كيف نجح الأهلي السعودي في كتابة التاريخ وحصد أول ألقابه القارية في دوري أبطال آسيا؟

Al Ahli v Kawasaki Frontale: AFC Champions League Elite Final
رفع النجم البرازيلي روبرتو فيرمينو كأس دوري أبطال آسيا للنخبة بعد قيادة فريقه الأهلي السعودي للفوز على كاواساكي فرونتالي (غيتي)

بأداء استثنائي فرض فيه نفسه على الساحة الآسيوية، نجح الأهلي السعودي في تحقيق إنجازه الأكبر بإحراز لقب دوري أبطال آسيا للنخبة لكرة القدم، مسجلًا بذلك أول ألقابه القارية في مسيرة امتدت لأكثر من ثمانية عقود منذ تأسيسه عام 1937.

الفريق الملقب “الراقي”، الذي يُعرف بجماهيره العريضة وتاريخه العريق، قدَّم مسيرة لافتة في البطولة التي أقيمت بنظام جديد هذا الموسم. تصدَّر المشهد منذ البداية، محتلًّا وصافة المجموعة الموحدة خلف الهلال بفارق الأهداف ودون أي خسارة. هذا الأداء الأولي كان تمهيدًا لانتصارات مدوية في الأدوار الإقصائية، كان من أبرزها إقصاء الهلال نفسه، صاحب الرقم القياسي في عدد الألقاب القارية، في مواجهة مثيرة احتضنتها مدينة جدة.

وفي المشهد الختامي، التقى الأهلي وكاواساكي فرونتالي الياباني في ملعب الإنماء بجدة، وحضر أكثر من 60 ألف مشجع لمشاهدة فريقهم يكتب التاريخ بأحرف من ذهب. بفوز مستحق بنتيجة 2-0، رفع الأهلي الكأس الآسيوية لأول مرة في تاريخه، لينضم إلى قائمة أبطال القارة.

رحلة تتويج الأهلي

المدرب الألماني الشاب ماتياس يايسله كان كلمة السر في هذا الإنجاز التاريخي. في عمر لا يتجاوز 37 عامًا، استطاع يايسله أن يقود فريقه، متحديًا كل الترشيحات التي صبّت لصالح أندية سعودية أخرى مثل الهلال، بطل الدوري وصاحب الخبرة القارية الكبيرة، والنصر الذي يعوّل على نجمه العالمي كريستيانو رونالدو.

يايسله قاد الأهلي نحو تحقيق 11 انتصارًا وتعادلًا وحيدًا خلال مشواره في البطولة، محافظًا على تماسك الفريق رغم احتلاله المركز الخامس في ترتيب الدوري المحلي.

هذا الإنجاز يأتي بعد سنوات من المحاولات القارية، إذ سبق للفريق أن حل وصيفًا مرتين في 1986 و2012. لكن ما يميّز الأهلي اليوم هو أنه لم يكتفِ بالمشاركة أو الوصول إلى النهائيات، بل أثبت أنه قادر على انتزاع الألقاب والمنافسة مع الأندية الكبرى في القارة.

ورغم الأداء المميز لمعظم نجوم الفريق، يرى شلية أن المشاركة القارية المقبلة قد تتطلب بعض التعديلات في اللاعبين المحترفين، مشيرًا إلى إمكانية تغيير التركي ميريح ديميرال والإسباني غابري فيغا بلاعبين يتناسبون مع المستوى العالي للبطولات العالمية المقبلة. لكنه شدَّد في الوقت نفسه على أهمية الحفاظ على خدمات البرازيلي روبرتو فيرمينو، الذي قدَّم مستويات مميزة في البطولة القارية.

ومن المفارقات اللافتة في مسيرة الأهلي أنه عانى في موسم 2021-2022 هبوطه إلى دوري الدرجة الثانية، في واحدة من أصعب اللحظات بتاريخ النادي. لكن هذه الكبوة تحولت إلى نقطة انطلاق جديدة، إذ عاد الفريق في الموسم التالي إلى دوري المحترفين واحتل المركز الثالث، ليضع نفسه على طريق تحقيق الألقاب مجددًا.

المصدر : الجزيرة مباشر + الفرنسية

إعلان