ما الفرق بين كلمات المرور و”مفاتيح المرور” (Passkeys)؟

تُعَد كلمات المرور الأدوات الأساسية للوصول إلى حساباتنا الرقمية، إذ نستخدمها للتسجيل في المواقع والخدمات الإلكترونية المختلفة. لكن على غرار المفاتيح التقليدية، يمكن أن تُفقد أو تُسرق أو تُنسخ بسهولة، مما يجعلها هدفا للهجمات الإلكترونية.
ضعف كلمات المرور لا يعود إلى طبيعتها بحد ذاتها، بل لكيفية استخدامها، إذ تشير تقارير أمنية إلى أن 94% من كلمات المرور المسرَّبة أعيد استخدامها، كما أنها تتشابه غالبا باحتوائها على أرقام متسلسلة مثل “123456” أو أسماء أشخاص ومدن وعلامات تجارية شهيرة.
اقرأ أيضا
list of 4 items- list 1 of 4“كعلاقتنا بالحيوانات”.. خبير يكشف سبب معارضة مئات الشخصيات العالمية لـ”الذكاء الفائق” (فيديو)
- list 2 of 4“محفظة أبل” تتجاوز البطاقات البنكية.. جواز السفر الرقمي يقترب من الواقع
- list 3 of 4“المنشورات الشبحية”.. كيف ستغير تجربة المستخدمين على تطبيق “ثريدز”؟
- list 4 of 4أكثر من 60 دولة توقع أول معاهدة أممية لمكافحة الجرائم الإلكترونية
وعند حدوث اختراق، تنتشر كلمات المرور بسرعة، مما يعرّض الحسابات لخطر السيطرة عليها وسرقة الهوية وعمليات التصيد الاحتيالي.
مواصفات كلمة المرور القوية
يجب أن تكون كلمة المرور فريدة ومعقدة، تتكون من أحرف وأرقام ورموز (مثل e8bh!kXVhccACAP$48yb)، أو عبارة من كلمات يصعب تخمينها. ورغم صعوبة تذكُّرها أحيانا، فإن بناء قصة حولها قد يساعد على تذكُّرها بسهولة.

مفاتيح المرور.. آلية عمل متقدمة وأمان أعلى
مفاتيح المرور هي طريقة حديثة ظهرت قبل نحو أربع سنوات لتساعد الناس على الدخول إلى المواقع بأمان وسهولة.
بدلا من أن تحفظ وتكتب كلمة مرور، جهازك نفسه يحتفظ بسر خاص داخله.
عندما تريد الدخول إلى موقع، يرسل لك الموقع سؤالا أو رقما (يُسمى تحديا)، وجهازك يرد عليه باستخدام هذا السر، لكن لا يظهر السر لأي أحد.
عادة، يجب أن تثبت هويتك لجهازك أولا، مثل وضع بصمة إصبعك أو صورة وجهك.
إذا وافق جهازك ورد على الموقع بشكل صحيح، فسيسمح لك بالدخول.
هذه العملية كلها تحدث تلقائيا من دون أن تعرّض معلوماتك أو سرك لأي شخص آخر.

مفاتيح المرور.. مقاومة للتصيد وأكثر سهولة
تتميز مفاتيح المرور بأنها أقوى وأكثر أمانا بطبيعتها، حتى إن سُرق المفتاح العلني، لا يمكن استخدامه دون المفتاح الخاص المحمي بجهاز المستخدم.
إضافة إلى ذلك، كل مفتاح مرور فريد لكل خدمة، ولا يمكن استعماله على مواقع أخرى في حال تسريبه.
ميزة أخرى مهمة هي مقاومة التصيد الاحتيالي، إذ لا توجد كلمة مرور تُدخل يدويا، بل تتطلب عملية الدخول موافقة المستخدم من خلال جهازه الموثوق فقط. كما أنها أكثر سهولة، فلا حاجة لتذكُّر كلمات مرور طويلة أو البحث عنها، بل يكفي التحقق من الوجه أو البصمة، بحسب موقع “ذا كونفرزيشن“.
تحديات وتبنّي مفاتيح المرور
رغم مزايا مفاتيح المرور، فإن تبنّيها ليس عالميا بعد. فهناك اختلافات في دعم المتصفحات والأنظمة، وبعض المشكلات في التوافق بين الأجهزة ما زالت بحاجة إلى حل. ولكن مع تطور التقنية واعتياد المستخدمين عليها، ستصبح تلك العقبات جزءا من الماضي.
من الفائز؟
من منظور الأمان، تتفوق مفاتيح المرور بوضوح، فهي توفر حماية أقوى وسهولة استخدام أكبر ومقاومة فعالة للتصيد.
ومع ذلك، ستظل كلمات المرور موجودة إلى حين تبنّي المؤسسات والمواقع بالكامل لنظام مفاتيح المرور، وهو ما قد يستمر سنوات عديدة.
في الوقت الحالي، يبقى من الضروري الحفاظ على عادات جيدة في اختيار كلمات مرور قوية وفريدة لكل موقع وتفعيل التصديق الثنائي كلما أمكن، وتجنب إعادة استخدام كلمة المرور نفسها في أكثر من حساب.