كيف خلد محمد صلاح نفسه ضمن أعظم لاعبي البريميرليغ؟

لم يكن محمد صلاح يتخيل، حين خاض خطواته الأولى مع ليفربول في صيف 2017 قادمًا من روما، أن رحلته هذه ستنقله إلى مصاف أساطير “أنفيلد”.
ووقد شكّل أداء صلاح -الذي يُعرف الآن بلقب “الملك المصري”- علامة فارقة في تاريخ النادي الإنجليزي، إذ استطاع كسب قلوب جماهير “الريدز” على مدى سنوات، ليُخلّد اسمه ضمن أبرز اللاعبين في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsصلاح يقود ليفربول إلى فوز مستحق على مانشستر سيتي (فيديو)
قبل المواجهة بينهما.. محمد صلاح يتحدث عن علاقته مع عمر مرموش
إيفرتون يقتنص تعادلا مثيرا من ليفربول في ديربي الميرسيسايد (فيديو)
موسم استثنائي في ظروف متقلبة
في موسمٍ شهد تحديات غير مسبوقة إثر مغادرة المدرب الألماني يورغن كلوب بعد 8 مواسم ذهبية، وجد ليفربول نفسه أمام مرحلة انتقالية بقيادة المدرب الهولندي أرنه سلوت.
لكن محمد صلاح، كعادته، تحول إلى حجر الزاوية في هذه المرحلة، وساهم بأهدافه وتمريراته الحاسمة في قيادة الفريق إلى لقب الدوري الإنجليزي قبل 4 جولات من نهايته، وهو اللقب الثاني للنادي منذ عام 1990، ليعادل الرقم القياسي لمانشستر يونايتد (20 لقبًا).
ومع تسجيله 28 هدفًا و18 تمريرة حاسمة، أصبح صلاح مرشحًا فوق العادة لجائزة أفضل لاعب في الدوري للمرة الثالثة، في حين أكدت إحصائياته الهجومية (46 مساهمة بين تسجيل وصناعة) أنه على أعتاب تحطيم أرقام قياسية جديدة بالدوري الممتاز.

من الفشل إلى الأسطورة
لم تولد أسطورة صلاح من العدم، فقبل أن يصل إلى ليفربول ليكون جناحا واعدا فيه، خاض اللاعب المصري تجارب مليئة بالعثرات، أبرزها مع تشيلسي الذي استغنى عنه سريعًا، قبل أن يستعيد بريقه في الدوري الإيطالي مع فيورنتينا وروما.
قرار ليفربول بالمراهنة عليه حينها، رغم أنه لم يكن الخيار الأول للمدرب يورغن كلوب، غيّر تاريخ النادي واللاعب معًا.
وفي موسمه الأول مع الريدز، أذهل صلاح العالم بتسجيله 44 هدفًا، ليقود فريقه إلى نهائي دوري أبطال أوروبا ويحجز مقعدًا بين الكبار في البريميرليغ.
“الملك المصري” يستحق كل اللقب
رحلة صلاح في ليفربول كانت حافلة بالألقاب والملاحم. من كأس دوري الأبطال عام 2019 أمام توتنهام، إلى لقب الدوري الإنجليزي عام 2020 الذي أنهى انتظارًا دام 30 عامًا، أضاف “الفرعون المصري” أرقامًا وإنجازات تُخلّد مكانته ضمن أعظم لاعبي العصر الحديث في البريميرليغ.
إلى جانب أرقامه القياسية، يحتل صلاح المركز الخامس في ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز بـ185 هدفًا، كما أنه ضمن أفضل 10 لاعبين في صناعة الأهداف، مما يُبرز دوره بوصفه لاعبا شاملا يقود هجوم فريقه ببراعة.

إرث خالد
في عمر الثانية والثلاثين، لا يبدو أن محمد صلاح ينوي التوقف قريبًا. ومع كل مباراة، يُضيف صفحة جديدة إلى إرثه مع ليفربول، ويُذكّر محبي كرة القدم بأن النجاح رحلة طويلة تصنعها الإرادة والعمل.
صلاح ليس مجرد لاعب كرة قدم، إنه رمز لقصة ملهمة عن الإصرار، وعن لاعب حمل حلمه من شوارع مصر إلى قمم المجد في العالم.