جامعة الأزهر بين الجامعات المصرية

العلمانيون يتجاهلون الدور الثقافي التغريبى لتلك الجامعات الأجنبية، ويكررون تحذيرهم من خطورة التعليم الديني بجامعة الأزهر

                                                     

يعتقد البعض بشكل خاطئ أن أقدمية جامعة الأزهر داخل الجامع الأزهر تعود الى عام 1930 حينما صدر قانون بإنشاء ثلاث كليات هى: أصول الدين، والشريعة، واللغة العربية، في حين يمتد تاريخ الجامعة من حيث مباشرة نشاط التدريس بها إلى ما بعد إنشاء الجامع الأزهر عام 972 ميلادية

ومن هنا كان خريجو الأزهر يشكلون غالب طلاب البعثات التي أرسلها محمد على إلى عدد من الدول الأوربية، وتوالت عمليات إصلاح وتحديث التعليم بجامعة الأزهر عبر نظم الحكم المختلفة خاصة أيام المماليك والعهد العثماني.

 وقام الإمام محمد عبده بتشكيل أول مجلس إدارة لتلك المؤسسة، وتلاه صدور قانون عام 1910 لتنظيم الدراسة وجعلها مراحل، ووضع نظام للموظفين وشروط لقبول الطلاب وللامتحانات والشهادات.

وقبل العام 1936 تم إدخال العلوم غير الشرعية بالمعاهد الأزهرية مثل الرياضيات والعلوم والدراسات الاجتماعية، ثم كان استحداث مرحلة الدراسات العليا عام 1936.

ومن هنا فليس صحيحا أن جامعة الأزهر قد بدأت مرحلة التطوير بصدور قانون إعادة تنظيم الأزهر في يوليو 1961 بالحقبة الناصرية، والذي بمقتضاه تم إدخال كليات علمية إليها مثل الطب والهندسة والزراعة، وفتح باب الدراسة للفتيات بإنشاء كلية البنات التي ضمت عند إنشاءها شعبا لدراسة الطب والتجارة والعلوم والدراسات العربية والإسلامية والإنسانية.

وفى ظل دعوة عدد من العلمانيين بتقليص عدد طلاب جامعة الأزهر وتحجيم دورها وإدخال غير المسلمين للدراسة بها، خاصة بعد مظاهرات طلاب الأزهر الرافضة لانقلاب يوليو 2013، والحكم عليهم بأحكام قاسية، يصبح السؤال حول نصيب جامعة الأزهر من التعليم الجامعي المصري.

  13 % من طلاب الجامعات

 حيث ظل عدد طلاب جامعة الأزهر ينمو خلال السنوات الأولى من العقد الأول من الألفية الجديدة، حتى بلغ 372 ألف طالب في العام الدراسي 4/2005 بما يمثل نسبة 20 % من أعداد طلاب الجامعات الحكومية والخاصة وقتها والبالغة 1.8 مليون طالب.

لكن عدد طلاب جامعة الأزهر ظل يتراجع بعدها من دون توقف لمدة سبع سنوات، ثم أخذ في الزيادة المحدودة ليصل الى 317 ألف طالب في العام الدراسي 16/2017، وهو ما يمثل نسبة 13 % من عدد طلاب الجامعات الحكومية والخاصة البالغ 2.36 مليون طالب، أي اقل مما كان عليه قبل 13 عاما.

وفى حالة إضافة طلاب الأكاديميات الحكومية والخاصة والمعاهد العليا تنخفض نسبة طلاب جامعة الأزهر إلى 12% من إجمالي طلاب التعليم العالي، غير شاملين طلاب المعاهد المتوسطة.

وبمقارنة عدد طلاب جامعة الأزهر البالغ 317 ألف طالب، بعدد الطلاب في حوالي 27 جامعة حكومية، فقد تصدرت جامعة الأزهر بفارق 64 ألف طالب عن جامعة القاهرة التي جاءت في المركز الثاني بنحو 253 ألف طالب، تليها جامعة عين شمس بـ 190 ألف طالب.

ولم تختلف الصورة كثيرا بمقارنة عدد خريجي جامعة الأزهر في العام الدراسي 15/2016 البالغ 39 ألف خريج، بإجمالي خريجي الجامعات الحكومية والخاصة البالغة 324 ألف بنسبة تقل عن 12 %.

  نصيب أقل للطالب في الموازنة

ورغم تصدر جامعة الأزهر الجامعات الحكومية السبع والعشرين في عدد الطلاب، فإنها جاءت في المركز الثاني من حيث المخصصات التي رصدتها لها الموازنة الحكومية في العام الدراسي الحالي 17/2018، حيث خصص لها  مليارين و282 مليون جنيه، بأقل 1.1مليار جنيه عما تم تخصيصه لجامعة القاهرة الأقل في عدد الطلاب، وتوجهت نسبة 85 % من موازنة جامعة الأزهر الى أجور العاملين بها.

وبالمقارنة بين نصيب الطالب بالجامعات الحكومية السنوي بموازنة العام المالي الحالي بكل جامعة، جاء طالب جامعة الأزهر في المركز السابع بين الجامعات الحكومية بنصيب 7197 جنيه، بينما كان نصيب الطالب 13.5ألف جنيه بجامعة القاهرة، وأكثر من 12 ألف جنيه بجامعة المنوفية وأكثر من 11 ألف جنيه بجامعة عين شمس.

وبالنسبة لمخصصات الاستثمارات بالجامعات الحكومية بنفس العام المالي الحالي، والتي تخص إنشاء مباني ومعامل جديدة وشراء أجهزة علمية وبحثية، فقد جاء ترتيب جامعة الأزهر بالمركز السادس عشر بين الجامعات الحكومية، بنحو 102 مليون جنيه بينما كان نصيب جامعة القاهرة 601 مليون جنيه.

وهكذا تعد جامعة الأزهر واحدة من 27 جامعة حكومية، بخلاف حوالي 23 جامعة خاصة منها: الجامعة الأمريكية والبريطانية والفرنسية والروسية والألمانية واليابانية والكندية، مع تقدم دول اخرى لإنشاء جامعات أخرى خاصة بالعاصمة الإدارية الجديدة، لكن العلمانيين يتجاهلون الدور الثقافي التغريبى لتلك الجامعات الأجنبية، ويكررون تحذيرهم من خطورة التعليم الديني بجامعة الأزهر رغم منهجها الوسطى واستكانتها.

15.5ألف وافد بالجامعة

ولعل ذلك يحتاج للإشارة الى نوعية كليات جامعة الأزهر السبع والسبعين، والتي تتنوع ما بين كليات علمية وأخرى أدبية وكليات إسلامية، فمن الكليات العلمية: الطب البشرى وطب الأسنان والهندسة والزراعة والهندسة الزراعية والتمريض والعلوم، وبالطبع تتعدد تلك الكليات فهناك أربع كليات للطب البشرى، وثلاث للهندسة وثلاث للصيدلة وهكذا.

أما الكليات الأدبية فمنها: التربية واللغات والترجمة والإعلام والاقتصاد المنزلي والتجارة، كما تتنوع الكليات الإسلامية ما بين الدراسات الإسلامية والعربية واللغة العربية والشريعة والقانون وأصول الدين والقرآن الكريم، وهناك 18 كلية للدراسات الإسلامية والعربية وسبع كليات للغة العربية وخمس للشريعة والقانون.

وتتميز كليات جامعة الأزهر بتوزعها على غالبية المحافظات، كما تمتد لأكثر من مدينة داخل المحافظة الواحدة بل وإلى القرى مثل قرية تفهنا الأشراف بالدقهلية والتي تضم أربع كليات جامعية.

وفي العام الدراسي 15 /2016 توزع الطلاب المقيدون بجامعة الأزهر البالغ عددهم وقتها 296 ألف طالب ما بين: 281 ألف طالب مصري و15.5 ألف طالب وافد من عشرات الدول الإسلامية والأجنبية، بما يشير الى الدور الذي يلعبه التعليم الأزهري كقوة ناعمة في التعامل مع كثير من الدول، خاصة مع تولى كثير من هؤلاء الوافدين مناصب عليا ببلادهم.

وفي العام الدراسي 16 /2017 كانت نسبة البنين 57 % من طلاب جامعة الأزهر مقابل نسبة 43 % للطالبات، وهى صورة معكوسة لما هو عليه الحال في إجمالي طلاب الجامعات الحكومية حيث تتفوق نسبة الطالبات.  

المقال لا يعبر عن موقف أو راي الجزيرة مباشر وإنما يعبر عن رأي كاتبه


إعلان