جسر الملك حسين.. معبر اللنبي.. معبر الكرامة: 3 أسماء لمعبر واحد بين الأردن وإسرائيل
شهد معبر جسر الملك حسين على الحدود الأردنية مع إسرائيل إطلاق سائق شاحنة أردني النار على أفراد أمن المعبر الإسرائيليين، مما أسفر عن مقتل 3 منهم واستشهاد المُنفذ.
ويربط جسر الملك حسين بين الضفة الغربية والمملكة الأردنية، ويمر فوق نهر الأردن، ويبعد عن العاصمة الأردنية عمّان نحو 60 كيلومترًا وعن مدينة أريحا نحو 5 كيلومترات، ويُستخدم معبرًا حدوديًّا بين المملكة الأردنية والضفة الغربية.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsبالتزامن مع كلمة أبو عبيدة.. القسام تقتل وتقنص جنودًا إسرائيليين وتدك مواقع عسكرية في نتساريم
القسام تفجر منزلًا بقوة إسرائيلية من 10 جنود في جباليا
“عملية مركبة”.. القسام تفجر عبوة في قوات الاحتلال وتستهدف مجموعة نقل القتلى والجرحى وتقصف إسرائيل (فيديو)
سُمّي المعبر نسبة إلى الجنرال إدموند آلنبي، القائد العسكري البريطاني في فلسطين عقب الحرب العالمية الأولى، وحُوّر لاحقًا ليُعرف بمعبر اللنبي (حسب إسرائيل)، أو معبر الكرامة (حسب السلطة الفلسطينية)، قبل أن يُطلَق عليه فيما بعد اسم جسر الملك حسين.
من الغورانية إلى الملك حسين
يعود تاريخ الجسر إلى عهد الدولة العثمانية، وكانت بدايته على شكل جسر خشبي يُسمى الغورانية، وبُني عام 1885 بإشراف متصرفية القدس الشريف، وتعرّض لأضرار بالغة عام 1897 نتيجة فيضان نهر الأردن.
وخلال الحرب العالمية الأولى تعرّض للتدمير من جديد، وأعاد الاحتلال البريطاني بناءه بعد السيطرة على المنطقة عام 1918، وأُطلِق عليه اسم “ألنبي” نسبة إلى الجنرال إدموند ألنبي قائد الجيش البريطاني الذي احتل فلسطين.
وسقط الجسر مرة ثانية عام 1927 بسبب الزلزال الذي ضرب مدينة نابلس، لكن أعيد تأهيله وأنشئ هيكل حديدي، وأدى دورًا مهمًّا في نقل السلاح والمؤن إلى فلسطين أثناء هجمات العصابات الصهيونية على الفلسطينيين في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين.
عملية ليل الجسور
ودمرت هذه العصابات الجسر في 16 من يونيو/حزيران 1946، في عملية أُطلِق عليها “ليل الجسور”، وشهدت تفجيرات عدة قامت بها حركات الهاغاناه اليهودية ومنظمات صهيونية أخرى في فلسطين.
وكان هدفها تدمير 11 جسرًا تربط بين فلسطين وكل من لبنان وسوريا والأردن ومصر، من أجل وقف حركة المواصلات، ومنع دعم الفلسطينيين بالسلاح.
ولإخفاء وحماية العمليات الحقيقية والخلط بين الجيش البريطاني وهذه العصابات، قامت المنظمات الصهيونية بتنفيذ نحو 50 عملية في جميع أنحاء البلاد في الليلة نفسها، حتى يمكن لأعضاء الهاغاناه العودة بشكل أسهل.
وأعادت بريطانيا ترميمه في العام نفسه لأهميته للتواصل بين الأردن والضفة، ليتم تدميره من جديد خلال العدوان الإسرائيلي على الدول العربية عام 1967، وأعيد بناؤه عام 1968 من الحديد بشكل مؤقت.
الجسر بعد معاهدة وادي عربة
بعد توقيع معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية، في 26 من أكتوبر/تشرين الأول 1994، تم تحديث الجسر، وأصبح نقطة العبور الرئيسية بين الأردن والضفة الغربية كما أصبح نقطة عبور الحجاج الفلسطينيين إلى مكة المكرمة، ويقع الجسر تحت إشراف سلطة المطارات في إسرائيل.
الجسر بين الفتح والإغلاق
في إبريل/نيسان 2023، أعلن المدير العام للإدارة العامة الفلسطينية للمعابر والحدود بدء العمل على معبر “الكرامة” بنظام 24 ساعة متواصلة وفي كلا الاتجاهين.
وفي 28 من مارس/آذار 2024، أغلقت سلطات الاحتلال الاسرائيلي معبر الكرامة أمام حركة المسافرين الفلسطينيين والشحن، بين الضفة الغربية والأردن، بالتزامن مع تكثيف إجراءات الاحتلال العسكرية في أريحا، والأغوار غربًا، وفرضت القوات الإسرائيلية منعًا للحركة على شوارع رئيسية في منطقة الأغوار.
عملية معبر الكرامة (سبتمبر/أيلول 2024)
قُتل 3 إسرائيليين في عملية إطلاق نار في معبر الكرامة، واستشهد المُنفذ وهو سائق شاحنة قادمة من الأردن، وذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن القتلى من أفراد الأمن الإسرائيلي في المعبر، وأن المُنفذ أطلق النار على الحراس قبل مرحلة التفتيش استعدادًا للعبور إلى الجانب الإسرائيلي.
وقالت وزارة الداخلية الأردنية في بيان إن “الجهات الرسمية باشرت التحقيق في حادثة إطلاق النار التي وقعت على الجانب الآخر من جسر الملك حسين”.
وفي أعقاب العملية، اتخذ الجيش الإسرائيلي إجراءات عقابية بحق سائقي الشحن الأردنيين الذين كانوا في المعبر، حيث أجبرهم على خلع ملابسهم والاستلقاء على الأرض للتنكيل بهم، وتم احتجاز السائقين والعمال الذين كانوا في المعبر، للاشتباه في علاقتهم بالعملية.
كما قررت سلطات المعابر الإسرائيلية إغلاق جميع المعابر البرية مع الأردن بما في ذلك معبر “الشيخ حسين” (نهر الأردن) قرب مدينة بيسان، ومعبر “وادي عربة” بين مدينة العقبة الأردنية ومدينة إيلات الإسرائيلية.