“تطهير عرقي”.. مرصد حقوقي يكشف كيف تهجّر إسرائيل آلاف الفلسطينيين قسرا بالضفة الغربية

قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن قوات الاحتلال الإسرائيلي هجّرت عشرات الآلاف من الفلسطينيين بالقوة القهرية ضمن هجومها العسكري ضد المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية شمال الضفة الغربية.
وأوضح المرصد في بيان، الاثنين، أن هدف هذه العمليات هو اقتلاع الفلسطينيين من أراضيهم وفرض وقائع جديدة متناقضة مع قواعد القانون الدولي.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsأبرز مقولات أبو حمزة: لن ينزع سلاح المقاومة ومهما طالت الحرب فنحن لها يا نتنياهو (فيديو)
“كفوا عن قتلهم”.. عائلات الأسرى الإسرائيليين: نتنياهو يقامر بحياة أبنائنا ويضلل الرأي العام (فيديو)
بعد قصف قاعدة نيفاتيم.. الحوثيون يعلنون توسيع أهدافهم في إسرائيل حتى وقف الحرب على غزة (فيديو)
وأشار المرصد إلى أن فريقه الميداني تابع عمليات التهجير القسري التي استهدفت، أول أمس السبت، مئات الفلسطينيين من مخيم الفارعة في طوباس شمال الضفة.
وأكد أن هذا التهجير يأتي في سياق “عدوان واسع” بدأ في 2 فبراير/شباط الجاري، إذ تشن القوات الإسرائيلية اقتحامات متكررة لمخيم الفارعة وبلدة طمون، مصحوبة بعمليات تدمير للمنازل والبنية التحتية، وفرض حظر تجوال مشدد على السكان.

وأوضح المرصد أن الأيام الماضية شهدت تهجير عشرات العائلات، إلا أن عمليات التهجير تصاعدت اليوم بشكل خطير، إذ اضطرت مئات العائلات إلى النزوح القسري تحت وطأة التجويع والحصار والتهديد بقصف المنازل.
وأُجبر السكان على مغادرة منازلهم عبر مسارات فرضتها القوات الإسرائيلية “وسط إجراءات مهينة وحاطة بالكرامة، وفي ظل أجواء باردة، ودون توفير أي مأوى ملائم لهم”، حسب المرصد.
التهجير القسري الجماعي
وأكد المرصد الأورومتوسطي أن القوات الإسرائيلية تصعّد عملياتها في الضفة الغربية من خلال ممارسات منهجية، أبرزها التهجير القسري الجماعي، الذي ظهر بوضوح مع إعلان الاحتلال تنفيذ عملية عسكرية واسعة أطلق عليها “السور الحديدي”، بدأت في جنين ومخيمها وبلداتها منذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي، وامتدت إلى طولكرم ومخيمَي طولكرم ونور شمس منذ 27 يناير.

وأشار المرصد إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجَّر أغلبية سكان مخيم جنين البالغ عددهم أكثر من 13 ألف فلسطيني، إلى جانب أكثر من 11 ألفًا من سكان مخيم طولكرم، في واحدة من أوسع عمليات التهجير القسري في الضفة الغربية منذ عقود.
وأضاف أن هذه الممارسات تعكس نهجًا مشابهًا لما حدث في قطاع غزة، إذ هجَّر الاحتلال قسرًا نحو مليوني فلسطيني عبر أوامر إخلاء غير قانونية.
وأكد المرصد الأورومتوسطي أن سياسة التهجير القسري وطرد السكان كانت قائمة في الضفة الغربية منذ سنوات، وتعاظمت خلال العامين الماضيين، لكنها اتسمت بالطابع الفردي والمجموعات الصغيرة خلال تدمير المنازل، ومصادرة الأراضي والأملاك بذرائع غير قانونية، وترحيل وتفكيك التجمعات السكانية لمصلحة إقامة بؤر استيطانية كما حدث في أكثر من موقع في الخليل والأغوار.

وأشار المرصد إلى أن “النهج الإبادي في الضفة الغربية لم يقتصر على التهجير القسري، بل شمل التدمير والتفجير والحرق الواسع للمنازل السكنية والبنى التحتية وقطع إمدادات الكهرباء والمياه والاتصالات، بهدف خلق ظروف معيشية قاسية، إلى جانب سياسة القتل التي أفضت خلال 19 يومًا إلى مقتل 30 فلسطينيًّا بينهم 4 أطفال، وإصابة نحو 300 بجروح”.
وطالب المرصد الأورومتوسطي المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف العملية الإسرائيلية في الضفة الغربية، وضمان حماية المدنيين الفلسطينيين.
