هل تفقد دكا بسرعة قابلية العيش فيها بسبب تدهور تلوث الهواء؟

تتصدر مدينة دكا، عاصمة بنغلاديش، قائمة المدن ذات أسوأ جودة هواء في العالم، وفقا لمؤشر جودة الهواء (AQI)، وهو ما يزيد من الأخطار الصحية لأكثر من 20 مليون شخص يعيشون في المدينة.
ويؤكد خبراء البيئة والأطباء أهمية اتخاذ تدابير عاجلة ومستدامة، إضافة إلى تدابير توعوية للحد من التلوث، وإلا ستفقد العاصمة قريبا الحد الأدنى من جودة المعيشة.
وقال أحمد قمر الزمان مجومدار، من قسم العلوم البيئية بجامعة ستانفورد في بنغلاديش، للجزيرة مباشر “نحن بحاجة إلى فهم اتجاه وطبيعة ومصادر تلوث الهواء في هذه المدينة، وقد وجدنا أن انبعاثات المركبات هي أحد المصادر الرئيسية إلى جانب أفران الطوب والمصانع، إضافة إلى حرق النفايات والطريقة غير القانونية لأنشطة البناء”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsكيف تحافظ على طاقتك وصحتك طوال شهر رمضان؟ نصائح عملية لوجبتَي السحور والإفطار
“روضة الصيام” في موريتانيا.. حين يجتمع الطبيب والفقيه لخدمة الصائم (فيديو)
جمع 10 ملايين دولار.. الجعفراوي يروي قصة حملة التبرع لإعادة بناء مستشفى للأطفال في غزة (فيديو)
وأضاف مجومدار “إذا تمكنّا من الحد من تلوث الهواء من تلك المصادر، فسيكون ذلك أحد الطرق لتحسين جودة الهواء. ولهذا نحتاج حقا إلى إجراءات تعتمد على التخطيط والتنفيذ على المدى الطويل والقصير”.
ويلقي المواطنون وسكان المدينة باللوم في مسألة تلوث الهواء على سلسلة من إخفاقات الحكومات المتعاقبة في العقود الخمسة الماضية منذ بدأت البلاد رحلتها دولة مستقلة، إذ توسعت المدينة كثيرا، وأصبحت موطنا لنحو 20 مليون شخص دون تخطيط وتنمية مستدامة وبنية تحتية تتحمل هذا العدد الهائل من السكان، إضافة إلى كثرة الإنشاءات والمركبات غير المناسبة والافتقار إلى إدارة المخلفات العامة.
المواطنة هوسنيارا بيجوم، التي تمر بوعكة صحية وضيق في التنفس، عزت مرضها إلى تلوث هواء المدينة، وقالت للجزيرة مباشر “مع الأسف بسبب القمامة والغبار، نواجه مشكلات في التنفس، ونعاني الحساسية، ونصاب بأمراض مختلفة وعديدة. نريد مدينة نظيفة وبيئة جيدة للبقاء على قيد الحياة”.
كما قالت المواطنة موشمات مورغينا “نعاني العديد من المشكلات بما في ذلك صعوبة التنفس والصداع. تتأثر رئتانا، ونشعر بالألم في جميع أنحاء الجسد، ولا أحد منا يتمتع بصحة جيدة، لا أطفالنا ولا جيراننا ولا أحد في هذه المدينة على ما يرام”.
أما المواطن محمد زاهد الإسلام فقال للجزيرة مباشر “بسبب الغبار الكثيف، لا يستطيع الناس هنا وفي المناطق المحيطة العيش بشكل سليم، نعاني مشكلات جسدية وصحية مختلفة، ويواجه الأطفال مشكلات عند الذهاب إلى المدرسة. الحياة الطبيعية للناس مضطربة بشكل خطير جدا”.
شكاوى المواطنين في العاصمة البنغالية أكدها الدكتور محمد علي حسين، أستاذ طب الجهاز التنفسي في المعهد الوطني لأمراض الصدر في دكا، وقال للجزيرة مباشر “بسبب هذا التلوث والمعاناة المختلفة التي تحدث للجهاز التنفسي، فإن الأعضاء الأخرى ستتأثر يوما بعد آخر، لأن المرضى سيعانون لسنوات طويلة ومتواصلة، وسوف نرى في المستقبل القريب أنه بعد تأثر الرئتين، ستتأثر الكلى والكبد والقلب أيضا بمرور الوقت. لذا فإن الأمر يتطلب الحد من التلوث بشكل فوري”.
ووفقا لتقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية، يسهم تلوث الهواء في دكا في ما يُقدَّر بنحو 15 ألف حالة وفاة مبكرة سنويا وملايين الحالات المصابة بأمراض الجهاز التنفسي. ويؤكد البنك الدولي أن تلوث الهواء في بنغلاديش يحول دون نموها الاقتصادي، إضافة إلى تراجع الناتج المحلي الإجمالي في البلاد لسنوات.