من بساتين الشمال إلى الفاشر المحاصرة.. التمر سلاح التضامن في موسم الحصاد (فيديو)

في مشهد يجسّد قيم التكافل المتجذرة في السودان، تحولت فرحة موسم حصاد التمر في إحدى قرى الولاية الشمالية إلى حملة تضامن عاجلة مع سكان مدينة الفاشر بإقليم دارفور غربي البلاد المحاصَرين منذ نحو عام ونصف.

وبادر الأهالي بتنظيم أنفسهم في مبادرة جماعية لجمع جزء من محاصيلهم وتبرعاتهم، لإرسالها ضمن مساعدات عاجلة إلى الفاشر، في صورة تعبّر عن “النفير” السوداني الذي اعتاد الناس إطلاقه وقت الأزمات لتوحيد الجهود ودعم المتضررين.

اقرأ أيضا

list of 4 itemsend of list

حملة عامة

وقال عبد المنعم الحسن، أحد منظمي المبادرة، للجزيرة مباشر إن الفكرة انطلقت من اجتماع دعا إليه أحد أبناء المنطقة بالتنسيق مع لجان القرى ومدير وحدة الجريف نجم الدين محمد صديق، لبحث سبل دعم المتضررين في الفاشر.

وأضاف أن الأهالي تجاوبوا على الفور بعدما أُعلنت المبادرة في المساجد، وبدأوا بجمع التبرعات “كلٌّ حسب قدرته، فمنهم من تبرع بجوال كامل من التمر، وآخرون تبرعوا بنصف كيلو فقط، المهم أن يشارك الجميع”.

وأشار الحسن إلى أن الظروف الصعبة لم تمنع الناس من العطاء، رغم ما تعانيه المنطقة نفسها من أزمات معيشية، وتابع “الناس جوعانين لكن قلوبهم حية”.

تحديات

واعترف منظمو المبادرة بصعوبة إيصال المساعدات بسبب الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على المدينة، لكنهم أكدوا أن العمل مستمر لترتيب نقل الشحنات في أقرب وقت.

ورأى عبد المنعم الحسن أن “الولاية الشمالية ضربت المثل، وعلى بقية الولايات أن تحذو حذوها، لأن لقمة في بطن جائع خير من الدنيا وما فيها”.

مع الفاشر

أما محمد علي، أحد المزارعين المتطوعين في المبادرة، فقال إن موسم الحصاد هذا العام اكتسب معنى جديدا بفضل هذا العمل الجماعي.

وأوضح للجزيرة مباشر “كنا في أواخر أيام الحصاد حين جاءت فكرة دعم الفاشر، فاعتبرناها نوعا من النفير، وخيرا مضاعفا في وقت الحاجة”.

وأضاف أن ما يجري ليس سوى المرحلة الأولى، متمنيا أن تتبعها مبادرات أخرى حتى يتحقق النصر وتتحرر الفاشر.

وختم علي قائلا “قلوبنا مع الفاشر، نتألم لألمهم ونسعد بفرحهم، وإن شاء الله يعودون قريبا إلى أحضان الوطن”.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان