الأهلي في مونديال الأندية.. طموح عملاق ورهانات تاريخية

الأهلي في مونديال الأندية.. طموح عملاق ورهانات تاريخية

يسعى العملاق القاهري، الأهلي، إلى مواصلة كتابة التاريخ وإضافة فصل جديد من فصول تألق الكرة المصرية والإفريقية في مونديال الأندية 2025. مغامرته العاشرة في كأس العالم للأندية، بنظامها الجديد، لن تكون مجرد مشاركة، بل هي طموح للذهاب بعيدا وتحقيق إنجاز غير مسبوق في البطولة المستحدَثة التي ستنطلق في 14 يونيو/حزيران المقبل بالولايات المتحدة الأمريكية.

وتلقى مجلس إدارة الأهلي برئاسة محمود الخطيب إخطارا من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) يفيد بتحويل 20% من قيمة مكافأة مشاركة الفريق الأحمر في مونديال الأندية. وسوف يحصل الأهلي على مبلغ 9.5 ملايين دولار نظير مشاركته في البطولة بخلاف مكافآت المباريات.

الخطيب رئيس بعثة الأهلي في مونديال الأندية

وقرر محمود الخطيب، رئيس النادي الأهلي المصري، أن يترأس بعثة الفريق الأول لكرة القدم المتجهة إلى الولايات المتحدة يوم الرابع من يونيو المقبل، للمشاركة في بطولة كأس العالم للأندية.

وتبدأ رحلة الأهلي في المونديال بمواجهة ثلاثة أندية قوية: إنتر ميامي الأمريكي، وبورتو البرتغالي، وبالميراس البرازيلي.

تحدٍّ عالمي برؤية مصرية

يرى الناقد الرياضي ياسر أيوب أن رحلة الأهلي إلى الولايات المتحدة تتجاوز حدود المشاركة الرياضية لتصبح “دعاية رياضية لمصر”. فمن خلال الأهلي، ستصبح مصر واحدة من 20 دولة تشارك أنديتها في هذه البطولة العالمية.

هذه النظرة يشاركه فيها الإعلامي محمد الجزار الذي يؤكد أن الأهلي “لن يذهب إلى الولايات المتحدة من أجل المشاركة بل لترك بصمة”، لامتلاكه “كل الإمكانيات اللازمة وخصوصا من حيث التركيبة البشرية”.

ورغم مشاركات الأهلي السابقة في النسخ القديمة من البطولة، وحصده المركز الثالث أربع مرات (2006، 2020، 2021، 2023)، فإن الناقد الرياضي ياسر أيوب يوضح أن النظام الجديد يمثل “التحدي الحقيقي لكل أندية العالم وليس الأهلي فقط”.

ويصف الجزار البطولة بأنها “مفتوحة الأبواب، والاحتمالات أمام الجميع، ومواجهات كثيرة حقيقية”، مؤكدا أن الأهلي لن يكتفي بمجرد المشاركة، بل سيحاول الوصول إلى “أبعد نقطة ممكنة في تحدٍّ جديد سبق أن خاض الأهلي مثله كثيرا من قبل”.

مجموعة الأهلي.. حسابات وتوقعات

ويرى الصحفي الرياضي محمد الصباغ أن الأهلي في “مجموعة جيدة نسبيا”، وسيبدأ بأسهل مباراة حسابيا أمام إنتر ميامي الذي “يخسر كثيرا في مبارياته الأخيرة”. بعد ذلك، سيدخل مباراة بالميراس البرازيلي في مواجهة “اعتاد عليها الفريق القاهري خلال مشاركاته السابقة”، مما يجعله أمام “اختبار قوي لكن اعتاد خوضه، وبالتالي لن تكون هناك الرهبة الكبيرة”.

أما المباراة الثالثة أمام بورتو البرتغالي، فستكون “المباراة الأصعب حسابيا، لكن بورتو ليس بالفريق المرعب حاليا، وبالتالي فرص الأهلي جيدة بسبب القرعة وترتيب المباريات وخبرة المواجهات مع الأندية العالمية خلال البطولات السابقة”.

بينما يصف الجزار المجموعة بأنها “في المتناول” رغم وجود ميسي في إنتر ميامي، ووجود بالميراس وبورتو “اللذين يمكن مجاراتهما”.

تحديات الجهاز الفني والانسجام

يشير الصباغ إلى أن مشكلة الأهلي الرئيسية تكمن في تغيير الجهاز الفني بعد رحيل مارسيل كولر والحديث عن قدوم مدرب جديد هو الإسباني خوسيه ريفيرو. هذه النقطة تقلق أيضا الصحفي الرياضي محمد حافظ الذي يبدي تخوفه من “عدم قدرة المدرب الجديد على صنع توليفة بين اللاعبين في الفترة القصيرة”، فالتحديات تتمثل في “الانسجام بين المدرب واللاعبين”، وهل سيدخل “اللاعبون الجدد والمدرب الجديد في رتم الفريق سريعا قبل أسابيع قليلة من المونديال؟”.

