بسبب منشور عن الحرب مع باكستان.. اعتقال أستاذ جامعي مسلم في الهند

اعتقلت الشرطة في ولاية هاريانا، شمالي الهند، أستاذا جامعيا مسلما بعد كتابته منشورا على موقع فيسبوك عن الحرب بين الهند وباكستان.
وأدان علي خان محمود آباد، الذي يعمل أستاذا في جامعة أشوكا، في منشور على فيسبوك الهجوم الذي وقع على المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية، فيكرام ميسري وابنته من قبل متشددين هندوس، بسبب إعلانه وقف إطلاق النار بين البلدين.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsعيد بنكهة الخوف.. تضييق غير مسبوق على أضاحي المسلمين في الهند
بسبب مزاعم “جهاد الحب”.. اعتداء وحشي على شاب مسلم في الهند
خطر الهدم يهدد بيوت المسلمين في أكبر حي إسلامي بالعاصمة الهندية
ودعا محمود آباد إلى تغليب القيم الإنسانية على الخطابات القومية المتشددة.
لكن جدلا واسعا ثار بشأن المنشور بعدما حرفت قيادية في حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، تصريحاته وقدمتها بصورة مغلوطة، بحسب تقارير إخبارية.
واعتقلت الشرطة الأستاذ الجامعي على إثر شكوى القيادية في الحزب وقيادي آخر من نفس الحزب.
ووفقًا لتقارير إعلامية، أُلقي القبض على البروفيسور علي خان محمود آباد بسبب تعليقاته في وسائل التواصل الاجتماعي على “عملية سيندور” التي أعلنت الهند بدءها في السادس من مايو/أيار الجاري.
وينظر إلى العملية في الهند باعتبارها خطوة وطنية بالغة الأهمية، وأي تشكيك فيها يُقابل بحساسية شديدة.
وقبيل اعتقاله، شدد محمود آباد على أن منشوراته على مواقع التواصل الاجتماعي عن “عملية سيندور” ومشاركة الضابطات فيها لم تكن معادية للنساء، بل جرى تحريفها وتأويلها بشكل مغلوط.
وأوضح في بيان نشره عبر منصة إكس، أن لجنة شؤون المرأة في ولاية هاريانا، التي ترأسها القيادية في حزب بهاراتيا جاناتا، أساءت فهم تصريحاته.
وقال: “لقد جرى فهم تعليقاتي بشكل خاطئ تماما، كما أن اللجنة لا تملك أي صلاحية قضائية في هذا الشأن. إن لجنة المرأة تؤدي دورا مهما، لكن الاستدعاء الذي وُجّه إليّ لم يوضح كيف يُعد منشوري مخالفا لحقوق المرأة أو للقوانين المعمول بها”.
My statement re the summons that I received from the Haryana State Women’s Commission.
The posts that were misunderstood and objected to can be accessed on my Facebook page. pic.twitter.com/U4rZrAXhFx
— Ali Khan Mahmudabad (@Mahmudabad) May 14, 2025
الاتهامات
وجّهت الشرطة إلى الأستاذ الجامعي محمود آباد اتهامات بأنه وصف المؤتمر الصحفي الذي أدارته ضابطات في الجيش الهندي بأنه “مزيّف” و”مجرد نفاق”.
واعتبرت لجنة شؤون المرأة في ولاية هاريانا هذه العبارات محاولة لتقويض صورة المؤسسة العسكرية والإساءة إلى دور المرأة في القوات المسلحة.
بيد أن محمود آباد نفى بشدة هذه التفسيرات، موضحا أن عباراته لم تكن موجّهة ضد الضابطات أو النساء عموما، بل كانت انتقادا للتيارات المتشددة ضمن قوى “الهندوتفا”، التي “تُشيد ببعض الضباط المسلمين عندما يضحّون بأرواحهم دفاعا عن الوطن، لكنها في الوقت ذاته تُمارس التحريض والكراهية ضد المسلمين العاديين في المجتمع”، على حد قوله.
وقال في منشور على منصة إكس: “أشعر بالسعادة لرؤية عدد من القادة الهندوس يثنون على العقيد صوفيا قريشي، لكن سيكون من الأجدر أن يُطالبوا أيضا بالعدالة لضحايا الإعدامات خارج نطاق القانون، وعمليات الهدم غير الشرعية، وغير ذلك من الممارسات التي تؤجّج الانقسام والكراهية، وكلها وقعت في ظل حكم حزب بهاراتيا جاناتا”.
تضامن واسع
وتضامن عدد كبير من أساتذة الجامعات والنشطاء مع محمود آباد وأدانوا اعتقاله بشدة. ودعا الأستاذ في جامعة دلهي أبورا ناند إلى تدخل محكمة دلهي والمحكمة العليا.
أما الناشط اويس محمد سلطان خان فقال إن اعتقال محمود آباد “التعسفي” يثير “مخاوف جدية بشأن الإجراءات القانونية الواجبة والعدالة”.
وقال كونوار عتيق أحمد، السكرتير الوطني لجمعية الطلاب الاشتراكيين، إن إساءة تفسير تصريحات محمود آباد على أنها “معادية للنساء أو طائفية هو أمرٌ مُجحف للغاية. يجب أن يتمتع الباحثون أمثاله بحرية الانخراط في النقاش العام دون خوف من العقاب”.
كما وقع أكثر من 1200 أكاديمي وموظف حكومي وسياسي رسالة مفتوحة تعرب عن التضامن مع البروفيسور علي خان محمود آباد، مستنكرين الإجراء المتخذ بحقه.
وصفت الرسالة تصرفات لجنة شؤون المرأة بولاية هاريانا بأنها “خبيثة” و”سخيفة”، محذّرة من أن “حتى التعليقات السياسية الدقيقة والمتوازنة أصبحت عرضة للرقابة والملاحقة”. وأكد الموقعون دعمهم لحرية التعبير وحق الأكاديميين في الانخراط في النقاش العام دون خوف من العقاب.