“بيو” الأمريكي: الإسلام الأسرع نموا عالميا.. واليهود لم يبلغوا أرقام ما قبل الحرب العالمية
خريطة الأديان تتحرك

كشف تقرير حديث صدر عن مركز “بيو” الأمريكي للأبحاث تحت عنوان “المشهد الديني العالمي” أن المسلمين يمثلون أسرع الأديان نموًا في العالم، بينما يظل عدد اليهود الأقل نمواً، ولم يصل بعد إلى مستوياته ما قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية رغم مرور نحو 80 عامًا على الهولوكوست.
وأفاد التقرير بأن عدد المسلمين ارتفع بنسبة 21% بين عامي 2010 و2020، إذ زاد من 1.7 مليار إلى قرابة ملياري نسمة. في المقابل، لم يتعدَّ معدل النمو السكاني لدى اليهود في الفترة نفسها 6% فقط، إذ ارتفع عددهم من 13مليونا و900 ألف إلى حوالي 14 مليونا و780 ألفا ، وهي نسبة أقل من متوسط النمو العالمي البالغ 12%.
اقرأ أيضا
list of 4 items“نوفي بازار”.. منارة قرآنية تعيد إحياء الهوية الإسلامية لمسلمي صربيا (فيديو)
أيام الله.. العيد بين التضحية والتكبير
أيام الله.. أسرار يوم عرفة
كما أشار التقرير إلى أن معدل زيادة عدد اليهود يقترب من معدل المسيحيين، الذين ارتفع عددهم من 2 مليارين و100 ألف إلى مليارين و300 ألف خلال العقد ذاته. ورغم هذا النمو، أوضح التقرير أن أعداد اليهود لم تستعد بعد مستوياتها السابقة للحقبة النازية، إذ كان عددهم عام 1939 نحو 16 مليونا و600 الف شخص، بينما بلغ في عام 2020 نحو 14 مليونا و 780 ألفا فقط.
وأوضح سيرجيو ديلا بيرغولا، الخبير الديموغرافي البارز والأستاذ في الجامعة العبرية بالقدس، أنه وفق أحدث تقديراته حتى يناير/كانون الثاني 2024، بلغ عدد اليهود حول العالم حوالي 15 مليونًا و 700ألف، لكنه أشار إلى أن استعادة عددهم لما كان عليه قبل الحرب العالمية الثانية قد تستغرق من 10 إلى 20 عامًا.
وشدد ديلا بيرغولا في تصريحاته لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، على أهمية تعريف من يُعتبر يهوديًا عند مناقشة هذه الأرقام. ففي حين يعتمد مركز “بيو” على تعريف ديني بحت، حيث لا يُحتسب إلا من يُعرّف نفسه يهوديًا بالدين، فإن ديلا بيرغولا يقدم عدة دوائر تعريفية.
Muslims are world’s fastest-growing religious group; Jews far below pre-Holocaust numbers https://t.co/5Dhq8R6ryF [timesofisrael] #Israel #Jews #holocaust pic.twitter.com/NxtBVn8MkN
— Eli Dror 🎗️ (@edrormba) June 10, 2025
توزيع اليهود عالميا
ويوضح أن هناك “اليهود الأساسيون” وعددهم 15مليونا و700ألف، ويشملون من يعرّفون أنفسهم يهودًا من الناحية الدينية أو الثقافية أو العرقية. وتشمل الدوائر الأوسع أبناء لأحد الأبوين من اليهود (18 مليونا و800 ألف)، ثم من لهم خلفية يهودية أو روابط عائلية (21 مليونا و800 ألف)، وصولاً إلى 24 مليونا و800 ألف شخص مؤهل للهجرة إلى إسرائيل.
ويتركز توزيع اليهود عالميًا في إسرائيل والولايات المتحدة، حيث يقيم نحو 46% منهم أي (6 ملايين و780ألفا) في إسرائيل، فيما يقيم 39% أي (5 ملايين و700ألف) في الولايات المتحدة، في حين يتوزع الباقون بنسبة 460 ألفًا في فرنسا و350 ألفًا في كندا و300 ألف في المملكة المتحدة.
ويلفت التقرير إلى الفروق الديموغرافية الواضحة بين اليهود في إسرائيل والشتات. ففي إسرائيل، حيث يشكل اليهود الأغلبية، تُسجل معدلات مواليد أعلى بكثير، خاصة بين المتدينين واليهود الحريديم (طائفة محافظة من اليهودية الأرثوذكسية). وبحسب ديلا بيرغولا، فإن معدل المواليد في إسرائيل مستقر عند 3 أطفال لكل امرأة، وهو معدل غير مسبوق في الدول المتقدمة.
وفي المقابل، سجلت الجاليات اليهودية في الشتات لعقود معدلات خصوبة أقل من المجتمعات التي يعيشون فيها. إلا أن هذه المعادلة بدأت تنقلب، إذ بدأت بعض المجتمعات اليهودية تسجل معدلات خصوبة أعلى من المعدلات الوطنية، كما هو الحال في المملكة المتحدة، حيث تعود الزيادة السكانية اليهودية لأول مرة منذ عقود، مدفوعة بارتفاع نسبة السكان الحريديم.
لكن ديلا بيرغولا يتوقع أن “إسرائيل تتجه نحو لحظة مفصلية، خلال العقد القادم بأن يصبح نصف يهود العالم على الأقل مقيمين فيها، وهو إنجاز تاريخي” وهي رؤية قد لا يتفق معه فيها مراقبون آخرون.