قانون لحظر الحجاب الرياضي يجتاز أول عقبة تشريعية في فرنسا (فيديو)

في ظل النظام العلماني الفرنسي، يُحظر على موظفي القطاع العام والمعلمين والتلاميذ والرياضيين الذين يمثلون فرنسا في الخارج ارتداء رموز دينية ظاهرة، مثل الصليب المسيحي، الكيباه اليهودية، عمامة السيخ، أو غطاء الرأس الإسلامي المعروف بالحجاب.
وحتى الآن، كان بإمكان الاتحادات الرياضية الوطنية أن تقرر فرديا ما إذا كانت تسمح بارتداء الحجاب في المسابقات المحلية، لكن التشريع الجديد يهدف إلى حظر غطاء الرأس في جميع المسابقات الاحترافية والهواة في جميع أنحاء البلاد.
اقرأ أيضا
list of 4 items“عبد الله بن أم مكتوم”.. مدرسة هندية تجمع القرآن والعلوم في قاعة واحدة بلا أصوات (شاهد)
“نوفي بازار”.. منارة قرآنية تعيد إحياء الهوية الإسلامية لمسلمي صربيا (فيديو)
البرلمان البريطاني يناقش عريضة تشترط صعق الحيوانات قبل ذبحها
ونجح مشروع قانون مثير للجدل -يدعمه سياسيون من اليمين ومن شأنه حظر ارتداء الحجاب في جميع المسابقات الرياضية- في اجتياز أول عقبة تشريعية في مجلس الشيوخ، وفي حال إقراره من مجلس النواب، فسوف يكرس هذا القانون ما كانت الاتحادات الرياضية الفردية تتخذه حتى الآن.
ويقول المؤيدون إن القانون المقترح يُعَد خطوة ضرورية لحماية العلمانية، التي تُعَد إحدى ركائز الجمهورية الفرنسية. ويدينه المعارضون بوصفه قانونا تمييزيا ومعاديا للإسلام وانتهاكا لسيادة القانون ومفهوم العلمانية ذاته.
وقالت لاعبة كرة السلة الفرنسية ساليماتا سيلا لوكالة أسوشيتد برس “نحن نعلم أن الرياضة هي وسيلة للتحرر، وخاصة بالنسبة للفتيات. إذَن، ما الذي يحاولون إخبارنا به حقا؟ هل يعتقدون أننا مضطهدات لمجرد ارتدائنا الحجاب؟ لكنهم في النهاية يضطهدوننا أيضا لأنهم استبعدونا من ملاعب كرة السلة. لقد اخترنا أن نكون مسلمين. لا ينبغي لك بأي حال من الأحوال أن تملي عليَّ ما أرتديه وما لا أرتديه”.
وفي يناير/كانون الثاني 2023، عندما طُلب منها خلع الحجاب الرياضي إذا أرادت اللعب ضد نادي إسكودان المنافس في الدوري الوطني الثالث، رفضت سيلا، واستشهدت بالاقتناع الشخصي وحقيقة أن حجابها الرياضي تمّت الموافقة عليه رسميا، ويُعَد مناسبا للاستخدام التنافسي. حينها فقط علمت أن الاتحاد الفرنسي لكرة السلة حدَّث قواعده، وحظر كل أغطية الرأس بوصفها غير مناسبة للعب، على عكس قواعد الاتحاد الدولي.
وأضافت ساليماتا سيلا “لقد صُدمت حقا. ذهبتُ إلى الحكم لأخبره بأنني لعبت ثماني مباريات بها منذ بداية الموسم، ولم يمنعني أحد من اللعب بها. فقال: أنا آسف، إليك القواعد”.
ولم يقدّم الاتحاد الفرنسي لكرة السلة لوكالة أسوشيتد برس تفسيرا لأسباب وطريقة التقدم بطلب الحظر في المسابقات.
وحتى الآن، كانت الاتحادات الرياضية حرة في اتخاذ القرار بشأن السماح بارتداء الحجاب أم لا، إذ اختارت إحدى أقوى الرياضات في البلاد، كرة القدم، حظر ارتداء الحجاب.
ولم يُحدَّد موعد حتى الآن لمناقشة مشروع القانون في مجلس النواب، ولكي يُمرَّر فإنه سيحتاج إلى تحالف بين القوى التي لا تتعاون عادة في الهيئة التشريعية المنقسمة بشدة.
وأعاد تصويت أعضاء مجلس الشيوخ لصالح مشروع القانون إشعال النقاش الدائر بشأن العلمانية، وهي قضية ساخنة لا تزال قائمة بعد أكثر من قرن على صدور قانون عام 1905 بشأن الفصل بين الكنيسة والدولة، الذي أسَّس العلمانية مبدأ من مبادئ الجمهورية الفرنسية.
وتقول مجموعة من لاعبات كرة القدم اللاتي يرتدين الحجاب، وتُدعى “المحجبات”، وتقوم بحملة ضد الحظر، إن مشروع القانون الجديد من شأنه أن يفرض خيارا غير عادل على النساء المسلمات، مما يجبرهن على الاختيار بين ارتداء الحجاب أو ممارسة الرياضة.