“الفروع العارية” تخطف المسلمات والفتيات في الصين!

أزواج يشاركون في حفل زواج جماعي في الصين

وجّه الحزب الشيوعي الصيني نداءً يحث فيه العزّاب على سرعة الزواج بعد تراجع معدل المواليد وعدد السكان، لدرجة لن تمكّن المرشد الأعلى للحزب شي جينينغ من تحقيق حلمه، بأن يصل عدد السكان إلى مليار و450 مليون نسمة عام 2030، فنظّمت “شبيبة الحزب”، لجانًا نوعية في مقراتها لدعوة الشباب إلى التخلّص من الوحدة والانخراط في “السرير الدافئ”، من أجل إنجاب مزيد من الأطفال، ولم يتورّع قادة الحزب عن القيام بدور” الخاطبة”، لمساعدة الراغبين في الزواج لإيجاد الشريك المناسب، ومنهم من حوّل مقرات الحزب إلى مراكز للمتعة والترفيه، حيث يلتقي العزّاب ويتعرفون إلى بعضهم الآخر عن كثب تحت ظلال السلطة.

يشجّع الحزب على زيادة المواليد لقومية الهان منذ وصول شي إلى السلطة، الذي سمحَ في يناير 2016 للأسرة بولادة طفلين، وفي عام 2022 أطلق لهم حرية ولادة 3 أطفال. والشباب يرفض الإنجاب، ويعد قرارات الدولة أمرًا مضحكًا، لتدخلها في أمور خاصة يصعب تنفيذها، في وقت يعانون فيه من الغلاء، واستحالة تربية أكثر من طفل، لا سيما في المدن الكبرى، حيث معاناة العمل والسكن وتعليم الأبناء.

تراجع شعبية الزواج

تراجعت شعبية الزواج، في مجتمع محافظ تقليديًا، يعد الأسرة نواة المجتمع وقوام الدولة، بعد أن شرع الحزب الشيوعي في إجبار الأسر على تحديد النسل بطفل واحد منذ سنة 1971، والتي فرضها بقسوة خاصة على أبناء القوميات العرقية خلال المدة بين عامي 1980ـ2016، ففي استطلاع أجري العام الماضي، تبين أن 41٪ من السيدات يرفضن الزواج نهائيًا، لأنهن يتحملن أعباء مالية تعطلهن عن أعمالهن الشاقة.

جاءت التحولات تأثرًا بما فعله الحزب الشيوعي منذ توليه مقاليد الحكم في أكتوبر 1949، الذي عمل على تغيير التركيبة الاجتماعية بقوة السلاح ومصادرة الأملاك، واعتمد على المرأة في تحطيم التقاليد السائدة كلها الدينية والاجتماعية باسم محاربة الرجعية والبرجوازية، في إطار تخلّصه من العقائد والأديان، والقضاء على القواعد الحاكمة للمجتمع وداخل الأقليات العرقية بصفة خاصة.

نجح الحزب في الدفع بالمرأة إلى الصفوف الأولى في القيادة بما أحدث تغييرًا في سلوكها، فجعلها سيدة المنزل الآمرة الناهية، تشارك في كتابة التقارير اليومية عن أسرتها لممثلي الحزب داخل المربع السكني، وتتحوّل إلى سوط على رقاب المثقفين والعلماء، مثلما فعلت زوجة الزعيم ماو تسي دونغ، فيما يسمى بـ “الثورة الثقافية” التي أغلقت الجامعات لمدة عشر سنوات.

القمع العائلي

تسببت سياسة القمع العائلي في دفع الأسر إلى تفضيل وجود الذكر الذي يحمل إرث العائلة، وانتشر وأد البنات قبيل ولادتهم بأيام أو بعد ولادتهم مباشرة، حتى بلغت النسبة بين البنات والبنين في بعض المناطق الريفية في الجنوب إلى مائة فتاة في مقابل 142 رجلًا. تاريخيًا كان الزواج من أكثر من امرأة منتشرًا في الصين، لدرجة أن الإمبراطور الأخير تمتع بزوجات عدة و150 محظية في آن واحد، رأيت بعض متاعهن وملابسهن أثناء زيارتي المتكررة لمقر الحكم الإمبراطوري بالمدينة المحرمة في بيجين. وأوقف الشيوعيون الأمر لبضع سنين، وعادت المحظيات بين قياداته سرًا، والآن تمارس بالقرب من المناطق الحدودية تجارة الرقيق الأبيض عبر وسطاء يخطفون البنات من تايلاند، وفيتنام، ولاوس، والهاربات من كوريا الشمالية. وتشير دراسة أجرتها كلية جون هوبكنز الأمريكية بالتعاون مع جمعية “نساء كاشين” في تايلاند أن حوالي 21 ألف امرأة وفتاة اختطفن، لإجبارهن على الزواج من صينيين من مقاطعة واحدة خلال المدة من 2013ـ2017.

وقعت أشهر كارثة خلال عام 2019، حيث خطف تجار فتاتين من ميانمار من بلدة “شان” الحدودية مع الصين على جبال الهيمالايا، لبيعهن على أيدي تجار “العبودية الجنسية”. التاجر تشاو مو سلّم البنتين الأولى 16 عامًا والثانية 17 عامًا، لزوجين من قرية صغيرة في مقاطعة شيانغ شنغ xiang cheng مقابل ٢٦ ألف دولار لكل منهما. لم تر الأولى النور إلا بعد أن ولدت طفلًا، واستطاعت التخلّص من آثار المواد المخدرة والمنشطات الجنسية التي تجبر على تعاطيها، وبعد مداهنة الخاطف سرقت هاتفه وتواصلت مع أهلها. تابع العالم الكارثة عبر نشرها في المواقع المحلية، واهتمام جريدة “نيويورك تايمز” بمتابعتها منذ 17 أغسطس 2017.

زيجات طريق الحرير

عرف الصينيون طريقهم للزواج من أجانب حديثًا، شاهدت الناجح منهم في القاهرة وغزة، ومدنًا صينية عديدة. جاء الأغرب، عندما انتشرت عصابات الاتجار في بنات المسلمين، حيث نشرت الصحف الباكستانية العام الماضي، تحذيرات من تزويج بناتهن للصينيين الذين يعملون في مشروعات على طريق الحرير. تقدم شاب صيني لأسرة فتاة فقيرة، مدعيًا تحوّله للإسلام، ورغبته في الزواج، وأنه يمتلك مزرعة كبيرة. فرحت الأسرة بالزواج عبر خاطبة محلية، وبعد السفر اكتشف الزوجة أنه غير مسلم وشديد الفقر. استغاثت الفتاة بسفارتها في الصين التي ساعدتها على العودة سريعًا لأهلها. بيّنت السفارة تعرّض 150 فتاة مسلمة للأكاذيب نفسها من صينيين يجلبون الفتيات، ثم يجبرونهن على ممارسة الدعارة أو العمل في الحانات والملاهي الليلة. لا تنكر الحكومة الصينية وقوع هذه الحوادث، حيث يذكر زو مين ون عضو فرقة مكافحة الاتجار بالبشر في مقاطعة “لاشيو” الحدودية مع ميانمار أن “الاتجار في العرائس أمر شائع للغاية” في ولايته، لأن العائلات التي ليس لديها ولد، وتكنى بـ”الفروع العارية” تواجه الموت لأشجار عائلاتها.

في تقرير صدر العام الماضي، عن انتهاكات الصين لحقوق المرأة في منطقة تركستان الشرقية (شينجيانغ)، يكشف الكوارث التي تتعرّض لها الفتيات المسلمات بتخطيط من السلطة المركزية في بيجين، وأعضاء الحزب الحاكم. لم يكتف الشيوعيون بتعقيم الفتيات، وقتل أولادهن في الأرحام، أو بعد ولادتهم مباشرة بالإبرة، بل يجبرن على معاشرة رجال “الهان” مع وضع أزواجهن في معسكرات العمل القسري والسجون، من أجل تغيير التركيبة الديموغرافية لمنطقة يسكنها المسلمون القازاق والأويغور، لمجردهم خوفهم من الانفصال في يوم ما عن “الأمة الصينية”، وللحديث بقية.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان