أطباء بلا حدود.. حصاد 500 يوم من الحرب في السودان
يُصادف اليوم الثلاثاء مرور 500 يوم على اندلاع الحرب في السودان الذي لا يزال يعاني من أسوأ أزمة إنسانية حتى الآن، جراء الاقتتال بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في 15 إبريل/نيسان 2023.
وفشلت المنظمات الإنسانية الدولية والجهات المانحة، لأكثر من 16 شهرًا في تقديم استجابة كافية للاحتياجات الطبية المتزايدة في البلاد، في ظل سوء التغذية الكارثي بين الأطفال وتفشي الأمراض على نطاق واسع.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsإبراهيم محمود: المعركة الأولى هي أن تنتصر القوات المسلحة السودانية
كباشي: الجيش السوداني لن نتوقف حتى يقضي على التمرد
الجيش السوداني يعلن سيطرته الكاملة على منطقة جبل موية
وأدت القيود الشديدة التي فرضها الطرفان المتحاربان إلى الحد بشكل كبير من القدرة على تقديم المساعدات لملايين النازحين والمشردين.
وفي تقريرها الصادر، اليوم الثلاثاء، بعنوان (500 يوم من الحرب) ذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن القتال الذي بدأ في العاصمة الخرطوم في 15 إبريل/نيسان 2023، امتد إلى أجزاء متعددة من البلاد؛ مما أدى إلى أزمة إنسانية غير مسبوقة في السودان، وخلف عشرات الآلاف من القتلى والجرحى.
🔴يصادف اليوم مرور 500 يوم منذ أن بدأ السودان يعاني من أسوأ أزماته الإنسانية إلى الآن. pic.twitter.com/GqbywQqcP0
— منظمة أطباء بلا حدود (@msf_arabic) August 27, 2024
وفيما بين إبريل/نيسان 2023 ويونيو/حزيران 2024، عالجت منظمة أطباء بلا حدود نحو 12 ألف جريح حرب في المستشفيات التي تدعمها.
وأضاف التقرير أن الصراع ترتبت عليه أكبر أزمة نزوح في العالم، فقد أُجبر أكثر من 10 ملايين شخص، على الفرار من منازلهم، ويواجه الكثيرون منهم النزوح المتكرر.
سوء التغذية ومعاناة الأطفال
وأضاف التقرير أنه مع تعثر الحلول السياسية للأزمة، تزايدت معدلات سوء التغذية وسط ارتفاع أسعار المواد الغذائية ونقص الإمدادات الإنسانية، وخاصة في مخيم زمزم بشمال دارفور، ومناطق أخرى مثل الجنينة ونيالا وروكرو، ومخيمات اللاجئين بشرق تشاد.
ويقول تونا تركمان، منسق الطوارئ لدى المنظمة في دارفور: “إن المساعدات الأكثر إلحاحًا لا تكاد تصل، وعندما تصل، غالبًا ما يتم منعها”. وتم احتجاز شاحنتين من قبل قوات الدعم السريع، واستولى مسلحون مجهولون على إحداهما.
كارثة الملاريا والكوليرا
وأضاف التقرير أن هناك ارتفاعًا في حالات الملاريا والأمراض المنقولة بالمياه، مع الإبلاغ عن تفشي الكوليرا في ثلاث ولايات على الأقل.
ويُفاقم من الأخطار أن الصراع أدى إلى خروج ما يقرب من 80% من المراكز الصحية عن الخدمة، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، مما أدى إلى شل النظام الصحي المتعثر بالفعل.
وفي الفاشر وحدها، تعرضت المرافق التي تدعمها منظمة أطباء بلا حدود للهجوم 12 مرة، ولا يزال هناك مستشفى عام واحد فقط يعمل جزئيًّا ويتمتع بالقدرة على إجراء العمليات الجراحية منذ اشتداد القتال في المدينة في مايو/أيار.
مناشدات للأطراف المعنية
وفي ختام تقريرها ناشدت أطباء بلا حدود الأطراف المتحاربة والدول التي لها نفوذ عليها، ضمان حماية المدنيين والعاملين في المجال الطبي والمرافق الطبية.
وطالبت السلطات المسؤولة على جانبي النزاع بتسهيل إجراءات السماح بتحركات المساعدات الإنسانية والأفراد عبر الحدود والولايات وخطوط المواجهة، وتوفير استجابات سريعة لذلك.