المدير الفني الوطني.. هل يفعلها الركراكي مع أسود الأطلسي كما فعلها سيسه؟

فعلها أسود السنغال في مفاجأة ليست غريبة عليهم، فكما فعلها الجيل الذهبي للسنغال في بطولة العالم في 2002 بقيادة أليو سيسه المدير الفني الحالي للسنغال، وصعدوا إلى دور الثمانية بعد عروض قوية للفريق الذي كان يقوده في الملاعب سيسه ومعه حاجي ضيوف وعمر ديالو وموسى نداي وهنري كامارا، ها هو الجيل الحالي يصعد إلى الدور الثاني في البطولة التي تقام على الملاعب القطرية.

تنتظر الجماهير العربية والأفريقية غدًا فريق المغرب ليلحق بالسنغال، فهل يفعلها أسود الأطلسي تحت قيادة مدربهم الوطني وليد الركراكي؟

قدّم السنغال عرضًا كرويًا رائعًا أمام الإكوادور وفازوا بهدفين مقابل هدف، وعلى مدار المباراة سيطر الفريق السنغالي وإن بدا مستواه أقل من المباراتين السابقتين، واستطاع كابتن الفريق كاليدو كوليبالي أن يعيد المباراة لصالح فريقه بعد دقائق قليلة من تحقيق فريق الإكوادور للتعادل، ليفوز الفريق السنغالي بإدارة ممتازة من مديره الفني أليو سيسه.

مدير فني سنغالي

أليو سيسه قائد الفريق السنغالي لاعبًا حقق معه أفضل نتائجه في كأس العالم في الدورة 17، هو نفسه المدير الذي حقق له أول بطولة أفريقية 2021 له على حساب الفريق المصري الغائب عن بطولة كأس العالم في قطر أيضًا عن طريق السنغال وبقيادة سيسه.

استطاع سيسه أن يقدّم عروضًا كبيرة في البطولة الحالية منذ المباراة الأولى أمام هولندا التي كان ندًا فيها للفريق الهولندي، ولولا خبرات الفريق الهولندي ما استطاع الفوز بها، فقد حقق الفوز في الربع ساعة الأخيرة من المباراة، وقد استفاد سيسه من أخطائه في التغيير وإدارة المباراة في مباراتي قطر والأكوادور، تلافى فيهما أخطاءه في التبديل، وفي مباراته التي صعد بها عوّض نقص لياقة الفريق بتبديلات في النصف ساعة الأخيرة من المباراة، كما أضاف تبديلين في الدقيقة الأخيرة منها ليصعد بفريقه إلى الدور الثاني.

تطرح نتائج الفريق السنغالي مع مديره الفني الوطني سؤالًا عن مدى تأثير المديرين الفنيين الوطنيين لفرق الجنوب؟ وهل يفضل اللاعب مدربه الوطني؟ فقد قاد التونسي عبد المجيد شتالي تونس في بطولة 1978 وحقق نتائج جيدة رغم خروجه من الدور الأول، أيضًا حقق محمود الجوهري أو الجنرال كما كانوا يطلقون عليه نتائج رائعة مع الفريق المصري سواء بصعوده معه لكأس العالم عام 1990، أو في البطولات الأفريقية، وهو نفس ما حققه مواطنه حسن شحاتة في بطولات أفريقيا مع جيل مصر الذهبي الذي كان يقوده أبو تريكة ومحمد بركات ومحمد زيدان.

وليد الركراكي مدرب أسود الأطلسي، وتشهد الملاعب القطرية تألق المدير الفني الوطني لفريق المغرب وليد الركراكي في إدارة المباريات، وهو لاعب مغربي سابق شارك المنتحب المغربي تسع سنوات، وحاصل على أفضل مدرب في المغرب مرات عدة، وقد استطاع الفريق المغربي تحت قيادته تحقيق نتائج متميزة تؤكد فهمه لطبيعة اللاعبين المغاربة وكيفية التعامل معهم، وقد أجاد الركراكي اختيار مجموعة اللاعبين في الفريق ممن يتمتعون بمواصفات جسمانية متميزة ولياقتهم البدنية عالية واصلوا بها المباريات بكفاءة عالية، كما أن غالبية اللاعبين من أصحاب المهارات الكروية الجيدة، وقد استفاد الركراكي من تجاريه الاحترافية في بلدان أوربية مثل إسبانيا وفرنسا التي لعب في فرقهم، وكذلك تجاربه مع الوداد المغربي، ومشواره التدريبي منذ عشر سنوات في المغرب، وحصوله على جائزة أفضل مدرب في دول المغرب العربي في عام 2018.

المغرب الأمل الأكبر في الصعود

يدخل أسود الأطلسي بقيادة مدربه الوطني ونجومه المتألقين على ملاعب قطر ـفي البطولة التي أثارت الكثير من الأعجاب تنظيميًا وإداريًاـ مباراتهم الثالثة مع كندا غدًا وفي جعبة الفريق أربع نقاط من تعادل مع كرواتيا وفوز كبير مع بلجيكا المصنف الثاني على أوربا في مباراة من أروع مباريات البطولة، وقدّم الفريق المغربي عرضًا رائعًا في فنون كرة القدم، ويحتل أسود الأطلسي الترتيب الثاني في المجموعة السابعة بفارق هدف عن الفريق الكرواتي، بينما تأتي بلجيكا ثالثًا التي تلتقي كرواتيا في التوقيت نفسه لمباراة المغرب بثلاث نقاط.

يمتلك الفريق المغربي مقومات النجاح كلها، والفوز على الفريق الكندي الذي لم يحقق أي فوز أو تعادل حتى الآن، ويدخل المغرب المباراة ومعه مجموعة من اللاعبين المتميزين فنيًا وبدنيًا، ويؤدون المباريات بقوة وحماس من بدايتها إلى نهايتها، يتميزون بمهارات فردية ممتازة ولياقة بدنية مرتفعة، ويجيد مديرهم الفني الوطني قراءة المباريات وحسن تصرف في التبديلات أثناء المباراة.

وتأمل الجماهير العربية أن يكون الفريق المغربي الحصان الأسود في البطولة، ويفعلها غدًا بنجومه المتميزين، ومدربهم الوطني، فهل يأتي صباح الجمعة وترتفع الأعلام المغربية في سماوات الأرض العربية؟ وربما يكون الفريق السعودي الذي يلاقي المكسيك أثناء كتابة هذا المقال قد فعلها وتكتمل الفرحة العربية في سماء قطر بأعلام البلدين مع الأعلام والكوفيات الفلسطينية التي تزين أعناق الجماهير كلهم في ملاعب قطر وشوارعها.