نهائي المونديال.. كيف تُقارن كرواتيا بفرنسا؟

ها قد حان موعد نهائي كأس العالم لهذا العام، اليوم تلعب فرنسا ضد كرواتيا التي تأهلت للمرة الأولى في تاريخها إلى النهائي على حساب إنجلترا.
ونشر موقع “ذا سكور” الكندي تقريرا يقارن فيه بين المنتخبين الكرواتي والفرنسي على أرض الملعب وخارجه.
حارسا المرمى:
يمتلك المنتخبان حارسين قويين قادرين على حماية عرينهما هما هوغو لوريس، حارس فرنسا، البالغ من العمر واحدا وثلاثين عاماً، يقابله الكرواتي دانييل سوباسيتش صاحب الثلاثة والثلاثين ربيعاً.
ولا ينكر أحد فضل خط الدفاع الفرنسي في وصول منتخب بلاده لنهائي كأس العالم للمرة الثالثة خلال 20 عاماً فقط، فالفوز بالمباريات يصبح سهلاً عند اتباع فريق كرة القدم لخطة دفاعية يعتمد فيها على الرجوع إلى الخلف ولعب الهجمات المرتدة في تسجيل أهدافه.
ولهذا السبب، تستطيع فرنسا الاعتماد على حارسها هوغو لوريس في حماية شِباك منتخبها في المباراة النهائية، وذلك بعد أن أثبت نفسه في هذا المونديال، واستطاع بأدائه – لا سيما تدخلاته البطولية في مباراة فرنسا ضد بلجيكا- أن يُسكِت من انتقدوا أداءه المتذبذب في ناديه توتنهام هوتسبر وفي المباريات التجهيزية أيضاً.
أمّا كرواتيا، فحارسها دانييل سوباسيتش فاستطاع إنقاذ شباك منتخبه في كلّ مرةٍ كان يهددها فيها فريق الخصم، محارب نادي موناكو أثبت قدرته على إحداث فرق كبير في مباريات بلاده مثله مثل باقي نجوم منتخب كرواتيا، لاسيما بعد الأداء العالمي الذي قدّمه سوباسيتش وأبطل من خلاله مفعول هجوم منتخب الأرجنتين المتخم بالنجوم والهدّافين العالميين في مرحلة المجموعات، وتأهليه لمنتخب بلاده مرتين؛ مرة بصدِّه لثلاث ركلات ترجيحية في مباراة كرواتيا ضد الدانمارك في دور الستة عشر. ومرة في صدِّه لركلة ترجيحية واحدة ضد المنتخب الروسي في دور الثمانية.
ويرى موقع “ذا سكور” في مقاربته هذه أن الأفضلية تذهب بفارق قليل لصالح لوريس وفرنسا، إلّا إذا وصل الأمر للركلات الترجيحية، حينها فقط سيختلف الوضع.
خط الدفاع:
باستثناء مباراة فرنسا ضد الأرجنتين في دور الستة عشر والتي انتهت بنتيجة 3-4، فالمنتخب الفرنسي لم تتلق شباكه سوى هدف واحد فقط في المباريات الخمس الأخرى خلال هذه البطولة.
هذا الأداء الدفاعي الاستثنائي، المبنيّ بشكلٍ أساسي على وجود لاعبيّ قلب الدفاع رفاييل فران وصامويل أومتيتي، ساهم بشكلٍ أساسي في دمج المهارات العالية لهذين اللاعبين ليشكلا بها ثنائياً قويّاً، والذي بدوره أصبح في مشوار فرنسا المونديالي هذا، كابوساً لكل مهاجمي المنتخبات التي لعبت ضده .
ويستثمر ديديه ديشون مهارات مدافعيّه هذين إلى أقصى الحدود حتى تلك المتعلقة بقدراتهم الهجومية، وهو ما بدا واضحاً في تسجيل فران لهدفه ضد الأوروغواي، وهدف أومتيتي الذي حجز لفرنسا مقعداً في نهائي مونديال روسيا 2018.
ويتنافس كل من الفرنسي بنجامين بافار والكرواتي سيماي فيرسايكو على لقب أفضل لاعب ظهير أيمن في البطولة، خصوصاً بعد الأداء القوي الذي قدّمه هذا الأخير في مباراة كرواتيا ضد انجلترا.
ويمتلك رجل أتليتكو مدريد الكرواتي قدرة هائلة على لعب تمريرات سريعة، تكمن خطورتها في دقتها العالية. وتبقى مساهمته في صناعة هدف التعادل مع انجلترا في مبارة النصف النهائي، هي الأبرز، فالتمريرة الذي أعطاها فيرسايكو لإيفان بيرزيتش ليضعها في الشباك الإنجليزية، كانت ملعوبة بطريقة من المستحيل لأي مدافع صدّها أو إيقافها.
وعلى الرغم من المهارات العالية والأداء الجميل لثنائي قلب الدفاع الكرواتي، ديان لوفرين وإيفان سترينيش، إلّا أنهما ليسا محصنين من ارتكاب الأخطاء.
وفي هذا المقارنة، أعطى موقع “ذا سكور” الأفضلية للمنتخب الفرنسي، نظراً للخبرة الكبيرة والأسماء العالمية التي يمتلكها هذا الفريق.
خط الوسط:
صاحب تأهل فرنسا لنهائيات مونديال 2018 العديد من الأصوات التي راهنت على خط الوسط الفرنسي واعتبرته أفضل خط وسط موجود في البطولة. وعلى الرغم من الأداء الدفاعي المغلق وغير الممتع الذي اعتمدته فرنسا في مبارياتها السابقة، إلّا أنها عرفت، بالضبط، كيف تستغل خط الوسط لديها، والمكون من بول بوغبا وكانتي وماتويدي، لتخدم به أسلوب لعبها هذا.
وخدمت المباريات التي لعبتها فرنسا ضد المنتخبات الأقل تجربة ومهارة في المونديال، خط الوسط لديها وساعدت هذا الثلاثي في استعراض مهاراته وإحكام سيطرته على منطقة الوسط في المعلب. إلّا أن فرد العضلات هذا، لم يستمر أمام بلجيكا التي قارعت فرنسا في نصف النهائي، وأجبرت كلّاً من بوغبا وكانتي وماتويدي على التمرير 95 مرّة فقط فيما بينهم خلال المباراة كاملة. ولكن وعلى الرغم من هذا، يبقى هذا الثلاثي قادراً على فعل تقريباً أي شيء وبإتقان عالٍ.
ويبقى خط الوسط الكرواتي درّة المنتخب الثمنية، أيضاً.
يُجمِع الجميع، بدون استثناء، على مهارات لوكا مودريتش الاستثنائية، ولكن ما صدم الجميع هو كمية الطاقة الرهيبة التي يتمتع بها هذا اللاعب وزملاؤه. فوصول منتخب كرواتيا للأشواط الإضافية في ثلاث مباريات متتالية وقوية، وتحمّل الضغط النفسي للعب الركلات الترجيحية لمباراتين متتالين، جعل الجميع يعطي الأفضلية لإنجلترا أمامه ، نظراً لعدم لعب هذه الأخيرة لأي أشواط إضافية في البطولة، ومواجهتها لمنتخبات سهلة في مشوارها المونديالي. إلّا أن اللاعبين الكروات أثبتوا أن الروح المقاتلة لديهم هي المحرك الأساسي لهم على أرض ملعب. لا يهم مدى إرهاقهم، ما يهم هو أنهم لن يتوقفوا عن تقديم كل ما لديهم طالما أن الحكم لم يطلق صافرة النهاية بعد.
وجود كل من راكيدتش وبروزوفيتش في خط الوسط الكرواتي، بالإضافة للعب مودريتش دور القائد والمحارب على أرض الميدان، يجعل قرار إعطاء الأفضلية لمنتخب فرنسا على حساب كرواتيا أمراً مستحيلاً.
لذلك قرر موقع “ذا سكور” المساواة بين خطي الوسط الفرنسي والكرواتي من حيث الأداء والقوة والمهارة.
خط الهجوم:
يمتلك منتخب فرنسا خط هجوم من الطراز الأول، يقوده أنتوان غريزمان، لاعب نادي أتلتيكو مدريد الإسباني، وهو المهاجم الأكثر تهديداً لشباك الخصم في منتخب فرنسا الذي أحرز إلى الآن ثلاثة أهداف في البطولة. وهو نفس عدد الأهداف الذي سجّلها كيلان مبابي، زميله في الهجوم، والذي يتمتع بسرعة عالية وخفة في الأداء. ويدعِّم ديشون، خط هجومه بوضعه للاعب تشلسي، أوليفيه جيرو، كرأس حربة أمام كل من غريزمان ومبابي.
وفي المقابل، تمتلك كرواتيا خط هجومي عالمي ولكن مستهان به من قبل الفرق الأُخرى. لاعب يوفنتس، ماريو ماندوزكديتش، سجّل هدفاه في المونديال في مباريات الأدوار الإقصائية. أمّا آنتي ريبيتش فقد أثبت في هذه البطولة بأنه محارب من الطراز الأول، وبأنه مستعد لفعل كل شيء من أجل تحقيق الفوز لمنتخب بلاده. وعلى الرغم من تراجع مستوى بيريزتش في بعض الأوقات خلال مباريات بلاده، إلّا أنه يظهر في أكثر اللحظات صعوبةً لينتشل بلاده من أي وضعية حرجة.
وبحسب موقع “ذا سكور”، فإن هجوم فرنسا يتفوق هنا على هجوم كرواتيا، وذلك على الرغم من امتلاك هذا الأخير للعديد من المهارات التي تشكل تهديداً حقيقيّاً لأي خصم.
المدربان:
قد يثير أسلوب لعب المدرب الفرنسي حفيظة الكثير، وذلك لاعتماده على الطريقة الدفاعية البحتة في مبارياته. إلّا أن ديشون يقوم بلفتات تكتيكية ذكية عند الحاجة. قد لا يكون لعب المنتخب الفرنسي ممتعا، إلّا أنه فعّال وناجح إلى حدّ الآن. ولكن إذا لم ينجح ديشون هذه المرة في العودة بالكأس الذهبية إلى فرنسا، فلن تعني إنجازاته الكثير بالنسبة لتاريخ الكرة الفرنسية، ذلك أنه لم يستطع منذ عامين الفوز على البرتغال وإحراز كأس الأمم الأوربية، مع أن البطولة كانت مقامة على أرض فرنسا.
أمّا زلاكو دليتش، فقد بدأ بصناعة إسمٍ عالمي له، بعد أن أمضى سنوات من مشواره التدريبي في تدريب أندية دول الشرق الأوسط. ومن الواضح أن المدرب الكرواتي لا يخشى اتخاذ القرارات الجريئة، خصوصاُ عندما قرر إبعاد نجم آي سي ميلان عن تشكيلة المونديال بعد خمسة أيام فقط من بداية البطولة. ويبدو أن دليتش قرر التوقف عن تغيير التشكيلة أو أسلوب اللعب الذي يتبعه في البطولة بعد أن تقدم فيها، فما الداعي لتغيير تشكيلة تحرز الفوز في كل مرّة؟
ويرجح موقع “ذا سكور” الرياضي كفة مدرب كرواتيا أكثر في هذه المقارنة.