واشنطن بوست: بوتين يبحث عن بدائل للسلاح النووي دفاعا عن خطوطه الحمر
حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن الموافقة الغربية على قيام أوكرانيا بضربة عميقة داخل روسيا تعني أن موسكو في حالة حرب مع حلف شمال الأطلسي.
دفع هذا التحذير القادة الروس إلى التلويح بالسلاح النووي، إذ حذّر رئيس مجلس النواب الروسي فياتشيسلاف فولودين، من أن توجيه ضربات إلى روسيا من شأنه أن يؤدي إلى حرب بالأسلحة النووية، وذكّر البرلمان الأوروبي بأن مقره في ستراسبورغ يقع على مسافة 3 دقائق فقط بالطائرة من صاروخ باليستي عابر للقارات روسي.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsألغام مضادة للأفراد.. واشنطن تزود أوكرانيا بسلاح جديد وعشرات المسيَّرات تضرب روسيا
أبرز ردود الفعل بعد إعلان بوتين تعديل عقيدة روسيا في استخدام السلاح النووي
ما قدرات صواريخ “أتاكمز” الأمريكية التي قد تستخدمها أوكرانيا ضد روسيا؟
ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عن محللين ومسؤولين روس أن بوتين يبحث عن رد أكثر دقة ومحدودية على السماح للغرب في أوكرانيا باستخدام صواريخ أطول مدى لضرب روسيا.
وقال مسؤول روسي للصحيفة: “لقد شهدنا فيضًا من التهديدات النووية، وهناك بالفعل حصانة ضد مثل هذه التصريحات، وهي لا تخيف أحدًا”.
ووصف الخيار النووي بأنه “الأقل احتمالًا” من بين السيناريوهات، “لأن من شأنه أن يؤدي إلى استياء شركاء روسيا في الجنوب العالمي، ولأنه من الواضح، من وجهة نظر عسكرية، ليس فعالًا للغاية”.
وأضاف “كل هذه المناقشات حول العتبة النووية تُبالغ في تقدير التهديد الذي يشكله هذا النوع من التصعيد وتقلل من تقدير احتمالات الخيارات البديلة، وبما أن الغرب يمتلك بنية تحتية عسكرية عالمية فمن الممكن العثور على الكثير من النقاط الضعيفة”.
خطوط بوتين الحمر
وتقول تاتيانا ستانوفايا، مؤسسة شركة الاستشارات السياسية “آر بوليتيك” ومقرها فرنسا، إن بوتين يبحث في مجموعة من الخيارات لردع الدعم الغربي لأوكرانيا، ومحاولة فرض خطوطه الحمر.
وتضيف: “هناك خيارات لا يريد نشرها، وهناك خيارات مستعد لمراجعتها اليوم”، ويرى أن الأسلحة النووية هي “الخيار الأسوأ للجميع بما في ذلك لنفسه”.
وقالت إن اتخاذ إجراءات نووية أو شن هجوم مباشر على أراضي حلف شمال الأطلسي لن يتم النظر فيه إلا إذا “شعر بوتين بوجود تهديد لوجود روسيا في شكلها الحالي، عندما يرى أنه لا يوجد مخرج آخر”، وأضافت: “في مثل هذا الوضع، يتعين على الغرب أن يذهب إلى أبعد بكثير مما يناقشه الآن”.
ومنذ غزوها لأوكرانيا عام 2022، حذّرت روسيا من قيام الغرب بتزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة حديثة مثل طائرات “إف-16” ودبابات القتال الرئيسة والصواريخ، ولكن حدث ذلك كله في النهاية.
خيارات بوتين البديلة
يقول لورانس فريدمان، الأستاذ الفخري لدراسات الحرب في كينغز كوليدج بلندن “قد تختار موسكو الرد بعمليات تخريبية ضد أهداف عسكرية أو غيرها من البنى التحتية في الغرب حيث قد يكون من الصعب إثبات مشاركة روسيا، وقد تلجأ أيضًا إلى مجموعات بالوكالة تقاتل بالفعل ضد المصالح الغربية، مثل مليشيا الحوثي في اليمن التي كانت تهاجم الشحن في البحر الأحمر”.
وأضاف فريدمان “إنه لا يريد أن يتحول إلى أي شيء دراماتيكي أو جذري، بمعنى القتال النووي أو المباشر بين قواتنا وقواته، لكن [هذا] لا يعني أنه لا يوجد شيء خطير يحدث”.
وقال سيرغي ماركوف، المحلل السياسي المرتبط بالكرملين، إن هناك إدراكًا متزايدًا في صفوف الجيش الروسي بأن “روسيا أفسدت الغرب، وأننا تحدثنا كثيرًا عن الخطوط الحمر ولكننا لم نفعل شيئًا، وفي مرحلة ما، سوف نضطر إلى التصعيد”.
واقترح ماركوف أن تشمل الردود المحتملة إغلاق السفارة البريطانية في موسكو وشن هجمات على القواعد الجوية في بولندا ورومانيا حيث تتمركز طائرات “إف-16” التي تنشرها أوكرانيا، وقال: “بما أن روسيا متأكدة من أن الضربات على موسكو ستحدث في مرحلة ما، فإننا بحاجة إلى توجيه الضربة أولًا”.
ورغم أن ستانوفايا رفضت أي ضربات على قواعد جوية تابعة لحلف شمال الأطلسي باعتبارها غير محتملة ولا يمكن اللجوء إليها إلا في حالة اليأس، فإنها أكدت أن الخطاب النووي له فوائده.
تهديدات بوتين والانتخابات الأمريكية
زعم ماركوف أن بوتين قد يسعى إلى زيادة التهديد واستخدام “الورقة الذهبية” من خلال التصعيد قبل الانتخابات الأمريكية، وأضاف: “إذا صعَّد بوتين، فإن الولايات المتحدة ستخشى الحرب النووية وسيفوز ترامب”.
وأشار فريدمان إلى أن التهديدات النووية التي أطلقها بوتين كانت غامضة، وهذا كان متعمدًا لزيادة الشعور بالخطر “إنه يسمح لنا بتفسير ما نريده، والناس يفسرون الأسوأ”.
لكن مع تراجع فاعلية هذا النهج، كما تقول ستانوفايا، لم يكتشف بوتين بعد ما الذي يمكن أن يحل محله؟ ويتزايد عدم اليقين لأنه “لا أحد يفهم” الاستجابات التي سيختارها بوتين في نهاية المطاف، وقالت “أعتقد أن بوتين لا يفهم أيضًا”.