محمد صلاح إلى أين؟
هل أغلق ليفربول الإنجليزي الباب أمام اتحاد جدة السعودي لبيع النجم المصري محمد صلاح؟ سؤال لا يبدو محسومًا حتى هذه اللحظة، بالرغم من إعلان مسؤولي النادي الإنجليزي رفضهم للعرض المالي المغري جدا لشراء اللاعب وهو 150 مليون جنيه إسترليني (حوالي 700 مليون ريال سعودي).
وعلى الرغم من إغلاق سوق الانتقالات في إنجلترا، فإنه لا يزال مفتوحًا في السعودية مدة أسبوعين، ومن الواضح أن الاتحاد مستعد لزيادة العرض إلى أكثر من 150 مليون جنيه إسترليني، بل إلى أيّ حدّ يضعف أمامه النادي الإنجليزي فيضطر إلى قبول إتمام الصفقة.
لذلك لا مانع من التوقع بأن رفض مسؤولي “الريدز” يمكن أن يكون مجرد مناورة هدفها الوصول إلى أقصى مبلغ يمكن أن يدفعه اتحاد جدة، ولا سيما أن رغبة النادي السعودي في ضم صلاح تبدو جامحة.
لكن قبل التكهن بالنتيجة التي يمكن أن تصل إليها المفاوضات، لا بد من الإشارة إلى مجموعة من النقاط المهمة التي يمكن من خلالها التوصل إلى النتيجة النهائية.
أول هذه النقاط وربما يكون أهمها على الإطلاق أن ليفربول لا يبدو أن لديه ما يمنع من التنازل عن خدمات محمد صلاح، بالرغم من كونه النجم الأهم والأبرز حاليا بالفريق، فالنادي لا يبدو متمسكا بنجومه الكبار وأوراقه الرابحة بالشكل الذي يجعله يتمسك بصلاح، فقد سبق أن فرّط في السنغالي ساديو ماني، والبرازيلي فيرمينو، ثم مواطنه فابينيو، وكلهم ممن شاركوا مع صلاح في الإنجازات التي حققها الريدز في السنوات الأخيرة بالفوز بالبريميرليج ودوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية.
والأهم من ذلك هو أن ليفربول لا يبدو وهو في حالته الفنية الحالية أنه قادر على المنافسة على البطولات كما كان من قبل، ويكفي في ذلك فشله في الوجود بدوري الأبطال بعدما حقق المركز الخامس بالدوري الإنجليزي الموسم الماضي، ولو أنه كان جادا في رغبته في المنافسة على البطولات، لرأيناه يدعم الفريق بالصفقات التي تعوض الغائبين والراحلين، لكنه لم يفعل.
النقطة الثانية هي أن مسؤولي النادي الإنجليزي يدركون جيدا أن محمد صلاح “اليوم” ليس هو محمد صلاح “الأمس” فقد كبر سنه (31 سنة) وهبط مستواه، وتراجعت أرقامه وأهدافه بشكل كبير، وهو ما انعكس على قيمته السوقية التي تراجعت بشكل كبير، حتى وصلت حاليا إلى 65 مليون يورو بعدما كانت 120 مليونا قبل 3 سنوات فقط، أي أنه فقد نحو نصف قيمته السوقية، وهم يعلمون أنهم أمام فرصة ذهبية بالعرض السعودي قد لا تسنح مرة أخرى إذا ما فرطوا فيها.
راتب ضخم
النقطة الثالثة هي أن مسؤولي الريدز يعون جيدًا أن الراتب المعروض من اتحاد جدة على اللاعب هو راتب ضخم، فهو يفوق راتبه مع الليفر بخمسة أضعاف، فراتبه الحالي هو 350 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع، أما المعروض عليه من النادي السعودي فهو 1.5 مليون جنيه إسترليني، وهو راتب كفيل بأن يلعب برأس اللاعب ويؤثر في تركيزه في الملعب ومن ثم يتأثر أداؤه الفني وحماسته أيضا، وإذا رُفض السماح له بالرحيل، فربما يخسر النادي لاعبه، ويخسر المال أيضا.
لأجل ذلك فإن النظرة الاحترافية تقتضي أن يوافق ليفربول على العرض السعودي، فهو وإن خسر لاعبا بقيمة وإمكانات صلاح، فسيحصد مبلغا ضخما، يعوضه عن كل الأموال التي كلفها له صلاح، وهو مبلغ يمّكنه من عقد الصفقات التي تحل مشاكله الفنية الحالية وترضي جماهيره الحزينة من الحال الذي وصل إليه الفريق الآن.