تأجيل ألعاب طوكيو الأولمبية بسبب كورونا

على مدار عقود طويلة تغلبت الدورات الأولمبية على كل النزاعات السياسية والمسلحة والأزمات المالية وفضائح المنشطات والفساد وحالات المقاطعة من بعض الدول، حتى جاء فيروس كورونا.
ونجح فيروس كورونا في ما لم تستطع فعله سوى الحرب العالمية بعد أن تسبب في تأجيل دورة الألعاب الأولمبية التي كان من المقرر إقامتها في العاصمة اليابانية طوكيو الصيف القادم لتصبح هذه النسخة هي الأولى التي لا تقام في موعدها بوقت السلم.
ومنذ بدء إقامة دورات الألعاب الأولمبية الحديثة في 1896 تحت مظلة اللجنة الأولمبية الدولية، لم تقم ثلاث دورات فقط في تاريخ الأولمبياد وذلك في 1916 بالعاصمة الألمانية برلين بسبب الحرب العالمية الأولى و1940 في العاصمة اليابانية طوكيو و1944 في لندن بسبب الحرب العالمية الثانية.
وبذلك أصبح فيروس كورونا المستجد، الذي تحول لوباء عالمي، هو السبب في عدم إقامة الأولمبياد للمرة الأولى في موعده بوقت السلم، بعد ان تم تأجيل النسخة المرتقبة من الأولمبياد في طوكيو إلى عام 2021.
ويأتي القرار قبل 122 يوما من مراسم الافتتاح في الاستاد الوطني الجديد في اليابان، والذي كان سيصبح مركزا للمهرجان الرياضي الذي تبلغ مدته 16 يوما بمشاركة 11 ألف رياضي من 206 دول.
وتزايد الضغط مؤخرا على اللجنة الأولمبية الدولية ورئيسها توماس باخ، وأبدت هيئات رياضية وبعض الرياضيين غضبهم من استغراق كل هذا الوقت في اتخاذ قرار بدا حتميا.
وبعد محادثة هاتفية بين باخ ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، قال الطرفان إن الألعاب المقررة في الفترة من 24 يوليو/ تموز إلى التاسع من أغسطس/ آب ستتأجل إلى صيف 2021 وستكون احتفالا بالانتصار على فيروس كورونا.

وقالت يوريكو كويكي حاكمة طوكيو إن الألعاب المؤجلة سيظل اسمها “طوكيو 2020”.
وستظل الشعلة الأولمبية، التي أضيئت بالفعل في أولمبيا القديمة باليونان وانتقلت إلى اليابان لتبدأ مسيرة ألغيت الآن، في الدولة المستضيفة حتى الموعد الجديد كرمز للأمل.
وقال باخ “هذه الشعلة الأولمبية ستكون الضوء في نهاية النفق”.
وأوضح بيان اللجنة الأولمبية الدولية أن الأولمبياد سيقام بعد انتهاء 2020 ولكن لن يتجاوز صيف 2021.
وأضاف أن الهدف من التأجيل هو حماية صحة وسلامة الرياضيين وجميع المشاركين في الألعاب الأولمبية والمجتمع الدولي.
ورغم أن التأجيل يمثل ضربة قوية لليابان، التي استثمرت 12 مليار دولار في الاستعداد لاستضافة الحدث، فإن آلاف الرياضيين حول العالم سيتنفسون الصعداء بعد مرورهم بفترة مزعجة بشأن كيفية إجراء تدريباتهم مع دخول العالم في مرحلة إغلاق تام لمكافحة المرض.
واستخدمت دورات الألعاب الأولمبية أحيانا كمنصة لدعم أيديولوجيات سياسية، وكان أبرز هذه المواقف في أولمبياد 1936 ببرلين في ألمانيا النازية.
وتوقفت فعاليات أولمبياد ميونخ 1972 لما يقارب من 34 ساعة بعد احتجاز مسلحين فلسطينيين لأعضاء من البعثة الإسرائيلية المشاركة في الدورة.
وقاطعت العديد من الدول خاصة الأفريقية أولمبياد 1976 في مونتريال لعدم اتخاذ اللجنة الأولمبية الدولية قرارا بإيقاف نيوزيلندا بعد زيارة منتخبها للرجبي إلى جنوب أفريقيا، التي كانت تطبق نظام الفصل العنصري وقتها.
كما شهد أولمبياد 1976 الشتوي بعض المشاكل إثر انسحاب مدينة دنفر التي كان مقررا أن تستضيف هذه الدورة بعد رفض تمويلها من خلال استفتاء شعبي. ولكن مدينة إنسبروك النمساوية اختارت استضافة الأولمبياد.
وشهد أولمبياد 1980 في موسكو مقاطعة بلدان عدة مثل اليابان والصين والولايات المتحدة وألمانيا الغربية احتجاجا على غزو الاتحاد السوفيتي لأفغانستان.
وبعدها بأربع سنوات، قاد الاتحاد السوفيتي الكتلة الشرقية لمقاطعة أولمبياد 1984 في لوس أنجليس.