الأهلي المصري يخسر معركة القمة

لقطة من مباراة الأهلي والزمالك

فشلت كل المحاولات التي بذلها مسئولو الرياضة في مصر وعلى رأسهم الوزير أشرف صبحي، في إيجاد حل لأزمة تأجيل مباراة الأهلي والزمالك المقرر إقامتها بالأسبوع الرابع للدوري الممتاز.

تقرير | أحمد سعد

فبعد فشل وزير الرياضة واتحاد الكرة في إثناء النادي الأهلي عن قراره الرافض للعب أي مباراة بالدوري قبل أن يلعب مباراته مع الزمالك، لم يجد المسؤولون حلا للخروج من الأزمة إلا بتأجيل بطولة الدوري بأكملها إلى ما بعد الانتهاء من بطولة أفريقيا المؤهلة للأولمبياد وهي البطولة التي تنظمها مصر من 8 إلى 22 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

الأهلي يخسر المعركة

وأصدر اتحاد الكرة بيانا أعلن فيه قرار تأجيل الدوري برمته إلى ما بعد البطولة الأفريقية، وشرح فيه الأسباب والدوافع التي دعته لاتخاذ هذا القرار، لكن أهم ما تضمنه البيان هو أن مباراة القمة ستقام في نهاية الدور الأول للدوري، ولن تكون هي أول مباراة قادمة يلعبها الأهلي كما كان يرغب ويصر على ذلك، وهو ما يعني أن الأهلي خسر المعركة بفشله في تنفيذ ما أراد ووعد به الجمهور.

والواقع أن قرار التأجيل لم يحقق مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص الذي جعل النادي الأهلي يعلن موقفه الرافض للعب أي مباراة قبل أن يلعب مباراة الزمالك، فالأهلي لم يكن يقصد من وراء هذا الموقف فرض إرادته على اتحاد الكرة، وإنما أراد أن يستفيد من الظروف التي يمر بها الفريقان الآن، حيث الأهلي في أفضل حالاته الفنية والبدنية والمعنوية، وفرصته في تحقيق الفوز تبدو كبيرة جدا، عكس الزمالك الذي يعاني الكثير من المشاكل الفنية.

والمؤكد أن التأجيل الطويل للدوري سيكون له انعكاساته على حالة الفريقين، وبالقطع سيكون المستفيد منها الزمالك وليس الأهلي.

الأهلي يؤيد الاتحاد دون قصد

وإذا كان مسئولو الأهلي بنوا موقفهم المعلن على أن اتحاد الكرة هو أن الأمن برئ من قرار التأجيل وأن اتحاد الكرة هو الذي اتخذه من نفسه، فإن تصريحاتهم اليوم عقب قرار التأجيل جاءت لتنسف هذا الموقف وتظهر الأهلي وكأنه يؤيد اتحاد الكرة من دون أن يقصد، حيث رحب مسئولو القلعة الحمراء بالتأجيل حفاظا على أمن البلاد، وهي تصريحات تعني الاعتراف بأن قرار التأجيل هو قرار أمني وليس صادرا عن اتحاد الكرة.

وقد أكد هذا الأمر محمد مرجان مدير النادي الأهلي في تصريحاته التي جاءت كالتالي:

وزير الشباب والرياضة شخصية محترمة وتواجد في جلسة معنا ممثلا عن الدولة وبذل جهدا كبيرا لشرح الموقف، وسمع وجهة نظر الأهلي.

تابع “هناك شخصيات على أعلى مستوى من الدولة قامت بشرح الأمور لمجلس إدارة الأهلي بشكل كامل وأكدت أن ما حدث لم يكن لأي اعتبارات شخصية، لكن هناك بعد أمني أدى لتأجيل القمة”.

أضاف يجب على الجميع أن يتفهم وجود احتقان شديد في الشارع وهناك من يحاول استغلاله.

شدد على أن جميع الأطراف توصلت لاتفاق والحل لمصلحة البلد قبل أي شخص، وسوف يكون هناك التزام بجدول المباريات في الفترة المقبلة، إلا في الأمور المتعلقة أمنيا.

واصل “أي أمر متعلق بالأمن يجب على الجميع أن يلتزم به لمصلحة مصر بشكل عام”.

اختتم “الجلسة التي تمت بين مجلس إدارة النادي الأهلي ووزير الشباب والرياضة المحترم أظهرت للجميع الفارق بين النقاشات المحترمة وأي أمور أخرى”.

اتحاد الكرة يبرئ ذمته

جاء البيان الذي أصدره اتحاد الكرة والذي أعلن فيه تأجيل الدوري ليكشف فيه أبعاد الأزمة، إلا أن أكثر ما حرص على توضيحه هو سلامة موقفه من قرار تأجيل مباراة القمة، وأن الذي اتخذ القرار هو الجهات الأمنية كما أعلن منذ اللحظة الأولى كما كان للتأكيد على براءة ذمة مسئوليه من شبهة مجاملة الزمالك.

بيان الاتحاد

أولا: يؤكد الاتحاد المصري لكرة القدم على تقديره واحترامه لكل أطراف منظومة كرة القدم المصرية وفي القلب منها جميع الأندية المصرية المشاركة في مسابقاته دون استثناء، كما يؤكد الاتحاد تفهمه لسعي أي ناد لتحقيق مصالحه، بل وترحيب ومساعدة الاتحاد المصري قدر المستطاع ما لم يتعارض ذلك مع مصلحة المسابقات التي ينظمها بما يعود بالنفع على الكرة المصرية، وعلى وجه الخصوص جميع الأندية المشاركة فيها.

ثانيا: يؤكد الاتحاد المصري لكرة القدم على التزامه التام بما ألزم به نفسه بتحكيم مبدأ العدل في كل تعاملاته مع الأندية كافة وتقديم معاني الحوكمة والشفافية في كل قراراته وخطواته، وهو ما تم بخصوص تأجيل مباراة الأهلي والزمالك التي حكمها عدة عوامل هي:

قرار تأجيل المباراة كان بتعليمات من الجهات الأمنية، رغم المحاولات المتعددة التي بذلتها لجنة إدارة الاتحاد لإقامة المباراة في موعدها المحدد، وفي النهاية تم اعلاء المصلحة العامة والوطنية، ومن يتشكك في ذلك عليه اللجوء لتلك الجهات لتأكيد أو نفي صحة ما أورده الاتحاد رسميا في هذا الشأن.

إعلان إدارة المسابقات بالاتحاد قبل انطلاق المسابقة حصر حالات تعديل المواعيد في احتمالين: طلب أمني، تغيير في مواعيد البطولات الخارجية.

تقديم مباراة الزمالك والمقاولون ضمن الأسبوع الخامس لتقام قبل موعدها بأربعة أيام كان لإنفاذ مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع الأندية بعدم زيادة المؤجلات لفريق عن الآخر كما حدث الموسم الماضي، وذلك بعد أن صارت المباراة المشار إليها في حكم المؤجلة بتحديد مباراة الزمالك افريقيا يوم 24 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، إضافة إلى سهولة تحديد موعد آخر لمباراة المقاولون وأسوان من الجولة الرابعة لعدم مشاركة طرفيها خارجيا، وهو الأمر الذي تفهمته الأندية الثلاثة.

ثالثا: يرفض الاتحاد المصري لكرة القدم رفضا قاطعا أي تصريحات أو تلميحات من أي طرف كان بأن أعضاء اللجنة الخماسية المعينة من الاتحاد الدولي لكرة القدم ينحازون إلى طرف ضد طرف آخر، ويدعو الاتحاد المصري كل المتشككين في ذلك لإثبات شكوكهم بأدلة ملموسة والتقدم بها إلى أي جهة يرونها، وعليهم أيضا تبعات عدم ثبوت صحتها.

رابعا: على الرغم من أن اللجنة الخماسية المكلفة من الاتحاد الدولي والتي يعمل أعضاؤها تطوعا ودون أي طموح في الاستمرارية بعد انتهاء مدة تكليفهم، إلا أنهم في الوقت نفسه جزء من المنظومة الرياضية في مصر، وضمن النسيج الوطني الذي نلتحف به جميعا، ويقدرون بذلك الظروف الدقيقة التي يمر بها الوطن دون إثارة الرأي العام أو قلب الحقائق.

خامسا: إن الاتحاد المصري لكرة القدم وهو يعتبر نفسه بيت الأمة الكروية يسعده أن يظل بابه مفتوحا لكل أبنائه يستمع إلى شكواهم ويطمئنهم على حقوقهم ويساعدهم على تحقيق مصالحهم في إطار العدل وعدم الجور على المصالح العامة لكل أطراف المنظومة الكروية.

سادسا : بناء على ما ورد اليوم للاتحاد المصري لكرة القدم من خطاب وزارة الشباب والرياضة وفي إطار التعليمات الأمنية وفي ضوء استضافة مصر لبطولة الأمم الأفريقية تحت 23 سنة وتضافر الجهود لإنجاحها تقرر تأجيل ما تبقى من مباريات الأسبوع الخامس ومباريات الأسبوع السادس لمسابقة الدوري الممتاز إلى ما بعد انتهاء بطولة الأمم الأفريقية تحت 23 سنة ، على أن تستأنف المسابقة بعد انتهاء البطولة بنفس الترتيب الوارد بجدول المسابقة ، فيما تقام مباراة الأهلي والزمالك المؤجلة بتعليمات أمنية من الأسبوع الرابع في ختام الدور الأول.

المصدر : الجزيرة مباشر