صلاح خارج المنافسة.. الصاعدون والهابطون في ليفربول

الإنجاز الكبير الذي حققه نادي ليفربول مؤخرا، بحصوله على بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم للموسم المنصرم 2024 / 2025، لم يكن بالضرورة دالا على أن كل لاعبي الفريق تألقوا، أو كانوا على المستوى الفني نفسه، كما أنه لم يمنح كل اللاعبين الدرجة نفسها من التميز، أو حتى الارتقاء في القيمة السوقية ببورصة اللاعبين، بل إن القيم تفاوتت صعودا وهبوطا بين مجموعة وأخرى، ليس فقط وفقا لمساهماتهم مع الفريق، وإنما لأسباب أخرى عديدة، رصدها موقع “ترانسفير ماركت” في هذا التقرير.
صلاح وفان دايك خارج المنافسة
بينما يشير معظم مشجعي ليفربول إلى أن المصري محمد صلاح والهولندي فيرجيل فان دايك، هما أفضل لاعبي الريدز عن الموسم الأخير هذا الموسم، إلا أن النجمين تجاوزا سن الثلاثين، وبالتالي لا يمكن لقيمتهما السوقية أن ترتفع أكثر من ذلك، ولذلك استبعدهما موقع “ترانسفير ماركت” من المقارنة مع زملائهم، وهذا بدوره، سمح لزملائهما بنيل الثناء والاهتمام اللازمين.
ففي الدفاع، يمتلك نادي ميرسيسايد اثنين من المدافعين، واصلا التقدم مع الفريق بشكل لافت، وهما المالي إبراهيما كوناتي، والأيرلندي كونور برادلي، حيث تمكن كوناتي من فرض اسمه بجوار فان دايك.
كذلك الحال بالنسبة لبرادلي الذي قدم عروضا رائعة عندما سنحت له فرصة اللعب أساسيا، حتى أن بعضا يراه البديل المناسب لتعويض رحيل زميله الإنجليزي ألكسندر أرنولد، وكان طبيعيا أن ينعكس هذا التألق على القيمة السوقية للاعبين، إذ ارتفع سعر كل منهما بقيمة 15 مليون يورو هذا الموسم، وهي زيادة كبيرة قياسا بعدد مشاركتهما في المباريات.
الأمر نفسه بالنسبة للجناح الهولندي كودي جاكبو، الذي تحول من لاعب متعدد الاستخدامات مخيب للآمال تحت قيادة يورغن كلوب إلى الخيار الأول للمدرب الحالي أرني سلوت.
تمكن جاكبو من تسجيل 18 هدفا في المباريات التي شارك بها بالمسابقات جميعها وعددها 49 مباراة، فضلا عن 7 تمريرات حاسمة، ونتيجة لذلك شهد زيادة في قيمته السوقية بمقدار 20 مليون يورو.
كذلك الحال بالنسبة لمدافع الوسط الأرجنتيني أليكسيس ماك أليستر، الذي قفزت قيمته السوقية 25 مليون يورو دفعة واحدة، ليصبح سعره في سوق اللاعبين 100 مليون يورو، ليكون بذلك أغلى لاعب من أمريكا الجنوبية في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز. وصل ماك أليستر لهذه المكانة، بعدما أثبت تفوقا كبيرا في مركزه لاعب وسط قوي، يمتلك لياقة بدنية عالية، كما يجيد أداء دور (بوكس تو بوكس) إجادة كبيرة.
أما الصعود الأكبر فكان من نصيب لاعب الوسط الهولندي رايان جرافينبيرش، الذي حقق قفزة هائلة في القيمة السوقية، بلغت 40 مليونا، ليصبح سعره الحالي 75 مليون يورو، بعدما كان 35 مليونا في التوقيت نفسه من العام الماضي.
هبوط جوتا وداروين
معظم اللاعبين الذين هبطت قيمتهم السوقية في ليفربول، كان السبب في ذلك هو ارتفاع أعمارهم، أو تعرضهم للإصابات المتكررة أو الطويلة، وكان أبرز من تراجعت قيمتهم السوقية بسبب العمر، الحارس البرازيلي أليسون بيكر (32 عاما) والظهير الاسكتلندي آندي روبرتسون (31 عاما). وقد تراجع سعرهما بواقع 8 و10 ملايين يورو على الترتيب.
أما اللاعبون الذين تسببت الإصابات في هبوط قيمتهم السوقية، فيتقدمهم البرتغالي دييغو جوتا، والإيطالي فيديريكو كييزا، فبخصوص جوتا، فالإصابة هي التي تسببت في غيابه عن النسبة الأكبر من المباريات التي خاضها الفريق، فلم يشارك سوى في 37% من المباريات، ولذلك تراجعت قيمته السوقية بمقدار 10 ملايين يورو، أما كييز فقد تراجعت قيمته السوقية بمقدار 21 مليون يورو.
ويسبق هؤلاء كلهم المهاجم الأوروغوياني داروين نونيز، الذي هبطت قيمته السوقية بمقدار 25 مليون يورو، ليصبح سعره الحالي 45 مليون يورو، بعدما كان 70 مليونا العام الماضي.
ولم يكن هبوط سعر نونيز سببه العامل العمري، فهو لا يزال 25 سنة، ولا أيضا الإصابة، وإنما السبب هو تراجع مستواه الفني، فعلى مدار الموسم شارك المهاجم الأوروغواياني في 47 مباراة، ومع ذلك لم يسجل سوى 14 هدفا ويصنع 14 تمريرة حاسمة، وقد استبعده المدرب سلوت من التشكيلة الأساسية في أغلب المباريات، حيث شارك أساسيا في 21% فقط من مباريات النادي بالدوري الإنجليزي.