خصوصية المونديال القطري تُنقذ مرحلة التصفيات في ظل كورونا

ستاد الوكرة أحد الملاعب التي تستضيف كأس العالم 2022 في قطر
ستاد الوكرة أحد الملاعب التي تستضيف كأس العالم 2022 في قطر

تأجلت فعاليات رياضية عدة في جميع أنحاء العالم، وذلك على خلفية تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19). 

وتأثرت التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم 2022 المقبلة في قطر بكافة أنحاء العالم، بسبب عدم إقامة بعض الجولات المتزامنة مع تفشي الفيروس والذي أودى بحياة الآلاف في دول العالم.

وتسبب الفيروس في تأجيل معظم بطولات الدوري المحلية، وكذلك البطولات القارية، وخاصة في القارة الأوربية التي علّقت الأنشطة الرياضية ضمن الإجراءات الوقائية والاحترازية للحد من انتشار الإصابات بالفيروس.

ولم يتضح بعد الموعد الذي يمكن أن تنتهي فيه أزمة فيروس كورونا، ومن ثم موعد استئناف فعاليات الموسم الكروي الحالي، أو الأنشطة الرياضية المختلفة في أنحاء العالم.

وإلى جانب تأجيل مباريات التصفيات التي كانت مقررة بالقارة الأسيوية، في مارس/آذار الماضي، وتأثيرها على التصفيات في اتحادات قارية أخرى في الشهور المقبلة، تسبب الفيروس في تأجيل بطولات كبيرة ومهمة مثل كأس الأمم الأوربية القادمة (يورو 2020)، وكذلك بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) إلى العام المقبل. 

ومع عدم وضوح الرؤية بالنسبة لاستئناف البطولات المحلية والقارية في الموسم الحالي، وكذلك موعد انطلاق فعاليات الموسم المقبل سواء على المستوى المحلي أو القاري، بدا أن تصفيات كأس العالم في كل أنحاء العالم ستواجه مشاكل عدة، خاصة مع تأجيل يورو 2020 وكوبا أمريكا 2020 إلى العام المقبل، وكذلك تأجيل دورة الألعاب الأولمبية إلى 2021. 

ولكن ربما يكون القرار السابق بنقل بطولة كأس العالم 2022 في قطر إلى فصل الشتاء الأوربي، وإقامة فعاليات هذه النسخة بشكل استثنائي في نوفمبر/ تشرين ثان وديسمبر/كانون أول 2022 هو طوق النجاة لهذه التصفيات، وللاتحاد الدولي للعبة (فيفا)، لا سيّما وأن هذا الاستثناء سيوفر مزيدًا من المواعيد الدولية التي يمكن إقامة التصفيات فيها، بعكس ما كان عليه الحال لو أقيمت البطولة في موعدها المعتاد خلال يونيو/حزيران ويوليو/تموز. 

وكانت تصفيات كأس العالم بالقارة الأسيوية انطلقت في العام الماضي، ولكنها لا تزال في منتصف المشوار بالدور الثاني من التصفيات، في حين أن إقامة المونديال في أواخر 2022 سيمنح هذه التصفيات، وكذلك تصفيات قارة أمريكا الجنوبية، الفرصة الكافية لإعادة تعديل المواعيد بعد انتهاء أزمة فيروس كورونا، لا سيَّما وأن تصفيات القارتين تستغرق وقتًا طويلًا للغاية بسبب نظام كل منهما. 

ولا يختلف الحال كثيرا بالنسبة للتصفيات الأفريقية، والتي تأثرت جولاتها المقبلة بهذه التأجيلات على مستوى القارة والعالم كله، إذ تواجه التصفيات الأفريقية مشكلة مماثلة بسبب النسخة المقبلة من كأس الأمم الأفريقية، والمقررة في الكاميرون العام المقبل، وكذلك بسبب تصفياتها التي لا تزال دائرة. 

ويتشابه هذا مع الوضع في القارة الأوربية والتي تأكد على الأقل تأجيل جولتين في تصفياتها المؤهلة لمونديال 2022، وهما الجولتان المقررتان في يونيو 2021، وذلك بعد نقل يورو 2020 إلى ذلك التاريخ. 

وتشير بعض التوقعات إلى أن احتواء أزمة جائحة كورونا في الفترة المقبلة قد يمنح الفرصة إلى العديد من الأنشطة الرياضية -ومنها الكروية- لاستئناف فعالياتها في أواخر يونيو أو يوليو المقبلين. 

وإذا صحت هذه التوقعات، لن يكون من الصعب إعادة جدولة التصفيات في مختلف قارات العالم بشكل هادئ، ودون أي ضغط للمباريات.       

ولكن في حال امتدت الأزمة لأبعد من هذا، سيكون على مسؤولي الاتحادات القارية -بالتعاون مع الفيفا- مناقشة الأمر بشكل مكثف؛ لإعادة ترتيب مواعيد التصفيات في مختلف القارات، والاستفادة بقدر الإمكان من الأفضلية التي يقدمها المونديال القطري لإقامته في أواخر عام 2022 بدلا من التوقيت المعتاد في نصف العام. 

جدير بالذكر أن مسؤولي النظام القطري سبق لهم التأكيد على استعدادهم التام لإقامة المونديال في منتصف العام كما هو معتاد، لا سيَّما مع تزويد مختلف ملاعب المونديال بتقنية التبريد الحديثة، والتي تمكِّن المنظمين من إقامة المباريات حتى في فصل الصيف، الذي تزيد فيه درجات الحرارة وترتفع فيه نسبة الرطوبة.

ولكن إقامة هذه النسخة من البطولة في فصل الشتاء ربما أصبح أمرا حتميا الآن، بغض النظر عن رغبة أي طرف، وذلك لمنح فرص أفضل لإقامة التصفيات من دون أي ضغوط.  

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات