عبد المجيد تبون.. من ملاحقة الاستعمار لأسرته إلى رئاسة الجمهورية

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (رويترز)

في الخامس من يوليو/تموز 1962 أعلنت الجزائر استقلالها بعد 132 عاما من الاستعمار الفرنسي وبعد حرب تحرير دامية استمرت نحو ثماني سنوات، وفي سبتمبر/أيلول 1963، أصبح الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أحمد بن بلة الأمين أول رئيس للجزائر بعد الاستقلال.

وخلفه هواري بومدين، ثم الشاذلي بن جديد، اليامين زروال، وعبد العزيز بوتفليقة، وصولاً إلى انتخابات 12 ديسمبر/كانون الأول 2019، والتي فاز فيها عبد المجيد تبون برئاسة الجمهورية بنسبة 58%، ليكون السادس في قائمة رؤساء الجمهورية في الجزائر.

والأحد، أعلنت السلطة الوطنية للانتخابات في الجزائر فوز الرئيس عبد المجيد تبون بفترة رئاسية ثانية بعد حصوله على 94.65% من الأصوات.

المولد والنشأة

ولد عبد المجيد تبون في 17 نوفمبر/تشرين الثاني 1945 بولاية النعامة غربي الجزائر، وينحدر من أب أمازيغي من بلدية بوسمغون بولاية البيض، وأم عربية من الولاية نفسها، وبعد ثمانية أشهر بعد ولادته، تنقلت عائلته من ولاية النعامة للعيش في ولاية سيدي بلعباس بسبب مضايقات المستعمر الفرنسي ضد والده بسبب إلى انتمائه إلى جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.

بدأ عبد المجيد تبون مسيرته الدراسية بالمدرسة الابتدائية “أفيونس” بولاية سيدي بلعباس، ثم المدرسة الحرة للأئمة، وفي عام 1953، وبعد حادث عائلي، قام والد عبد المجيد تبون بإرساله إلى منطقة البيض، للعيش عند خاله لمواصلة الدراسة في الطور الابتدائي.

التكوين العلمي

تمكن عبد المجيد تبون من إتمام دراسته في الطور الابتدائي واجتياز امتحان مسابقة الطور المتوسط (السنة السادسة) سنة 1957، بعدها درس في الثانوية الجهوية (الإسلامية الفرنسية) المعروفة باسم “المدّرسة” ثم في ثانوية بن زرجب.

وتحصل سنة 1965 على شهادة البكالوريا (الثانوية العامة) وتقدم لاجتياز مسابقة الدخول إلى المدرسة الوطنية للإدارة، الدفعة الثانية المسماة باسم “دفعة الشهيد البطل العربي بن مهيدي” من بين 600 مترشح، كان عبد المجيد تبون من بين 37 مترشحا فقط الذين فازوا بالمسابقة.

تخرج من المدرسة الوطنية للإدارة سنة 1969، تخصص اقتصاد ومالية، وبعدها انخرط في المجال السياسي، وبدأ يتنقل بين المناصب الإدارية في الحكومة الجزائرية.

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (غيتي)

المسيرة السياسية

بدأ عبد المجيد تبون مساره المهني من عاصمة ولاية بشار، التي كانت تسمى آنذاك بالساورة وتضم كل من بشار، تندوف وأدرار. وبعد أدائه لواجب الخدمة الوطنية بين عامي 1969 و1971، واصل مسيرته المهنية فبدأ إداريا، ثم أميناً عاماً بولاية الجلفة عام 1974، بعدها تم تحويله سنة 1976 في المنصب نفسه إلى ولاية أدرار، بعدها إلى ولاية باتنة سنة 1977، ثم إلى ولاية المسيلة سنة 1982.

ثم عُـيّن واليا على ولاية أدرار سنة 1983، وولاية تيارت سنة 1984، وولاية تيزي أوزو سنة 1989، وفي عام 1991 التحق عبد المجيد تبون بحكومة سيد أحمد غزالي كوزير منتدب مكلفا بالجماعات المحلية، وترك الحكومة سنة 1992، واستقر وعائلته سنة 1994 بولاية أدرار.

في عام 1999 تم استدعاؤه مجددا للحكومة، وشغل منصب وزير الاتصال والثقافة، ثم وزيرا منتدبا مُكلفا بالجماعات المحلية للمرة الثانية، حتى تم تعيينه عام 2001 وزيرا للسكن والعمران إلى غاية 2002.

وفي عام 2012 استدعي إلى منصب وزير السكن والعمران والمدينة، وتولى منصب وزير التجارة بالنيابة سنة 2017، وفي 24 مايو/ أيار 2017 تم تنصيبه وزيرا أول (رئيس الوزراء)، حيث عينه الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة خلفًا لعبد المالك سلال، ولكنه أُقيل منه في 15 أغسطس/آب من العام نفسه.

عبد المجيد تبون وانتخابات 2019 و2024

بعد أشهر من الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها الجزائر وأدت لاستقالة بوتفليقة، أعلنت هيئة الانتخابات الجزائرية في ديسمبر/كانون الأول 2019 فوز تبون بالانتخابات الرئاسية، التي بلغت نسبة المشاركة فيها 41.14%.

وفي مارس/آذار 2024 أعلن تبون إجراء انتخابات رئاسية في سبتمبر/أيلول 2024، وأعلن في 18 يوليو/تموز 2024 ترشحه لولاية ثانية، وقررت المحكمة الدستورية، في 31 يوليو/تموز الماضي، اعتماد قائمة نهائية يتنافس فيها 3 مترشحين هم: أوشيش يوسف عن حزب جبهة القوى الاشتراكية، وعبد المجيد تبون مترشح حر، وحساني شريف عبد العالي عن حركة مجتمع السلم.

سلطات وصلاحيات رئيس الجمهورية في الجزائر

ينص الدستور الجزائري على عدد من السلطات والصلاحيات الخاصة برئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني.

حيث تنص المادة (91) يضطلع رئيس الجمهوريّة، بالإضافة إلى السّلطات الّتي تخـوّلها إيّاه صراحة أحكام أخرى في الدّستور، بالسّلطات والصّلاحيّات الآتي:

هو القائد الأعلى للقوّات المسلّحة للجمهوريّة، ويتولّى مسؤوليّة الدّفاع الوطنيّ، يقرر إرسال وحدات من الجيش الوطني الشعبي إلى خارج الوطن بعد مصادقة البرلمان بأغلبية ثلثي (2/٣) أعضاء كل غرفة من غرفتي البرلمان، يقرّر السّياسة الخارجيّة للأمّة ويوجّهها.

كما يرأس مجلس الوزراء، يعيّن الوزير الأول أو رئيس الحكومة، حسب الحالة، وينهي مهامه، يتولى السلطة التنظيمية، يوقّع المراسيم الرّئاسيّة، وله حقّ إصدار العفو وحقّ تخفيض العقوبات أو استبدالها.

يمكنه أن يستشير الشّعب في كلّ قضيّة ذات أهمّيّة وطنيّة عن طريق الاستفتاء، يستدعي الهيئة الناخبة، يمكن أن يقرر إجراء انتخابات رئاسية مسبقة، ويبرم المعاهدات الدّوليّة ويصادق عليها، ويسلّم أوسمة الدّولة ونياشينها وشهاداتها التّشريفيّة.

وتنص المادة (92) على أن رئيس الجمهوريّة يعين الوظائف والمهامّ المنصوص عليها في الدّستور، الوظائف المدنيّة والعسكريّة في الدّولة، التّعيينات الّتي تتمّ في مجلس الوزراء باقتراح من الوزير الأول أو رئيس الحكومة، حسب الحالة.

كما يعين الرئيس الأول للمحكمة العليا، ورئيس مجلس الدّولة، والأمين العام للحكومة، ومحافظ بنك الجزائر، والقضاة، ومسؤولي أجهزة الأمن، والولاة، والأعضاء المسيّرين لسلطات الضبط

المصدر : الجزيرة مباشر + وسائل إعلام جزائرية

إعلان