أزمة السيولة في السودان تهدد موسم الحصاد وتزيد معاناة المواطنين (فيديو)

شكا مواطنون سودانيون من معاناتهم بسبب أزمة نقص السيولة، التي أضعفت حركة البيع والشراء في الأسواق، كما تسببت في تكدس المواطنين بالمصارف، وصعود ظواهر ربوية مثل بيع المال بالمال.

ارتبط ذلك في جانب منه بعملية استبدال فئتي 500 و1000 جنيه من العملة السودانية، في 10 من ديسمبر/كانون الأول الماضي، بعملة جديدة في المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوداني مع الحديث عن عمليات تزوير وطبع خارج نطاق البنك المركزي لهذه الفئات.

أزمة السيولة في السودان
أزمة السيولة في السودان (الجزيرة مباشر)

اختلاف أسعار السلع

وأعربت سعدية محمد، إحدى النساء اللاتي جئن إلى البنك لسحب أموالهن، عن انزعاجها بسبب أزمة السيولة التي تسببت في معاناة كبيرة لهم، وقالت للجزيرة مباشر “جئتُ الساعة الثامنة صباحًا ووجدت تكدسًا كبيرًا للمواطنين من أجل الصرف. ورغم أن عمليات استبدال العملة انتهت فإننا ما زلنا نعاني للحصول على أموالنا”.

وذكرت أن المبلغ المحدَّد للسحب غير كافٍ لتلبية احتياجاتهم اليومية، خصوصًا مع ضيافتهم لعدد كبير من الأسر النازحة.

وأوضحت أن أسعار الاحتياجات في السوق تختلف، إذ يكون لكل سلعة سعران؛ أحدهما عند الدفع نقدًا، والآخر عند استخدام التطبيقات البنكية.

وأكدت أنه يجب على المصارف اتخاذ إجراءات لتخفيف التكدس أمامها، مشيرة إلى أن كل من يقفون أمام البنوك لديهم قصص مختلفة تتعلق بحاجتهم إلى أموالهم.

أزمة السيولة في السودان
أزمة السيولة في السودان (الجزيرة مباشر)

الإضرار بالموسم الزراعي

أشار الصحفي الاقتصادي عمر دمباي في حديثه للجزيرة مباشر إلى أن أزمة نقص السيولة النقدية في ولاية القضارف تتزامن مع عملية استبدال العملة وموسم الحصاد، مما أدى إلى تأثيرات سلبية كبيرة على الموسم الزراعي.

وأضاف “العديد من المزارعين لم يتمكنوا من حصاد محاصيلهم بسبب نقص السيولة، ويواجه كثير منهم صعوبات كبيرة. ورغم أن الحكومة قامت بطباعة مزيد من العملات النقدية، فإن الكمية المطبوعة لم تكن كافية لحل هذه الأزمة حتى الآن”.

فاعلية التطبيقات

قال المواطن محمد الزين إن مسألة نقص السيولة تمثل أزمة حقيقية، لأن أبسط الأمور لا يمكن تحقيقها بسبب عدم فاعلية التطبيقات البنكية وضعف الشبكات.

وأضاف “إذا كنت في المستشفى فإن توقف التطبيق يعني توقف حياتك، وبلا نقد لن تتمكن من تلبية احتياجاتك المنزلية”.

أزمة السيولة في السودان
أزمة السيولة في السودان (الجزيرة مباشر)

السقف المسموح ومشكلة الاكتناز

من جانبه، صرَّح عبد الله جمال الدين، مدير فرع بنك السودان المركزي بولاية القضارف، للجزيرة مباشر بأن مبلغ 200 ألف جنيه (نحو 350 دولارًا) المحدَّد للسحب النقدي يُعَد مناسبًا جدًّا وكبيرًا، حسب تقديرات البنك المركزي، وهو السقف المسموح به.

ومع ذلك، فقد أشار جمال الدين إلى أن هناك حاجة لمبالغ أكبر في القضارف خلال موسم الحصاد الزراعي، لافتًا إلى وجود مشاورات مع الجهات المختصة للنظر في إمكانية استثنائهم من سقف السحب المحدَّد.

وأوضح جمال الدين أن عملية استبدال العملة أدت إلى قيام بعض الأشخاص باكتناز الأموال والمتاجرة بها من خلال نظام بيع المال بالمال بأسعار يحددونها، مؤكدًا أن هذا الأمر يضر بالاقتصاد، كما أنه يتعارض مع الشريعة الإسلامية.

وفي 6 من يناير/كانون الثاني الجاري، اختُتمت عمليات استبدال العملة في السودان بعد تمديدها شهرًا.

وأدّت هذه العمليات إلى تفاقم مشكلة نقص السيولة، وأضعفت حركة البيع والشراء في الأسواق، مما دفع بعض المواطنين إلى سحب أموالهم من التجار عبر التطبيقات البنكية بنظام الفائدة، أي بيع المال بالمال.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان