حسن نصر الله.. مسيرة زعيم حزب الله من التأسيس إلى إعلان اغتياله
مسيرة طويلة مليئة بالاشتباكات العسكرية مع إسرائيل
حسن نصر الله، الأمين العام الثالث لحزب الله اللبناني، تولى منصبه يوم 16 فبراير/شباط 1992 خلفا للأمين العام السابق عباس موسوي، الذي اغتالته إسرائيل بإطلاق صاروخ على موكبه.
لُقب بـ”سيد المقاومة” نظرا لدور حزبه في تحرير جنوب لبنان عام 2000 من الاحتلال الإسرائيلي الذي استمر لمدة 22 عاما، ثم في مواجهة إسرائيل في حرب يوليو/تموز 2006، ثم مواقفه الداعمة للمقاومة الفلسطينية بعد عملية “طوفان الأقصى”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsإصابة منزل في صفد ومقبرة في حيفا.. حزب الله يطلق عشرات الصواريخ على شمالي إسرائيل (فيديو)
زعيم المعارضة الإسرائيلية يكشف عن اتفاق مع أمريكا قبل اغتيال نصر الله
قتيلان وإصابات خطرة في كريات شمونة وحيفا.. حزب الله يمطر شمالي إسرائيل بعشرات الصواريخ (فيديو)
مولد ونشأة حسن نصر الله
ولد حسن نصر الله في 31 أغسطس/آب 1960 في بلدة البازورية جنوب لبنان، والده عبد الكريم نصر الله، وهو الابن البكر من بين ثلاثة أشقاء وخمس شقيقات.
قتل الجيش الإسرائيلي ابنه الأكبر هادي سنة 1997 في مواجهات في منطقة جبل الرفيع بجنوب لبنان، وبقي جثمانه محتجزا إلى أن استُعيد عام 1998 ضمن 40 جثة لشهداء لبنانيين وأسرى في عملية تبادل مع إسرائيل.
دراسة حسن نصر الله
تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة “الكفاح” الخاصة في حي الكرنتينا بالضاحية الشرقية لبيروت، وتابع دراسته المتوسطة في مدرسة “الثانوية التربوية” في منطقة سن الفيل، وعادت عائلته إلى البازورية عند اندلاع الحرب الأهلية في لبنان عام 1975، وفيها واصل تعليمه في المرحلة الثانوية.
التحق بالحوزة العلمية في مدينة النجف في العراق عام 1976 وكان عمره 16 عاما، وبدأ مرحلة الدراسة الدينية، وفيها تعرف على عباس موسوي، الذي أصبح لاحقًا الأمين العام لحزب الله، وأشرف على تعليمه وتكوينه.
التحق بحوزة الإمام المنتظر في بعلبك، وهي مدرسة دينية أسسها الموسوي تعتمد المناهج ذاتها المتبعة في مدرسة النجف، وسافر في نهاية الثمانينيات إلى إيران لمواصلة تعليمه الديني في مدينة قم، وعاد بعد سنة إلى لبنان.
التجربة السياسية والتنظيمية
انضم إلى حركة أمل خلال مرحلة دراسته الثانوية، وعُين مسؤولًا تنظيميًا للحركة في بلدة البازورية، وبعد عودته من الدراسة في العراق استأنف نشاطه السياسي والتنظيمي في الحركة، وعُين سنة 1979 مسؤولًا سياسيًا لمنطقة البقاع وعضوًا في المكتب السياسي.
انسحب من حركة أمل مع مجموعة كبيرة من المسؤولين عام 1982 إثر خلافات مع القيادات السياسية حول كيفية مواجهة الاجتياح الإسرائيلي للبنان.
حسن نصر الله وتأسيس حزب الله
شارك حسن نصر الله في تأسيس حزب الله وانضم إليه عام 1982، عندما كان بعمر 22 سنة، وانحصرت مسؤولياته الأولى بالتعبئة وإنشاء الخلايا العسكرية، وتولّى لاحقًا منصب نائب مسؤول منطقة بيروت، ثم أصبح مسؤولًا عليها.
استُحدث منصب المسؤول التنفيذي العام، وقد شغله نصر الله أيضًا وأصبح بذلك عضوًا في مجلس الشورى، وهو أعلى هيئة قيادية ضمن حزب الله.
عام 1985 انتقل إلى بيروت وتولى مهمة نائب مسؤول المنطقة، وواصل الصعود في سلم المسؤوليات إلى أن أصبح مسؤول المدينة، ثم المسؤول التنفيذي العام المكلف بتطبيق قرارات مجلس الشورى، إلى أن انتخب أمينا عاما للحزب عام 1992.
حسن نصر الله وزعامة حزب الله
في 16 فبراير 1992، انتُخب أمينًا عامًا للحزب خلفًا لعباس الموسوي الذي اغتالته إسرائيل، ومع توليه الزعامة نفذ الحزب عمليات عسكرية نوعية ضد إسرائيل، انتهت بانسحابها من جنوب لبنان عام 2000 بعد احتلال استمر 22 عاما.
عام 2004 كان لنصر الله دور أساسي في عملية تبادل الأسرى بين الحزب وإسرائيل، ووصفت هذه العملية بأنها أكبر صفقات تبادل الأسرى بين الطرفين، إذ لم يُحرّر أسرى من لبنان فقط، بل شملت الصفقة مئات الأسرى من جنسيات عربية أخرى سورية وليبية ومغربية وفلسطينية.
وزادت شعبيته في حرب يوليو/تموز 2006، التي استمرت 33 يومًا وتعرضت فيها إسرائيل لخسائر فادحة واضطرت للانسحاب من جنوب لبنان دون تحقيق أهدافها.
واكتسب حسن نصر الله خلال هذه الحروب والمواجهات العسكرية مع إسرائيل سمعة كبيرة وشعبية واسعة في العالم العربي والإسلامي، وارتبط اسمه بمقاومة إسرائيل ومناهضة النفوذ الغربي في الشرق الأوسط.
حسن نصر الله وطوفان الأقصى
منذ اندلاع طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 انخرط حزب الله في المعركة في اليوم الموالي عبر قصف مزارع شبعا فيما اعتبر رسالة تضامن مع المقاومة الفلسطينية في غزة.
وشهدت الحدود الإسرائيلية اللبنانية مواجهات وتبادلا للقصف بين الجيش الإسرائيلي من جهة وحزب الله وفصائل فلسطينية من جهة أخرى.
وبعد أسابيع من المواجهات العسكرية، ظهر حسن نصر الله في أول خطاب له في 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 أكد فيه أن عملية طوفان الأقصى كانت بقرار وتنفيذ فلسطيني.
وأكد أن جبهة لبنان التي فتحها حزب الله هي “جبهة إسناد وتضامن”، وأن الحرب في الأساس في غزة، مشيرا إلى أن الجبهة مفتوحة والتطورات متغيرة والخيارات مفتوحة.
وفي خطبه التالية أكد أن التصعيد على جبهة الجنوب لن يتوقف قبل وقف الهجوم على قطاع غزة.
اغتيال حسن نصر الله
استهدفت قوات الاحتلال، في 27 سبتمبر/أيلول 2024، مقر القيادة المركزية لحزب الله في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، وأدت الغارات إلى تدمير ستة أبنية”، في هجمات تعدّ الأعنف على معقل الحزب منذ الحرب التي خاضها والدولة العبرية صيف 2006.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن المستهدف الأول من هذه الهجمات هو أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، في الوقت الذي أعلنت فيه وكالة تسنيم الإيرانية أن نصر الله في موقع آمن، ولم يتعرض للاغتيال.
وفي اليوم التالي، أعلن الجيش الإسرائيلي رسميًا اغتيال نصر الله، وفي وقت لاحق من اليوم ذاته أكد حزب الله “استشهاده”.