الشقيقتان وليامز تلتقيان وجها لوجه في نهائي أستراليا للتنس

تنتظر جماهير التنس حول العالم في لهفة المواجهة المرتقبة على لقب فردي السيدات في بطولة أستراليا المفتوحة للتنس بين الشقيقتين فينوس وسيرينا وليامز على ملعب رود ليفر في ملبورن غدا السبت.
وشهد مجمع ملبورن بارك، الذي يستضيف أولى البطولات الأربع الكبرى للموسم الحالي، أول مواجهة على مستوى الاحتراف بين الشقيقتين الأمريكيتين، وكان ذلك في 1998 ومن ثم فإن المجمع سيشهد من جديد وبعد مرور نحو 20 عاما فصلا جديدا من المنافسة القوية بين أبناء الأسرة الواحدة.
في عام 1998 كانت فينوس وسيرينا في العقد الثاني من العمر، وكانت كل منهما تتصرف مثل أي مراهقة لكن الفوز في هذه المواجهة بالدور الثاني كان من نصيب الشقيقة الأكبر فينوس (17 عاما) وبمجموعتين متتاليتين.
وساعتها عانقت فينوس شقيقتها الأصغر (بعام واحد) واعتذرت لها لاضطرارها “لإخراجها من المنافسة”.
وغدا السبت ستسعى سيرينا (35 عاما) للفوز باللقب الكبير رقم 23 في مسيرتها مع اللعبة وتسجيل رقم قياسي غير مسبوق خلال فترة الاحتراف في حين ستحاول فينوس الفوز باللقب الكبير الثامن والأول لها منذ نحو تسعة أعوام.
وبعد فوزها بلقب ويمبلدون في العام الماضي عادلت سيرينا الرقم القياسي الحالي لفترة الاحتراف مع الألمانية المعتزلة شتيفي جراف التي حصدت 22 لقبا في البطولات الأربع الكبرى؛ لكن اللاعبة الأمريكية خسرت بعد ذلك في قبل نهائي أمريكا المفتوحة أمام التشيكية كارولينا بليسكوفا.
ولم تعد سيرينا تهتم بالحديث عن هذا الرقم القياسي، وأظهرت شيئا من عدم الارتياح عند سؤالها عن ذلك بعد فوزها في مباراة الدور قبل النهائي على الكرواتية ميريانا لوتشيتش باورني في وقت سابق من الأسبوع الحالي.
لكن الفوز باللقب السابع في ملبورن بارك من شأنه تعزيز الرأي القائل إنها أعظم لاعبة أنجبتها ملاعب التنس طوال تاريخها، رغم أنها تظل رغم ذلك أقل بلقب واحد عن الأسترالية المعتزلة مارغريت كورت التي حصدت 24 لقبا كبيرا بين حقبتي الهواية والاحتراف.
وبالنسبة للمصنفة 13 فينوس فإن فوزها باللقب الكبير الأول منذ أكثر من ثماني سنوات سيكون إنجازا في حد ذاته ودليلا على الإصرار والمثابرة في ظل معاناتها من مرض في الجهاز المناعي يتسبب في شعورها بالإرهاق وتعاني بسببه من ألم في المفاصل.
وتأهلت كل لاعبة للدور قبل النهائي دون أن تخسر أي مجموعة؛ لكن سيرينا صعدت للمباراة النهائية بكل سهولة وفازت بجدارة بعد مباراة استمرت 50 دقيقة فقط في مواجهة لوتشيتش باروني، في حين شقت فينوس طريقها لمباراة اللقب الحاسمة بشق الأنفس واحتاجت لكل خبرتها وقوتها حتى تتجاوز عقبة مواطنتها كوكو فاندفيجه التي لم تستسلم بسهولة بعد مباراة استمرت ثلاث مجموعات.
وستكون المباراة النهائية غدا السبت تاسع مواجهة بينهما في نهائي بطولة كبرى والأولى بينهما منذ نهائي ويمبلدون في 2009 والذي فازت به سيرينا بمجموعتين متتاليتين.
وتأتي المواجهة بين الشقيقتين بعد أن هيمنت فينوس وسيرينا على منافسات اللعبة لمدة طويلة.
ورغم أن سيرينا ظلت في الواجهة دائما وفازت بسبعة ألقاب كبرى بعد بلوغها الثلاثين فإن فينوس غابت عن الأضواء طول أربعة أعوام ما بين 2011 و2014 وهي فترة فشلت خلالها في تجاوز الدور الرابع في أي من البطولات الكبرى؛ لكن وبعد مباراة كبيرة في دور الثمانية في أستراليا المفتوحة في 2015 عادت فينوس للتألق من جديد.
وخسرت فينوس أمام سيرينا في الدور الرابع لويمبلدون في نفس العام وفي دور الثمانية في أمريكا المفتوحة بعدها بأشهر قليلة.
كما يكشف تأهلها لقبل النهائي في ويمبلدون في العام الماضي عن أن فينوس لا تزال لديها الرغبة والحماس في المنافسة على أعلى مستويات اللعبة.
وعن استمرارها في الملاعب تقول فينوس “أعتقد أن الناس يدركون أنه شيء رائع ومن الأفضل الاستمرار في ذلك.”
وستكون قدرة فينوس على المنافسة على المستوى الأعلى على المحك غدا السبت عندما تسعى للفوز باللقب الأول في ملبورن بارك في أول ظهور لها في نهائي البطولة منذ 14 عاما عندما خسرت اللقب أمام سيرينا في مباراة استمرت ثلاث مجموعات في 2003.
وترجح التوقعات والترشيحات فوز سيرينا التي سبق لها الفوز على فينوس 16 مرة مقابل 11 هزيمة.
كما تتفوق سيرينا في سجل المواجهات المباشرة بين الشقيقتين على مستوى البطولات الأربع الكبرى بواقع 6-2.
لكن سيرينا في الوقت نفسه تدرك جيدا أنه لا ينبغي عليها الاستهانة بقدرات شقيقتها الأكبر وعزيمتها القوية.
وقالت سيرينا عن ذلك “إنها منافستي الأكبر، فينوس هي التي هزمتني أكثر من أي شخص أخر، هذه قصة لا يمكنني كتابة نهاية أفضل لها. هذه فرصة كبيرة لنا لإطلاق بدايتنا الجديدة”.