ماذا نعرف عن الضفة الغربية؟

الضفة الغربية (الجزيرة - أرشيف)

الضفة الغربية منطقة جغرافية مركزية في فلسطين، ظلت تحت سيطرة العرب بعد حرب عام 1948، وسُميت بهذا الاسم بعد إدماجها مع المملكة الأردنية بعد مبايعة مؤتمر أريحا الملك عبد الله على ضفتَي نهر الأردن، ثم قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بإعادة احتلالها عام 1967 حتى توقيع اتفاقيات أوسلو 1993.

أين تقع الضفة الغربية؟

تُعدّ الضفة الغربية أرضًا استراتيجية من الناحية الجغرافية، حيث يحدّها من الشمال الأردن، ومن الجنوب البحر الميت والنقب الفلسطيني، وتشمل جبال نابلس، وجبال القدس، وجبال الخليل، والشطر الغربي من غور الأردن، وتشكِّل نحو 21% من مساحة فلسطين الانتدابية، أي نحو 5.860 كيلو مترًا مربعًا، ويبلغ عدد سكانها نحو 3.5 ملايين نسمة.

تقع الضفة الغربية وسط شرقي فلسطين، وكانت جزءًا من فلسطين الذي لم تستولِ عليه إسرائيل في عام 1948، وتمت الوحدة بين الضفة الغربية والأردن بعد مؤتمر أريحا عام 1951، ولكن في عام 1967 أعادت إسرائيل احتلال الضفة الغربية والسيطرة عليها.

وتحيط بالضفة الغربية إسرائيل من الجهات جميعها، باستثناء الحدود الشرقية التي تفصلها عن الأردن.

سكان الضفة الغربية

بلغ عدد سكان الضفة الغربية عام 2023 بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني نحو 3.5 ملايين نسمة، بمعدل نمو وصل إلى 2.1%.

وتبلغ نسبة الأطفال (دون سن 14) حوالي 35.2% من المجموع الكلي للسكان، ونسبة الشباب (بين سن 15 و29) نحو 28.1% من المجموع الكلي، بينما تبلغ نسبة المسنين (أكثر من سن 60) حوالي 6.3%.

ويعتنق أكثر من 98% من سكان الضفة الغربية الإسلام على المذهب السني، أما المسيحيون (من مختلف الطوائف) فتبلغ نسبتهم نحو 1.37%.

وسكان الضفة خليط بين السكان الأصليين ولاجئي 1948، وقد حصل معظمهم حتى عام 1988 على الجنسية الأردنية، وبحسب اتفاقية أوسلو، وتأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية تولت إصدار جوازات السفر للفلسطينيين.

مدن الضفة الغربية

تشمل الضفة الغربية عددًا من المدن والمناطق الرئيسة، من بينها: القدس، طولكرم، قلقيلية، بيت جالا، بيت ساحور، أريحا، سلفيت، بيت لحم، جنين، نابلس، رام الله، البيرة، طوباس، الخليل، عتيل، يطا.

المعالم التاريخية في الضفة الغربية

لكل مدينة من الضفة الغربية معالم تاريخية بارزة، لها مكانتها في الوجدان الفلسطيني، ففي مدينة نابلس، التي تُعدّ مركز محافظة نابلس، وتضم 56 قرية وبلدة، من أهم الأماكن فيها جبل جرزيم، بئر يعقوب، قصبة نابلس، تل بلاطة، سبسطية، وادي الباذان.

وفي مدينة بيت لحم، وهي واحدة من أقدم المدن في العالم، واشتهرت بكونها مكان ميلاد النبي عيسى (عليه السلام)، بالإضافة لولادة الملك داوود فيها، ولها أهمية دينية كبيرة للمسيحيين، من أهم معالمها التاريخية: برك سيحان، قلعة البرك ” قلعة مراد”، دير الجنة المقفلة، عين أرطاس، تل الفريديس، وادي خريطون، آبار النبي داود، دير القديس ثيودوسيوس، دير مار سابا، دير مار إلياس.

وفي محافظة الخليل، التي يعود تاريخها إلى أكثر من 6 آلاف سنة قبل الميلاد، من أهم المعالم: الحرم الإبراهيمي، كنيسة المسكوبية، البلوطة، بركة السلطان، مشهد الأربعين، متحف الخليل، مقام فاطمة بنت الحسن (رضي الله عنها).

الضفة الغربية
الضفة الغربية (الجزيرة – أرشيف)

الضفة الغربية في مواجهة الاحتلال

في عام 1948، انسحبت بريطانيا من فلسطين، وفي اليوم نفسه، أعلن ديفيد بن غوريون قيام دولة إسرائيل، واشتعلت حرب عربية-إسرائيلية، شهدت هزيمة العرب عُرفت بـ”النكبة”، وهيمنت قوات الاحتلال على 78% من الأراضي الفلسطينية، وقامت بتهجير أكثر من 750 ألف فلسطيني.

وتم توقيع “اتفاقيات رودس” 1949، التي أنهت حرب 1948، ورسمت حدود الخط الأخضر الذي أصبح فاصلًا بين إسرائيل والضفة الغربية.

وفي عام 1951، تم توحيد الضفة الغربية والشرقية (الأردن) بعد مؤتمر أريحا، وأصبح أهل الضفة مواطنين أردنيين.

وفي حرب 1967، احتلت إسرائيل قطاع غزة والضفة الغربية، وأدت هذه النكسة إلى هجرة جديدة للفلسطينيين وصدور قرار مجلس الأمن (242) الذي يدعو إسرائيل للانسحاب من الأراضي المحتلة، وعودة اللاجئين.

الانتفاضة الأولى

في عام 1987 بدأت الانتفاضة الأولى أو “انتفاضة أطفال الحجارة”، واستمرت حتى عام 1993، وفي عام 1988، أعلن الملك الحسين بن طلال، فك الارتباط القانوني والإداري بين الضفة والأردن بناء على طلب منظمة التحرير الفلسطينية.

وفي أعقاب الانتفاضة الأولى، بدأت جهود لحل الصراع من خلال مفاوضات دولية، وفي عام 1991، عُقد “مؤتمر مدريد للسلام”، وتم توقيع اتفاقيات أوسلو بين عامَي 1993 و1995، ونصَّت على تشكيل السلطة الفلسطينية لإدارة شؤون الفلسطينيين وضبط أمنهم الداخلي في الضفة الغربية وقطاع غزة لمدة انتقالية.

تطور مساحة فلسطين في ظل الاحتلال الإسرائيلي
تطور مساحة فلسطين في ظل الاحتلال الإسرائيلي (وسائل إعلام فلسطينية)

تقسيم الضفة الغربية بعد اتفاقيات أوسلو

تم تقسيم الضفة الغربية بناء على اتفاقيات أوسلو إلى 3 مناطق رئيسة ومناطق فرعية عدة، على النحو التالي:

مناطق (أ) وتخضع للسلطة الفلسطينية بالكامل، وتمثل 18% من مساحة الضفة الغربية.

مناطق (ب) تتشارك فيها السلطة الفلسطينية والإسرائيليون إداريًا مع سيطرة أمنية إسرائيلية، وتمثل 18% من مساحة الضفة.

مناطق (ج) تخضع بالكامل للسيطرة الإسرائيلية بما فيها شؤون الأمن والتخطيط والبناء، وتمثل 60%.

مناطق أخرى تتنوع في وضعها القانوني، وتشمل محميات طبيعية ومناطق تخضع إداريًا للسلطة الفلسطينية، وأمنيًا للإسرائيليين، وأخرى غير مصنَّفة، وتُمثل 4% من مساحة الضفة.

وفي عام 1994، تولت السلطة الوطنية الفلسطينية إدارة مدن الضفة الغربية تدريجيًا، لكن لم تتمكن من السيطرة على كامل الأراضي بسبب توقف المفاوضات مع إسرائيل.

المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية

بعد الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000، ظهرت فكرة بناء جدار عازل لحماية المستوطنين، وبدأت إسرائيل بناء هذا الجدار عام 2002، وكان الهدف مزيدًا من قمع الشعب الفلسطيني وعزله، وإفقار اقتصادهم والسطو على مساحات واسعة من الأراضي التي تحت إشراف السلطة.

وتم تشييد أكثر من 700 حاجز ونقطة تفتيش على مساحة الضفة الغربية، مما فرض قيودًا إضافية على حركة الفلسطينيين.

وبلغ عدد المواقع الاستيطانية والقواعد العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية نهاية العام 2021 بحسب الإحصاءات الرسمية الفلسطينية 483 موقعًا، بواقع 151 مستوطنة و25 بؤرة مأهولة تم اعتبارها أحياء تابعة لمستوطنات قائمة، و163 بؤرة استيطانية، و144 موقعًا تشمل مناطق صناعية وسياحية وخدمية ومعسكرات لجيش الاحتلال.

وبحسب المصادر الرسمية الفلسطينية، بلغ عدد المستوطنين في الضفة الغربية نحو 750 ألفًا، وقد شهد العام 2022 زيادة كبيرة في وتيرة بناء المستوطنات الإسرائيلية وتوسيعها، حيث صادقت سلطات الاحتلال على نحو 83 مخططًا استيطانيًا، لبناء أكثر من 22 ألف وحدة استيطانية في أنحاء الضفة الغربية جميعها بما فيها القدس.

مخيمات الضفة الغربية

تضم الضفة الغربية حوالي 775 ألفًا من اللاجئين، و25% من هذا العدد يعيشون في 19 مخيمًا، ويعيش باقي اللاجئين في مدن الضفة وبلداتها، بحسب وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ومن أكبر مخيمات الضفة:

(1) مخيم بلاطة

يقع شرقي مدينة نابلس، ويعدّ أكبر مخيمات الضفة الغربية، وقد أسس في عام 1950، ويتجاوز عدد سكانه 25 ألف لاجئ، تنحدر أصولهم من نحو 60 قرية تابعة لمناطق اللد ويافا والرملة، فضلًا عن آخرين ينحدرون من أصول بدوية.

وقد أسست لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين في مخيم بلاطة في عام 1994، وتبلغ نسبة البطالة في المخيم حوالي 25% بحسب “الأونروا”.

(2) مخيم جنين

يقع المخيم ضمن حدود بلدية جنين، وأسس المخيم في عام 1953، وفي عام 2002، احتل الجيش الإسرائيلي مخيم جنين ودمّر أكثر من 400 منزل، وشرّد أكثر من ربع سكان المخيم.

وبحسب إحصاء أجري في 2021، يعيش في مخيم جنين حوالي 15 ألف لاجئ فلسطيني.

(3) مخيم نور شمس

يقع مخيم نور شمس في الشمال الغربي من الضفة الغربية، على مسافة حوالي 3 كيلو مترات من مدينة طول كرم.

وأنشئ المخيم في عام 1950، ويعيش فيه حوالي 10 آلاف لاجئ فلسطيني، حسب إحصاءات 2023.

(4) مخيم الفارعة

يقع جنوبي مدينة طوباس، على مسافة حوالي 17 كيلو مترًا إلى الشمال الشرقي من نابلس، وأسس عام 1949، وينحدر سكان مخيم الفارعة من نحو 30 قرية تابعة للمناطق الشمالية الشرقية من مدينة يافا.

ويعيش في مخيم الفارعة حوالي 8 آلاف لاجئ فلسطيني، ويعمل معظم سكان المخيم في قطاع الزراعة.

المصدر : الجزيرة مباشر + وسائل إعلام فلسطينية + وكالة الأنباء الفلسطينية

إعلان