من أسوأ كوارث الرياضة.. عشرات الضحايا جراء أعمال شغب تلت مباراة في إندونيسيا والفيفا يعدّه يوما أسود (شاهد)

أعلنت السلطات الإندونيسية، اليوم الأحد، مقتل 125 شخصًا وإصابة 320، في أعمال شغب وتدافع تلت مباراة لكرة القدم بالدوري الممتاز في مالانغ ثانية كبرى مدن المحافظة في واحدة من أسوأ كوارث الملاعب الرياضية في العالم.

يأتي ذلك بعدما أُعلن بالخطأ في وقت سابق عن سقوط 174 قتيلًا و180 جريحًا. وأوضح قائد شرطة مقاطعة جاوة الشرقية للصحفيين أنه بعد المباراة التي فاز فيها نادي (بيرسيبايا سورابايا) بثلاثة أهداف مقابل هدفين على (أريما إف سي)، اقتحم مشجعو الفريق الخاسر أرض الملعب، وأطلقت السلطات قنابل غاز مما تسبب في التدافع وحالات اختناق.

من أكثر الحوادث دموية في تاريخ الملاعب

وقال قائد الشرطة “تحولت الأمور إلى فوضى، وبدأ المشجعون بمهاجمة الضباط وألحقوا أضرارًا بسيارات”، مضيفًا أن التدافع حدث عند فرار الجماهير إلى بوابة للخروج. وكانت هذه المرة الأولى منذ أكثر من 20 عامًا التي يخسر فيها فريق (أريما إف سي) أمام منافسه. ووصفت وسائل إعلام إندونيسية الواقعة بأنها ثاني أكثر الحوادث دموية بتاريخ الملاعب منذ القرن الماضي.

وأظهرت لقطات فيديو نشرتها وسائل إعلام محلية تدفق المشجعين داخل الملعب واشتباكات وقنابل غاز بجانب صور لأشخاص فاقدين للوعي يحملهم مشجعون آخرون.

وأمر الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو بفتح تحقيق في أمن مباريات كرة القدم في البلاد، وقال في خطاب بثه التلفزيون إنه على وزيري الرياضة والأمن والشرطة الوطنية ورئيس الاتحاد الوطني الإندونيسي لكرة القدم إجراء “تقييم شامل للمباريات والإجراءات الأمنية”.

يوم أسود

ونقلت رويترز عن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قوله إن حادث التدافع الدامي في إندونيسيا يوم أسود لجميع الأطراف المعنية.

ويحدد الفيفا في قواعده للسلامة أنه لا ينبغي استخدام الأسلحة أو الغاز للسيطرة على الحشود من أفراد الأمن أو الشرطة.

وقال وزير الأمن الإندونيسي محمد محفوظ عبر إنستغرام إن مدرجات الاستاد امتلأت بأكثر من سعتها، مشيرًا إلى طرح 42 ألف تذكرة للبيع رغم أن الاستاد يسع 38 ألف شخص فقط.

وأكد وزير الرياضة الإندونيسي زين الدين أمالي لمحطة (كومباس) التلفزيونية أن السلطات ستعيد تقييم إجراءات السلامة في مباريات كرة القدم مع التفكير في منع الجماهير من حضورها بعد هذه المأساة.

ووقعت أحداث شغب وعنف في مباريات سابقة بالبلد الآسيوي في ظل التنافس القوي بين بعض الأندية، وأعلنت رابطة الدوري الإندونيسي الممتاز عن توقف المسابقة لمدة أسبوع بعد الكارثة، وقال الاتحاد الإندونيسي للعبة إنه سيبدأ تحقيقًا في الأحداث.

ويشار إلى أن إندونيسيا ستستضيف كأس العالم تحت 20 عامًا في مايو/أيار ويونيو/حزيران 2023، وهي ضمن ثلاث دول تطلب استضافة كأس آسيا العام المقبل بعد انسحاب الصين.

من كوارث الاستادات حول العالم

خلال تصفيات أولمبياد طوكيو 1964، قام هوليغانز الفريق البيروفي باقتحام الملعب في لقاء مع الأرجنتين مما دفع الأمن لغلق الأبواب وإطلاق الغاز المدمع وتسبب التدافع في مقتل 327 على الأقل، وفق صحفيون رياضيون.

ومن بين أسوأ كوارث استادات كرة القدم في العالم، ما حدث أيضًا في استاد هيلزبره في شيفيلد بإنجلترا حين قُتل 96 مشجعًا لليفربول في أبريل/نيسان 1989 نتيجة الدهس والتدافع في مدرج مغلق ومزدحم بأعداد تفوق طاقته الاستيعابية.

وفي مصر، قُتل 77 مشجعًا وأصيب أكثر من 1400 في بورسعيد خلال مباراة بين الأهلي والمصري عام 2012 إثر اقتحام جماهير النادي البورسعيدي الملعب بعد نهاية المباراة، وبعدها توقف نشاط الدوري المصري عامين.

وفي أبريل 2016، اضطرت السلطات المغربية إلى اتخاذ قرار بحل حركة الألتراس في البلاد بعد وقوع حوادث شغب بارزة في كل من الرباط والدار البيضاء ومدن أخرى، أسفرت عن قتلى وعشرات الجرحى، إلى جانب أعمال تخريب واسعة في الممتلكات العمومية.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات