“أهلنا وجزء من شعبنا”.. لاجئون فلسطينيون يستضيفون نازحين لبنانيين (فيديو)

فتح مئات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وتحديدا في مدينة صيدا ومنطقتها أبواب منازلهم لإيواء النازحين اللبنانيين، الذين فروا من الغارات الجوية التي طالت الأحياء السكنية في بلداتهم وقراهم الجنوبية، في إطار العدوان الإسرائيلي المفتوح، وذلك في مبادرات فردية وجماعية تعبر عن روح الأخوة التي تجمع الشعبين الفلسطيني واللبناني.

نازحون لبنانيون بعد العدوان الإسرائيلي على الضاحية
نازحون لبنانيون بعد العدوان الإسرائيلي على الضاحية (الجزيرة مباشر)

وتقاسم اللاجئون الفلسطينيون والنازحون اللبنانيون غرف السكن والغذاء المتاح، على الرغم من قلة الإمكانيات المالية والأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعيشها لبنان منذ سنوات، وانعكست بشكل مضاعف على أبناء المخيمات.

وشكّلت منطقة “سيروب” المحاذية لمخيم عين الحلوة نموذجًا لهذه المبادرات الفردية والجماعية، إذ خصّص فلسطينيون مركزًا لإيواء العائلات اللبنانية النازحة في مدرسة “درب السيم” الرسمية.

طفل لبناني بين النازحين بسبب الهجمات الإسرائيلية
طفل لبناني بين النازحين بسبب الهجمات الإسرائيلية (الجزيرة مباشر)

واستضافت عائلات فلسطينية العائلات اللبنانية في بيوتها، وبعضها فتحت لها منازل تملكها، وأسهمت في تأمين الطعام والشراب والاحتياجات الضرورية لها.

ومن داخل مركز الإيواء في سيروب، يروي محمد بارود الذي نزح من النبطية، تفاصيل ما تعرض له للجزيرة مباشر، قائلا: “لقد شاهدنا القصف بأم العين وباتت الغارات بالقرب منا، لا تبعد أكثر من 300 أو 400 متر”.

وتابع “اتصلنا ببعضنا بعضا وتجمعنا معًا من أجل النزوح بعيدًا، الناس اضطرت إلى السير على الأقدام، بينما نحن وجدنا حافلة وانتقلنا بها إلى صيدا، في البداية، نمنا في الشارع ليلا، ثم انتقلنا إلى مركز درب السيم”.

نازحون لبنانيون في مخيمات لجوء الفلسطينيين
نازحون لبنانيون في مخيمات لجوء الفلسطينيين (الجزيرة مباشر)

وتحدثت السيدة ياسنة مسلم، مؤكدة أنها اضطرت إلى ترك منزلها في بلدة القصيبة في قضاء النبطية، وتقول “لم أكن أحب الهجرة لأنها فيها عزارة ومناقرة (بهدلة)”، قبل أن تضيف “لقد بقينا في البيت وحدنا إلى أن جاء القصف فوق رأسنا فغادرنا”.

وأضافت أنها تعرضت للخطر أثناء رحلة النزوح “عند وصولنا إلى منطقة دير الزهراني، قصفت إسرائيل سيارة أمامنا، ما دفع زوجي لزيادة السرعة قدر المستطاع وسط رفع الدعاء إلى الله”.

وأشارت إلى “حسن استقبال شباب سيروب لنا، حيث قدموا لنا الطعام والشراب وكل ما نحتاجه وإن شاء الله نرجع إلى بلدتنا بخير عافية”.

وقالت السيدة ناديا عسيلي التي نزحت من بلدة السكسكية في قضاء صيدا “لم نكن نرغب بمغادرة بيوتنا، ولكننا اضطررنا لذلك، ولا أعرف ماذا أقول. وكل شخص أو جمعية يسهم في إيواء النازحين يُعد من المقاومة”.

أطفال لبنانيون نازحون من الجنوب بسبب العدوان الإسرائيلي
أطفال لبنانيون نازحون من الجنوب بسبب العدوان الإسرائيلي (الجزيرة مباشر)

مبادرات فردية

تقول مريم مصطفى التي نزحت من منطقة المصيلح في النبطية “نزحنا بسبب الغارات الإسرائيلية، لم نجد مكانا فلجأنا إلى أقاربنا ففتحوا لنا منزلهم، نحن أبناء فلسطين ولبنان بلد واحد، ولم يقصروا معنا أبدًا”.

ومن جانبه أكد اللاجئ الفلسطيني كامل حجير، الذي فتح بيته للنازحين اللبنانيين، أنه أراد أن يبادل الوفاء بالمثل ويًعبر عن التضامن بطريقته الخاصة، موضحًا “نحن كشعب فلسطيني استضفنا أهلنا في الجنوب الذين وقفوا معنا في غزة، وهذا أقل الواجب، هؤلاء هم أهلنا وجزء من شعبنا ولن نتخلى عنهم”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان