مجموعة الأزمات الدولية: هكذا يمكن تجنب حرب إقليمية شاملة في الشرق الأوسط
نشرت مجموعة الأزمات الدولية عبر موقعها الرسمي تقريرًا بعنوان “التمسك بتجنب حرب إقليمية شاملة في الشرق الأوسط”، ذكرت فيه أن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، دفعت الشرق الأوسط إلى أكثر لحظاته خطرًا منذ سنوات.
وذكرت أنه وقبل يوم من عملية اغتيال هنية، قتلت إسرائيل قائدًا كبيرًا في حزب الله (فؤاد شكر) وعددًا آخر من المدنيين وأحد أفراد الحرس الثوري الإيراني، في ضاحية بيروت الجنوبية.
اقرأ أيضا
list of 4 items“نصيحة” من بايدن لإسرائيل بشأن احتمالية ضرب المنشآت النفطية الإيرانية
عام على الحرب الإسرائيلية على غزة.. تسلسل زمني لأبرز الأحداث
لأول مرة منذ بداية الحرب.. مقتل جنديين إسرائيليين وإصابة آخرين بجروح خطرة في هجوم من العراق
مؤشرات الرد الإيراني
ترى المجموعة أنه من الممكن العثور على مؤشرات على كيفية الرد الإيراني في الهجوم غير المسبوق الذي شنته في 13 إبريل/نيسان الماضي، عندما أطلقت أكثر من 300 صاروخ وطائرة مسيّرة على إسرائيل ردًا على قتل إسرائيل ضباط إيرانيين كبار في القنصلية الإيرانية بدمشق.
ونجحت الدفاعات الجوية الإسرائيلية-الأمريكية المشتركة في اعتراض جميع القذائف، باستثناء عدد قليل منها، قبل وصولها إلى أهدافها.
وتلك التي اخترقت الدفاعات الجوية أصابت شخصًا بجروح وتسببّت في أضرار طفيفة بقاعدة جوية إسرائيلية، لكن “هذه الحقيقة لا تثبت أن إيران غير قادرة على توجيه ضربة جديّة لإسرائيل”.
وأضاف التقرير: ثَمَّة ما يدفع إلى الاعتقاد بأن طهران أرادت توجيه رسالة دون حتى الاقتراب من أقصى درجات الضرر التي يمكن أن تحدثها في إبريل، فقد حذرت الولايات المتحدة وجيران إسرائيل العرب من أنها ستطلق قذائف صاروخية، وبذلك ساعدت فعليًا في الرد الدفاعي، رغم أن ذلك لا يعني على الإطلاق جعل العملية خالية من المخاطر”.
وتابع: هذه المرة، قد تشعر إيران بأن محاولة تحقيق الردع ستتطلب شن هجوم أكثر إيلامًا، وقد يعني هذا عدم توجيه تحذيرات كافية واستعمال ذخائر دقيقة، كما أن من المرجح أن تعمل بالتنسيق مع حلفائها في محور المقاومة، وهي شبكة شركاء طهران التي تشمل حزب الله في لبنان، والمقاتلين الحوثيين في اليمن، والمجموعات شبه العسكرية في العراق، إضافة إلى حماس.
ضوابط الرد الإيراني وقواعد الاشتباك
وذكر التقرير أن احتمال أن تُجرَّ أمريكا إلى حرب إقليمية كبرى قبل انعقاد مؤتمر تقديم مرشح الحزب الديمقراطي للرئاسة في 19 أغسطس/آب الجاري، وقبل أشهر فقط من الانتخابات الرئاسية، هو خيار غير جذاب على الإطلاق للرئيس جو بايدن، وقد يكون أقل جاذبية للمرشحة لخلافته، نائب الرئيس كامالا هاريس.
القيادة الإيرانية من جهتها تعرف أنه في حين أن طهران وحلفاءها يمكنهم أن يلحقوا ضررًا جديًا بالمصالح الإسرائيلية والأمريكية في الشرق الأوسط، فإنهم لا يستطيعون أن ينتصروا في مواجهة مباشرة مع أكبر قوتين عسكريتين في المنطقة والعالم، بحسب التقرير.
وذكر التقرير أنه علاوة على ذلك أظهر اللاعبون الرئيسيون أنهم يمتلكون أدوات رئيسية لإدارة أزمة من هذا النوع، إذ أظهرت تجربة إبريل أن الرسائل المباشرة بين الولايات المتحدة وإسرائيل مصحوبة بدبلوماسية نشطة في القنوات الخلفية بين الولايات المتحدة وإيران، يمكن أن تكون فعالة.
وكما كان يمكن لنتائج هجوم إيران في إبريل أن تكون أكثر سوءًا بكثير لو أن طهران لم تحذِّر منها مسبقًا، ولو لم تحضِّر إسرائيل وحلفاؤها دفاعًا قويًا وناجحًا على الأغلب استعدادًا لذلك، كما كان يمكن لإسرائيل أن ترد على نحو أكثر شراسة على وابل القذائف التي أطلقت عليها لو لم تنصحها إدارة بايدن بعدم القيام بذلك في محادثات مكثفة.
كيف يمكن تجنب الحرب الشاملة؟
يقول التقرير إنه ينبغي أن يعمل الطرفان من خلال جميع القنوات المناسبة لنقل الخطوط الحمراء بأوضح معنى ممكن في حال حدوث تبادل نيران بين إيران وإسرائيل.
ويضيف: لا شك في أن الولايات المتحدة ستساعد في الدفاع عن إسرائيل ضد أي هجوم قادم، لكن ينبغي عليها أن توضح أن أي ردٍ على ذلك الهجوم يجب أن يكون محسوباً بدقة، وأن إسرائيل لا تمتلك شيكًا على بياض لجرِّ الولايات المتحدة إلى أعمال قتالية متصاعدة قد تنجم عن ردٍ متهور.
وينبغي على الولايات المتحدة والوسطاء الآخرين أن يضاعفوا جهودهم لإيصال حرب غزة إلى وقف لإطلاق النار كان ينبغي التوصل إليه منذ وقت طويل، وهذه ضرورة إنسانية وأفضل طريقة لخفض حدة التوترات في المنطقة، وينبغي كذلك على الولايات المتحدة أن تنقل إلى مستوى مختلف من الضغط على إسرائيل للتوصل إلى الاتفاق، وَفق التقرير.