يعتقد الصباغ أن الأهلي “ركز كثيرا على كأس العالم للأندية قبل وقت طويل من انطلاقها”، مما “أثر على أولويات الفريق وتسبب في تذبذب النتائج”. ويرى أن تعاقدات الفريق كانت “بناء على كأس العالم للأندية وليس موسما كاملا أو خطة لمواسم متتابعة”.

هذه الرؤية يشاركها محمد حافظ الذي أبدى تحفظه على طريقة تعامل الإدارة مع البطولة، مشيرا إلى أن “النادي لم يقم بالتجهيز والتحضير اللازم، وهو ما انعكس على موسم الأهلي حيث كانت نتائجه متذبذبة”.

تعاقدات واعدة وضغط جماهيري

يضيف الصباغ أن الأهلي ضم لاعبين جددا مثل المغربي أشرف بن شرقي والدولي المصري محمود تريزيغيه، واستعار لاعبه السابق حمدي فتحي للمشاركة في البطولة، بالإضافة إلى صفقة أحمد سيد زيزو التي تثير جدلا كبيرا.

هذه التعاقدات يراها الجزار إضافة قوية، مشيرا إلى التعاقد مع التونسي محمد علي بن رمضان بالإضافة إلى زيزو. بينما يؤكد محمد حافظ أن الأهلي “حاول التدارك في الفترة الأخيرة، وقام بصفقات نارية لتدعيم الفريق” بجلب بن شرقي وتريزيغيه ومحمد علي بن رمضان وزيزو، بالإضافة إلى المهاجم السلوفيني غراديشار، والمدرب الجديد ريفييرو.

هذه الصفقات كلها مع المدرب الجديد ستمثل “تحديا”، ويتساءل الصباغ “كيف سيتم التعامل مع كل هؤلاء النجوم خلال فترة زمنية قصيرة قبل انطلاق المونديال؟”. كما أن اللاعبين سيكونون تحت “ضغط جماهيري كبير”، إذ يشير الصباغ إلى أن “المدرب السابق مارسيل كولر، الذي حصد الدوري مرتين ودوري الأبطال مرتين، توجب إقالته بسبب تراجع المستوى واحتمال خسارة الدوري، وذلك رغم اقتراب انطلاق مونديال الأندية الذي خطط له مع الإدارة لشهور طويلة”.

نقاط القوة والضعف.. نظرة فنية

من جانب نقاط القوة، يتفق كل من المحلل الرياضي محمد الجزار والصحفي محمد حافظ على جودة التشكيلة الحالية.

يؤكد الجزار أن تشكيلة الأهلي تتضمن أسماء ممتازة مثل المهاجم الفلسطيني أبو علي والنجمين إمام عاشور وحسين الشحات. بينما يتحدث حافظ عن “تمرس الأهلي على البطولات الكبرى، وروح الانتصارات الحاضرة لديه في المواعيد الكبرى”، بالإضافة إلى “نوعية اللاعبين المميزة” مثل وسام أبو علي وإمام عاشور.

ويصف الأهلي بـ”المحظوظ” لأنه “سينشط لقاء الافتتاح ضد إنتر ميامي وهي المقابلة الأسهل نسبيا”، حيث يمكن للأهلي “التفاوض ضد رفقاء ميسي، ولمَ لا؟ حصد النقاط كاملة قبل مواجهتي بالميراس وبورتو اللتين ستكونان الأصعب”.

على الجانب الآخر، يركز حافظ على نقاط وصفها بنقاط الضعف في الأهلي، مثل “هشاشة خط الدفاع بظل الإصابات المتكررة للمدافع أشرف داري”، واختلال المنظومة الدفاعية منذ رحيل المدافع الصلب محمد عبد المنعم إلى نيس الفرنسي. كما أبدى قلقه من “عدم تدعيم خط الدفاع الذي يبقى الحلقة الأضعف”، وأن “بعض الصفقات الأخيرة ستحتاج إلى وقت للاندماج وفهم منظومة اللعب”، بالإضافة إلى “عدم وصول بعض اللاعبين حتى الآن”، وهو ما يشكل “ضغطا قبل انطلاق البطولة بأيام”.

الأبطال.. من الكأس السلطانية إلى العالمية

يعود الناقد الرياضي ياسر أيوب في الختام ليستعرض تاريخ الأهلي الحافل بالتحديات، مشيرا إلى أن الكأس السلطانية عام 1923 لم تكن فقط أول بطولة رسمية للنادي، بل كانت “أول تحدٍّ حقيقي يخوضه النادي منذ بدأ يلعب كرة القدم عام 1911”. واليوم، في عام 2025، أصبح الأهلي “النادي الوحيد في إفريقيا الذي تصعب مقارنة عدد بطولاته وألقابه بأي نادٍ آخر في القارة”. لذا، كان لا بد من “الانتقال إلى ساحة أخرى، وبدء تحدٍّ يتمثل في بطولة عالمية حقيقية”. وهكذا، سيبصم البطل المصري على مشواره العالمي.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان