قص الشعر مقابل الطعام.. حلاق يلجأ إلى المقايضة في غزة

في غزة، حيث لا نقود تتبادلها الأيدي، اختار الحلاق نعمان عماد أن يقص شعر الغزيين مقابل ما يجودون به من طعام.
اضطر نعمان وآخرون في مدينة تتعرض للقصف وحصار الاحتلال الإسرائيلي منذ ما يزيد على عام ونصف، إلى “المقايضة”.
اقرأ أيضا
list of 2 itemsمدير صحة غزة: القطاع لا يحتمل مزيدًا من الصمت ولا مزيدًا من الحشر
وقال في مقابلة مع الجزيرة مباشر، متحسرا على أيام ما قبل الحرب: كنا نعيش بحال ميسور، وكنت أحصل على نحو 70 شيكلًا يوميًّا (ما يعادل 20 دولارًا أمريكيًّا)، أؤمّن بها احتياجات البيت، بل كان يبقى معي بعض المال، لكن بعد الحرب، لم أعد أستطيع حتى دفع إيجار محل الحلاقة، فانتقلت إلى محل صغير أسفل منزلي.
لا يملك الرجل مهنة تُطعمه وأسرته غير الحلاقة، ويحتاج الغزيون إلى خدمته رغم الحرب، مما جعله يفكر في نشر إعلان عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عن قبوله موادّ غذائية مقابل خدمة الحلاقة، بدلًا من الدفع النقدي.
وأوضح نعمان للجزيرة مباشر: وجدت تفاعلًا كبيرًا من الزبائن، وأصبحوا يأتونني بمعلبات وخضراوات وطحين ومعكرونة، مقابل الحلاقة، وأكدوا لي أن الأسلوب الجديد خفف عنهم العبء، وحتى أنا أصبحت أوفر يوميًّا طبخة البيت واحتياجات أطفالي دون الحاجة إلى النقود.

نعمان، أب لسبع بنات اثنتان منهن في الجامعة، يقول إن أسلوب المقايضة ساعده على الاستمرار في العمل وتوفير ما يلزم أسرته، رغم الظروف المعيشية القاسية.
وأضاف “الحد الأدنى لأي طبخة اليوم لا يقل عن 500 شيكل، والمقايضة وفّرت لي قوت يومي”.
وقال أحد زبائن نعمان للجزيرة مباشر، ويدعى أبو الرائد، “لما شفت إعلان نعمان، شعرت بالراحة، لأن السيولة معدومة والعملة فقدت قيمتها. جبت كيس معكرونة من البيت، قيمته في السوق 30 شيكلا، وحلقت لابني”.