نيويورك تايمز: كيف تحافظ إيران على “حلفائها” وتتجنب الحرب الشاملة؟
نشرت صحيفة (نيويورك تايمز) تقريرًا أعدّه ستيفن إيرلانجر -الذي غطى الثورة الإيرانية في عامي 1978 و1979- جاء فيه أن إيران ترفض حتى الآن السقوط فيما أسمته “الفخ الإسرائيلي” بجرها إلى حرب إقليمية أكبر، لا يريدها المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي.
ووفقا للتقرير المنشور الأربعاء، فإن حرب إسرائيل ضد حزب الله والعدوان الواسع الأخير على جنوب لبنان يُشكل إحراجًا آخر لإيران ورئيسها الجديد، إذ تزيد الضغوط عليه للرد على إسرائيل للدفاع عن حليف مهم.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsغانتس وآيزنكوت يهاجمان نتنياهو: محور فيلادلفيا لا يشكل تهديدًا وجوديًا لإسرائيل (فيديو)
عباس عراقجي.. تعرف على وزير الخارجية الإيراني الجديد
حملة ترامب: تعرضنا لاختراق نفذته إيران
وتشير الصحيفة إلى أن الحرب على لبنان، تأتي في الوقت الذي يزور فيه الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان الأمم المتحدة، “ويحاول تقديم وجه أكثر اعتدالاً للعالم، كما يلتقي دبلوماسيين أوروبيين على أمل استئناف المحادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني، وهو ما قد يؤدي إلى تخفيف العقوبات المفروضة على الاقتصاد الإيراني”.
وتنقل الصحيفة عن بزشكيان قوله إن إسرائيل تسعى إلى إيقاع بلاده في فخ حرب أوسع نطاقاً، وإشارته إلى “إسرائيل تسعى إلى خلق هذا الصراع الشامل، إنهم يجروننا إلى نقطة لا نرغب في الوصول إليها”.
“معضلات” إيران
يشير التقرير إلى أن إيران تسعى إلى استعادة الردع ضد إسرائيل مع تجنب حرب شاملة بين الطرفين من شأنها أن تجر الولايات المتحدة إلى التدخل، “وبالتالي تتعرض إيران إلى تدمير مباشر في الداخل”.
كما تريد إيران في ذات الوقت، وفقا للصحيفة، “الحفاظ على حلفائها الذين يوفرون الدفاع المتقدم ضد إسرائيل مثل حزب الله، وحماس في فلسطين، والحوثيين في اليمن، دون الدخول في معركة نيابة عنهم”.
ويقول التقرير إن إيران تسعى إلى رفع بعض العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من خلال تجديد المفاوضات النووية مع الغرب، مع الحفاظ على علاقاتها العسكرية والتجارية الوثيقة مع خصوم واشنطن الرئيسيين، روسيا والصين.
تداعيات “طوفان الأقصى”
وتقول الصحيفة “أدت عملية طوفان الأقصى التي شنتها حماس ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى إبراز دور إيران في المقدمة، واغتنمت إسرائيل الفرصة لتدمير أو تقليص دور ونفوذ حلفاء إيران، حماس على حدودها الجنوبية وحزب الله على حدودها الشمالية”.
وفي الوقت نفسه واصلت إسرائيل حربها السرية ضد إيران، كما تقول الصحيفة، “فقتلت ضباطا كبارا في هجوم صاروخي على القنصلية الإيرانية في دمشق في 1 إبريل/نيسان الماضي، ثم تبادلت إسرائيل وإيران الضربات على أراضي كل منهما يومي 14 و15 إبريل الماضي، ثم اغتالت أحد كبار قادة حزب الله فؤاد شكر، واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية حماس إسماعيل هنية في العاصمة طهران”.
يأتي ذلك، قبل أن تنفّذ تفجيرات واسعة ضد أجهزة اتصالات لا سلكية لأنصار حزب الله في لبنان، أعقبتها بإطلاق وابل من الصواريخ والقنابل أسفر عن ارتقاء مئات الشهداء وآلاف الجرحى في لبنان.
خطاب بزشكيان أمام الأمم المتحدة
وفي خطاب قصير ألقاه، الثلاثاء، أمام الأمم المتحدة، اتهم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إسرائيل بالهمجية ووصف الحركات المقاومة بالمقاتلين من أجل الحرية، لكنه تحدث أيضا عن “عصر جديد” وتعهد بالقيام “بدور بنّاء”، وقال إن إيران مستعدة لإعادة التواصل مع الغرب بشأن القضية النووية.
وتقول الصحيفة إنه “يُنظر إلى بزشكيان على أنه معتدل في النظام الإيراني، ويُعتبر فوزه في الانتخابات الرئاسية هذا العام علامة على أن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي يريد الحد من التوترات داخل إيران التي انفجرت عام 2022”.
ووفقا لنيويورك تايمز، يحاول بزيشكيان تقديم حكومته على أنها معتدلة وعملية ومنفتحة على الدبلوماسية، “لكن التوقيت يشهد العديد من التعقيدات، مع اقتراب الانتخابات الأمريكية وربما تكون هذه هي الفرصة الأخيرة للتواصل مع إدارة بايدن قبل الانتخابات”.