تقرير إسرائيلي: تفاصيل خطة “رابي–آيلاند” لتصفية الفلسطينيين في شمال غزة

ما مدى احتمالات التطبيق؟

جانب من مظاهر التدمير في قطاع غزة بسبب العدوان الإسرائيلي
جانب من مظاهر التدمير في قطاع غزة بسبب العدوان الإسرائيلي (الأناضول)

رغم أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت ما زالا صامتين بشأن الأهداف الحقيقية للعملية العسكرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة، فإن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزراء آخرين من أقصى اليمين، يفصحون عن هذه الأهداف علنًا.

وهنا يستشهدون ببرنامج اقترحه “منتدى قادة ومقاتلي الاحتياط”، الذي يتزعمه اللواء (احتياط) جيورا إيلاند، يقوم على إصدار أوامر إلى جميع سكان شمال غزة بمغادرة المنطقة، ثم فرض حصار كامل على المنطقة، بما في ذلك قطع جميع إمدادات المياه والغذاء والوقود، حتى يستسلم الذين بقوا أو يموتوا جوعًا.

مضمون خطة “رابي-آيلاند”

تتوافق الخطة مع اقتراح كتبه في يوليو/تموز عدد من الأكاديميين الإسرائيليين بعنوان “من نظام قاتل إلى مجتمع معتدل: تحويل وإعادة بناء غزة بعد حماس”، ووفقًا للخطة فإن “الهزيمة الكاملة” لحماس تشكل شرطًا مسبقًا لبدء عملية “نزع التطرف” من الفلسطينيين في غزة.

وزعم واضعو الخطة التي كشف عنها تقرير إخباري إسرائيلي أن “من المهم أن يكون لدى الجمهور الفلسطيني أيضا تصوّر واسع النطاق لهزيمة حماس”، وأضافوا “يمكن أن تبدأ “الإسعافات الأولية” في المناطق التي تم تطهيرها من حماس“.

وفي المواجهات الراهنة يقوم جنود الاحتلال بإطلاق النار عشوائيًّا على المدنيين الفلسطينيين الذين يحاولون النزوح ويقتلونهم، ويقولون “كل من لم يفرّ، حتى لو كان أعزلَ، كان في نظرنا إرهابيًّا. وكان ينبغي لنا أن نقتل كل من قتلناه”.

وبالتنسيق مع القادة الميدانيين، وبدون موافقة هيئة الأركان العامة تبدأ الحركة المتجددة لإعادة التوطين في غزة، التي كانت تنتظر على أهبة الاستعداد منذ شهور، في إنشاء أول مجتمعات جديدة في المناطق التي “طُهِرت” من الفلسطينيين.

سيناريو محتمل لكن ليس حتميًّا

يرى كاتب التقرير أنه ليس هناك ما يضمن أن يتحقق هذا السيناريو، فقد يفشل في عدة مراحل، وقد يعرب الجيش عن عدم اهتمامه بالاحتلال الكامل لقطاع غزة، أو إعادة تأسيس حكومة عسكرية هناك.

ويدرك الجيش أن مثل هذه العملية الواسعة النطاق قد تؤدي إلى مقتل الأسرى الباقين، كما حدث في رفح، ولا يريد أن يتحمل المسؤولية عن قتلهم. كما يخشى أن تؤدي مثل هذه العملية الواسعة النطاق في غزة إلى ردّ أقوى من جانب حزب الله، وبالتالي إلى حرب مكثفة على جبهتين، أو ربما أكثر.

موقف المجتمع الإسرائيلي من الخطة

يرى التقرير أن المجتمع الإسرائيلي قد يشكل عقبات أيضا أمام تنفيذ الخطة. وكما أثبتت المظاهرات الحاشدة التي شهدتها الأسابيع الأخيرة، فإن قطاعات كبيرة من الجمهور الإسرائيلي فقدت الثقة في وعود الحكومة بتحقيق “النصر الكامل” في غزة وفي أن “الضغط العسكري وحده هو الذي سيحرر الرهائن”.

ويبدو أن مئات الآلاف من الإسرائيليين، بقيادة عائلات الأسرى، يريدون ليس فقط رؤية ذويهم يعودون إلى ديارهم، بل أيضا ترك الحرب وراءهم. وربما يرفض مئات الآلاف من المتظاهرين خطة رابي-إيلاند، التي من المؤكد أنها ستطيل أمد الحرب في غزة وربما تقضي على عودة الأسرى الباقين.

احتمالات التطبيق

إن السيناريو المطروح في خطة رابي-إيلاند ليس مستبعدًا، وفق التقرير، فمنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، خضع المجتمع الإسرائيلي لعملية متسارعة من نزع الصفة الإنسانية عن الفلسطينيين، ومن الصعب أن نتصور الجيش يرفض بشكل جماعي تنفيذ مثل هذه الحملة الإبادية، وخاصة إذا تم تقديمها على مراحل، يتم فيها أولًا إجبار معظم السكان على الرحيل، ثم فرض الحصار، وبعد ذلك القضاء على من بقي منهم.

ففي ظل “المنطق المشوه” الذي يحكم السياسة الإسرائيلية اتجاه الفلسطينيين، فإن الطريقة الوحيدة لاستعادة “الردع” بعد الإذلال العسكري في السابع من أكتوبر هي سحق الفلسطينيين كلّيًّا، بما في ذلك مدنهم ومؤسساتهم.

وبصرف النظر عما قد يحدث على مدى الأشهر المقبلة، فإن طرح المقترحات العلنية لتجويع وإبادة مئات الآلاف من الناس للنقاش يوضح على وجه التحديد أين يقف المجتمع الإسرائيلي اليوم.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع إسرائيلية

إعلان