الفاقد التعليمي لأكثر من 650 ألف طفل سيكون مليئا بالتحديات خصوصا مع غياب وقف لإطلاق النار”.

وأشارت إلى أن الأونروا تواصل التزامها بـ”استمرار الأنشطة الترفيهية والتعليمية بقدر الإمكان”، لافتة إلى أنها ليست بديلة عن الخدمات التعليمية الرسمية.

وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حربها على قطاع غزة برا وبحرا وجوا؛ مما أسفر عن أكثر من 133 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة في ظل نزوح نحو مليوني شخص عن أراضيهم.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالة الأنباء الفلسطينية

إعلان